-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ومواطنون يثمنون الفضاءات الجديدة

مساع جادة للاستثمار في قطاع السياحة الترفيهية في الجزائر

نسيبة علال
  • 1416
  • 0
مساع جادة للاستثمار في قطاع السياحة الترفيهية في الجزائر

لسنوات مضت، اشتكى الجزائريون من غياب تام لأماكن الترفيه والتسلية، فسواء كانوا في المدن الداخلية أم حتى المدن الكبرى، يخرجون بميزانية متوسطة أو مفتوحة لقضاء أوقات ممتعة، لكنهم يعودون ساخطين خائبين إلى بيوتهم.. عقلية دفعت مستثمرين خواصّ إلى تغيير الوضع ومحاولة خلق سياحة ترفيهية محلية ترضي العائلات.

التنافس يحسن جودة الخدمات

الظهور المفاجئ والسريع لعدة أماكن ترفيهية، في مدة زمنية قصيرة، منتشرة عبر أماكن متفرقة من الوطن، صنع جوا من التنافس لاستقطاب الزبون، الذي هو في الأغلب مواطن سئم لسنوات من انعدام الوجهات المحلية، بينما لا تسمح له ظروفه بالسفر خارج الوطن.

يقول السيد مصطفى من بير توتة بالعاصمة، أب لطفلين: “أصبح بإمكاننا الاختيار والتنويع في برامجنا الترفيهية، مع الأطفال، علما أننا ككبار بالغين نأخذ أيضا قسطنا من التسلية والمتعة، حتى إذا اكتشفنا غلاء الخدمات، أو سوء المعاملة.. قمنا بالتغيير إلى وجهات أفضل”.

ولا يعتبر السعر المرتفع من العوامل التي يمكن القياس عليها في علاقة المواطن الجزائري بأماكن الترفيه، حيث نلاحظ أنها مكتظة عن آخرها بالعائلات، خاصة في العطل، رغم أن الساعة الواحدة قد تكلف رب الأسرة ربع راتبه الشهري، وإنما هناك عوامل أخرى تعتبر أهم، مثل أمن ونظافة المحيط، وكونه فضاء عائليا خاليا من المشاغبين، كما أن توفر المكان على مرافق مثل الإطعام، المصلى، دورات المياه النظيفة، مساحات للراحة والمطالعة، التسوق.. من الشروط التي يتنافس على توفيرها أصحاب هذه المشاريع لراحة الزبون وضمان وفائه.

المزارع البيولوجية ثقافة يستحسنها الجزائريون

هناك ارتباط وثيق جدا، بين الفرد الجزائري وكل ما هو حياة طبيعية، فالكثيرون يعشقون الحيوانات الأليفة، ويحبون الجلوس في الطبيعة، تحت الأشجار وحتى تناول منتجاتها الصحية، بدل الفاست فود. هذا، وأكثر، بات متاحا للجميع، من خلال عديد المزارع الخاصة، التي فتحت أبوابها في إطار السياحة الترفيهية، لاستقبال العائلات بأطفالها، والسماح لهم بالقيام بعدة نشاطات مسلية في محيط رحب، إذ أصبح ركوب الخيل، وتناول عشاء صحي يقتصر على ما تجود به المزرعة، وحتى القيام ببعض الألعاب والاحتكاك المباشر مع الحيوانات، واكتشاف نمط حياتها.. يدخل جميعه ضمن برنامج ترفيهي تعليمي واحد غير مكلف، حيث ترحب مزارع بزوارها للدخول بالمجان، فيما تخصص أخرى مبلغا رمزيا للتمتع بخدماتها لا يتجاوز ألف دينار.

مدن الألعاب موضة جديدة تلقى الترحيب

نقلا عن التجربة الكندية، في خلق مساحات لعب مغلقة، وتحديا للنمط التقليدي، من حدائق التسلية المنتشرة سابقا، ظهرت العديد من مدن الألعاب للصغار والكبار، قاعات شاسعة على مد البصر، مقسمة لممارسة عشرات الأنواع من الألعاب والرياضات، على غرار القفز الطويل، التزحلق العالي، التسلق، المبارزة.. مفتوحة على مساحات للإطعام السريع، أو التسوق، يمكن للعائلات زيارتها رفقة أطفالها، بحيث يقضي هؤلاء ساعات تحت مراقبة أعوان خاصين في مراقبتهم، بينما يستمتع الأولياء بارتشاف مشروب مفضل أو تناول وجبة خفيفة، قبل استرجاع أبنائهم.

ظهر هذا النوع من فضاءات التسلية لأول مرة، في غرب البلاد، بالضبط في مستغانم، ثم انتشر في العاصمة، حيث هناك يمكن ممارسة القفز بأنواعه الممتعة، التسلق الاحترافي، الرمي الإلكتروني.. ساعات من المتعة والإثارة تقدر الواحدة منها بما بين 800 وألفي دينار، يمكن قضاؤها مع العائلة، الأصدقاء وحتى تقاسمها مع أشخاص مجهولين، يتشاركون نفس الشغف باللعب والرغبة في الترفيه. تقول هاجر: “أحب مثل هذه الأماكن كثيرا، أشعر بأنها الأنسب لإفراغ الطاقة السلبية التي نجلبها من العمل والدراسة وضغوطات الحياة اليومية، إنها أفكار ذكية جدا تلك التي استثمر فيها أصحابها لخلق فضاءات ترفيهية بهذا التطور والتنظيم، جربتها كلها تقريبا وأعتبرها نقلة نوعية في هذا المجال”.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!