-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مساكينٌ‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأئمة‭!‬

الشروق أونلاين
  • 4165
  • 9
مساكينٌ‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأئمة‭!‬

يكاد الأئمة في الجزائر أن يحصلوا بلا منازع، على لقب الفئة الأكثر تعرضا للحڤرة والتهميش في البلاد، فهم بالرغم من المكانة الاجتماعية والأخلاقية الرفيعة التي يحظون بها لدى العام والخاص، إلا أنهم في الوقت ذاته، أشدّ خلق الله تهميشا، وأكثر المواطنين نسيانا لحقوقهم‭ ‬أو‭ ‬مضيّعين‭ ‬لها،‭ ‬وضائعين‭ ‬بحثا‭ ‬عنها‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭.‬

  • الأئمة الذين خصّهم النظام قبل سنوات قليلة بمواد قاسية في قانون العقوبات، فبات حديثهم على المنابر مُراقبا، وهمسهم في الدروس والندوات محروسا، هم أيضا أدنى المواطنين مرتبة في الحصول على الحقوق، والأعلى درجة في المطالَبين بتنفيذ الواجبات، وكأن مهنة الإمام في الجزائر‭ ‬تحوّلت‭ ‬إلى‭ ‬عقاب،‮ ‬بدلا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تشريفا‭ ‬وطنيا‭ ‬وواجبا‭ ‬دينيا‭ ‬وأخلاقيا‭ ‬ساميا‭!‬
  • هؤلاء الأئمة لا بواكي لهم في البلاد، ولا محامين يدافعون عنهم، بل إن الوزارة الوصية المكلفة بشؤونهم، تعدّ أكثر الجهات ظلما لهم، وما حادثةُ وقوف الأئمة احتراما للعلَم، سوى شاهد على أن العقاب يحضر بسرعة، عندما يتعلق الأمر بالإمام، في حين يتم التفكير فيه مليّا،‭ ‬بل‭ ‬وقد‭ ‬يلغى‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬مرتبطا‭ ‬بشخص‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مختلف‭.‬
  • أحيانا نتصور أن هنالك حملة منظمة للإساءة إلى الإمام، أو تحميله وزر غيره ممن أساؤوا للمنابر والمساجد في سنوات المحنة، فأهلكوا بفكرهم جيلا بكامله، لكن لماذا يُحاسب الأئمة وحدهم بأثر رجعي.. وكأن البقية لم يرتكبوا أخطاء جسيمة وقاتلة ضدّ هذا الوطن؟ لماذا بات تجريم‭ ‬الإمام‭ ‬الأقرب‭ ‬للواقع‭ ‬من‭ ‬تبجيله‭ ‬واحترامه‭ ‬والاستعانة‭ ‬به‭ ‬وبعلمه‭ ‬لصيانة‭ ‬الأمة،‭ ‬وحفظ‭ ‬شرفها‭ ‬وعِلمها‭ ‬وأخلاقها؟
  • مسكين هذا الإمام.. فقد بات كمن يُبعث وحيدا ويُسأل وحيدا ويُعاقب وحيدا، فإن هو تكلّم عن حقه في السكن والأجر، اتهمه البعض بالتمرد وممارسة السياسة، ويقال له حينها إن “العمل النقابي رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه”، وإن دعا لخفض الأسعار، واحترام المستهلكين، اتهمه أباطرة السوق ومافيا المال والأعمال بتحريض الزوالية ضدهم، وإن وقف ودعا بالعفو والعافية للبلاد والعباد نظرا لما يحدث في بلدان عربية وإسلامية أخرى من ثورات وحروب، زعموا أنه يشجع الناس على تقليد غيرهم.
  • لقد بات أئمتنا في الوقت الحاضر لا يتحدثون إلا في أمور عادية جدا، في وقت تشتعل فيه الأمة اشتعالا، ويرتفع لهيبها كل يوم، لكن ومثلما يقال في الأمثال، مُرغم إمامُك لا بطل، ذلك أن الحديث عن تسوية الصفوف، والسكوت في المساجد، والخشوع في الصلاة، وغيرها من الأمور البسيطة،‭ ‬قد‭ ‬تعد‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬البعض‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬السياسة،‭ ‬أو‭ ‬التحريض‭ ‬على‭ ‬الفتنة،‭ ‬أو‭ ‬خلق‭ ‬العداوة‭!‬
  • عيب أن يتحول الأئمة الشرفاء في نظر البعض إلى مجموعة من اللصوص، يتهافتون على سرقة صناديق الزكاة، وعيب أن تتحول الجمعيات الدينية إلى سلطة رقابة عليهم، تسعى لتغييرهم بمجرد نشوب خلاف تافه وبسيط، والعيب أيضا أن تفقد الوزارة الوصية دورها في الدفاع عن الأئمة، مقابل‭ ‬حرصها‭ ‬على‭ ‬الإمعان‭ ‬في‭ ‬إهانتهم‭ ‬وزيادة‭ ‬محنتهم،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬أجورهم‭ ‬وحفظ‮ ‬كرامتهم‭.‬
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • بدون اسم

    الجزاء من جنس العمل

  • hamza

    يعطيك الخير ياسي عمار بن قادة كتاباتك رائعة حقا وأنت تتقدم من حسن إلى أحسن.الرجاء منك التطرق إلى موضوع أصحاب الشهادات الذين يعملون دون مستواهم ولا سيما في قطاع الحماية المدنية أين نجد المئات من الأعوان والرقباء يحملون شهادة ليسانس لكن غير معترف بها فوظفوا أعوان ورقباء بينما من يحمل شهادة تقني سامي يوظف في رتبة ملازم !!!!!!

  • مسلم

    يا بوتفليقة اعط الإمام حقه

  • هذا غياب طويل يا رقم 3

    لا أعتقد أنه يجب تخصيص إمام في مسجد لأن الكل يريد أن يتعلم الدين الإسلام و المساجد هي أماكن مشجعة في تدبر القرآن ونحن جميعاَ لنا الحق في كلمة من على المنبر حتى نجتهد في ما بيننا و يتحداَ بعضنا البعض بالعلم و الخير و لو بكلمة - أما عن الروتين الحالي الذي هو جاري في المساجد الجزائرية هو نفسه جاري في الغربة في آلمانيا على سبيل المثال لصوص منافقين يدخلون بين صفوف المسليمين على أساس أنهم مسؤلين رسميين في هذه المساجد و لو ذكرة التفاصيل أحدث فتنة غير مقصودة الله يهدينا - السلام

  • عبد الكريم

    السلام عليكم
    الإمام من المفروض أن تكن لديه وظيفة مستقلة عن إمامته، فالإمامة أمر زائد على وظيفته ولا يببغي أن يطلب منها الأجر، حتى يمكن للإمام أن يقول كلمة الحق، لأن اقتصار الإمام على الراتب الرسمي للإمام يجعله يخاف يخاف من راتبه لذلك تراه يفعل كل ما في وسعه لكي لا يغضب المسؤولين وبذلك لا يقول بوظيفته على أكمل وجه، ونجد أن كثير من العلماء قديما كانت لهم حرف يقتات منها ولا يمد يده للسلطات مع أنهم في مجال الدعوة أقطاب، مثل ابن تيمية الذي لم يتقلد وظيفة قط، يتبع,,,

  • مراقب جزائري

    نعم الائمة لهم دور لا ينقص على اي وزير او رئيس جمهورية لانه نسخة مصغرة عن رسول الله صلى الله عليه واله التي قرئنا عليها حيث نستنبط ان الائمام لا يقتصر دوره في داخل المسجد با اعطاء دروس الفقه و تعليم الناس دينهم بل له دور اجتماعي و اخلاقي في الاحياء و الجمعيات وترشيد المجتمع و الدليل على ذالك ان الامام في فترة الاستعمار كان الفصل في جميع المشاكل التي يواجهها المجتمع ويرضى الجميع با حكمه دون اللجوء الى محاكم الفرنسيس و لكن الحكومة تريده كا القس داخل الكنيسة و جعله يشحت لذله وجعله حبيس فقره .

  • عبد القادركرميش من جيش التّحرير

    بسم الله الرحمن الرحيم
    نعم الإمام اعلى مرتبة آجتماعية في الدّنيا لدوره في إمامة الصّلاة وسلوكه الخلقي ودوره الفقهي فيتعليم النّاس أمور دينهم (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة لتفقّهوا في الدّين ولينذروا قومهم إذا رجعوا لإليهم لعلّهم يحذرون) نعم هذه هي درجة الإمامام إن كان فقيهاً موجودا موجوداً ن واليوم وفي الجزائر والعالم العربي هذا غير موجود لأنّ الفقه آرتفع من الصّدورمنذ أكثر من ستين سنة فالثّورات حرّفت البرامج لكي يطغى حكّامها بتجهيل النّاس في الدّين ما يدرس اليوم هو الفقه الإعلامي الفكري

  • mlazhar

    السلام عليكم
    في مدينتنا تقريبا كل الائمة لهم سكن لائق وسيارة و يعيشون في بحبوحة مالية
    عكس بقية الشرائح

  • عبد الرحيم

    أتركوا الأئمة و شأنهم...
    الدّنبا ساعة اغتنمها في الطاعة و النفس طمّاعة عوّدها القناعة