الرأي

مستقبل الجزائر وغرداية.. قبل تافه الكلام

محمد سليم قلالة
  • 3463
  • 4

ألا انتبهنا كيف يتم الزج بنا في مسائل هامشية تُلهينا عن حقيقة الوضع الذي نحن فيه، وكيف يتم إبعاد نظرنا عن المخاطر التي تُحدق ببلادنا؟ ألا انتبهنا إلى أن ما نعيشه اليوم من تعبئة حول شتائم البعض، وسخريات البعض إنما هو إلهاء حقيقي لنا عن الاستعداد لمواجهة سيناريوهات خطيرة تُعد بإحكام للزج ببلادنا في ما لا يُحمد عقباه؟

ألا تساءلنا لماذا تتحول “غرداية” الواحة الآمنة المسالمة إلى جحيم ويسقط فيها ضحايا أبرياء؟ أليس من الغريب أن نعجز على حل مشكلتها بما نملك من خبرة في مجال إدارة الأزمات فاقت العشر سنوات، وأصبحت مضرب الأمثال؟

ألا تساءلنا لماذا كل هذا الاستقطاب في الانتخابات الرئاسية القادمة، وكأننا لأول مرة سنجري انتخابات؟ وكأننا لأول مرة سنخاف من التزوير؟ وكأننا لأول مرة سنجدد العهد أوالعهدة؟

ألا يبدو لكم غريبا تزامن تصريحات وزراء، سواء تلك التي تحمل الشتيمة أو التفرقة، مع تصريحات في مواقع أخرى تقول بأن العربي بن مهيدي لم يطلق رصاصة، ووريدة مداد لم تستشهد إنما انتحرت، وجميلة بوحيرد خانت…

ألم يثر انتباهكم أنه لم يبق رمز من رموز مؤسساتنا إلا ولحقته الإساءة بما في ذلك بعض إدارات مؤسستنا العسكرية؟

أين هو النقاش حول كيف يمكننا أن نطور اقتصادنا  وتعليمنا وصحتنا وأمننا وننتقل من التبعية إلى المحروقات إلى الاقتصاد المنتج؟ أين هو النقاش حول كيف نجد آليات فعالة لمحاربة الفساد والمفسدين ومنع مزيد من تهريب الأموال؟ أين هو النقاش حول مدى تطبيق القانون في المجلس الدستوري عند اختيار المرشحين؟ أين هو النقاش حول مصدر الأموال التي ستضخ في الحملات الانتخابية؟ أين هو النقاش حول مستقبل الجزائر وغرداية؟ أين هو الاستقطاب الذي ينبغي أن يكون حول الأفكار والحلول بدل الاستقطاب الكائن اليوم حول التصريحات الشاذة للبعض والسخريات المثيرة للاشمئزاز للبعض الآخر؟

يبدو أنه علينا الانتباه، والتنبيه إلى أن هناك مخاطر محدقة ببلادنا، وأن هذا ليس زمن التنكيت أو الشتيمة أو بث النعرات أو التشكيك في التاريخ، إنما زمن طرح الأسئلة الصحيحة وتقديم الإجابات الأصح..وسؤالنا الصحيح اليوم لماذا المشكلة في غرداية؟ وكيف ينبغي أن نحلها؟. وجوابنا المناسب اليوم: أن مشكلتنا في غرداية أكبر من أية مشكلة أخرى لأننا إذا فشلنا في حلها فسنفشل في التحكم في مستقبل كل الجزائر، وعندها ستبدو لنا كم كانت تافهة تصريحاتهم وكم كنا مخطئين عندما أعرناها، وأعرناهم كل ذلك الاهتمام…

مقالات ذات صلة