-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مستقبل الجزائر وغرداية.. قبل تافه الكلام

مستقبل الجزائر وغرداية.. قبل تافه الكلام

ألا انتبهنا كيف يتم الزج بنا في مسائل هامشية تُلهينا عن حقيقة الوضع الذي نحن فيه، وكيف يتم إبعاد نظرنا عن المخاطر التي تُحدق ببلادنا؟ ألا انتبهنا إلى أن ما نعيشه اليوم من تعبئة حول شتائم البعض، وسخريات البعض إنما هو إلهاء حقيقي لنا عن الاستعداد لمواجهة سيناريوهات خطيرة تُعد بإحكام للزج ببلادنا في ما لا يُحمد عقباه؟

ألا تساءلنا لماذا تتحول “غرداية” الواحة الآمنة المسالمة إلى جحيم ويسقط فيها ضحايا أبرياء؟ أليس من الغريب أن نعجز على حل مشكلتها بما نملك من خبرة في مجال إدارة الأزمات فاقت العشر سنوات، وأصبحت مضرب الأمثال؟

ألا تساءلنا لماذا كل هذا الاستقطاب في الانتخابات الرئاسية القادمة، وكأننا لأول مرة سنجري انتخابات؟ وكأننا لأول مرة سنخاف من التزوير؟ وكأننا لأول مرة سنجدد العهد أوالعهدة؟

ألا يبدو لكم غريبا تزامن تصريحات وزراء، سواء تلك التي تحمل الشتيمة أو التفرقة، مع تصريحات في مواقع أخرى تقول بأن العربي بن مهيدي لم يطلق رصاصة، ووريدة مداد لم تستشهد إنما انتحرت، وجميلة بوحيرد خانت…

ألم يثر انتباهكم أنه لم يبق رمز من رموز مؤسساتنا إلا ولحقته الإساءة بما في ذلك بعض إدارات مؤسستنا العسكرية؟

أين هو النقاش حول كيف يمكننا أن نطور اقتصادنا  وتعليمنا وصحتنا وأمننا وننتقل من التبعية إلى المحروقات إلى الاقتصاد المنتج؟ أين هو النقاش حول كيف نجد آليات فعالة لمحاربة الفساد والمفسدين ومنع مزيد من تهريب الأموال؟ أين هو النقاش حول مدى تطبيق القانون في المجلس الدستوري عند اختيار المرشحين؟ أين هو النقاش حول مصدر الأموال التي ستضخ في الحملات الانتخابية؟ أين هو النقاش حول مستقبل الجزائر وغرداية؟ أين هو الاستقطاب الذي ينبغي أن يكون حول الأفكار والحلول بدل الاستقطاب الكائن اليوم حول التصريحات الشاذة للبعض والسخريات المثيرة للاشمئزاز للبعض الآخر؟

يبدو أنه علينا الانتباه، والتنبيه إلى أن هناك مخاطر محدقة ببلادنا، وأن هذا ليس زمن التنكيت أو الشتيمة أو بث النعرات أو التشكيك في التاريخ، إنما زمن طرح الأسئلة الصحيحة وتقديم الإجابات الأصح..وسؤالنا الصحيح اليوم لماذا المشكلة في غرداية؟ وكيف ينبغي أن نحلها؟. وجوابنا المناسب اليوم: أن مشكلتنا في غرداية أكبر من أية مشكلة أخرى لأننا إذا فشلنا في حلها فسنفشل في التحكم في مستقبل كل الجزائر، وعندها ستبدو لنا كم كانت تافهة تصريحاتهم وكم كنا مخطئين عندما أعرناها، وأعرناهم كل ذلك الاهتمام…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • بنت البادية

    فعلا سيدي
    ما يجري في غرداية مخطط لتدمير البلاد وتغليط العباد عندما استعمرتنا فرنسا ضحت الرجال بارواحها من اجل ان تحيا الجزائر ولم يطمعو يوما الا في الحرية اليوم نضحي بالجزائر من اجل ان يحيا فيها القوي ويموت الرجال تحت الارجل
    صدقت والله كل ما يجري في غرداية ما هو الا لعبة يلعبها الساسة مثلما لعبو غيرها في العشرية السوداء والغريب اننا لم ولن نتعلم من مصائبنا
    الحوت الكبير ينهب الثروات ويتمتع بها والشعب الغبي يلهب النار ويحترق بلهيبها
    فعلا ناس عايشة وناس مطايشة
    شكرا سيدي لغيرتك وجزائريتك

  • بدون اسم

    عنما دخلت فرنسا الجزائر واستدمرتها مايربو على القرن والربع فإن أول إستراتيجية قامت بها هي مبدأ الرومان فرق تسد ففرقت بين البربري والعربي والصحراوي والشمالي والغربي والشرقي من الجزائريين لكن الشعب الجزائري لم يساير طروحات فرنسا وأفشل مبدأها التفريقي واليوم فإنها تتربص بنا عن طريق هدا المبدأ السالف دكره وإعادة إحيائه وهيهات هيهات أن يتكرر دلك فالجزائر ليست غابة وللعلم فإن هدا الصراع المجتمعي فيها لم يكن وليد اليوم ولكنه قديم جديد سيحل بإدن الله وستنتصر الجزائر رغم كيد. الحاقدين .....

  • احمد

    ان ماكتبته يا دكتور عين الصواب فعلى المسؤولين الشرفاء ان يدركوا ونحن في هذه الحالة ان مسؤوليتهم على حماية هذا الوطن اصبحت اعظم .........................................

  • بدون اسم

    إني أتساءل لماذا لا يتعلم الجزائريين من دروس التاريخ؟ لماذا يتم تكرار نفس الأخطاء؟ لماذا نلدغ من الجحر أكثر من مرة؟ لماذا لا نتعلم من ديننا الحنيف الذي هو دين المحبة و الأخوة و التسامح و أنه دين السلم و السلام؟ و أنه إذا غاب السلم فالرابح خاسر؟ ألم تكفينا الدماء و الدموع؟ لماذا لا نتعلم كيف نعيش في مجتمع واحد رغم اختلافاتنا الفكرية؟ أليست الثقافة في مفهومها :"هي كيف يتعلم الانسان كيف يعيش في المجتمع"؟...هب أنكم تقالتم؟ ثم ماذا بعد؟ ما هي النتيجة؟ هي معروفة للجميع الخراب و الدماء و الدموع؟