رياضة

مستوى الخضر في تراجع يا غوركوف

ياسين معلومي
  • 3196
  • 0

خرجة غير مقنعة للمنتخب الوطني أمام منتخب لوزوطو المتواضع في إطار الجولة الثانية من تصفيات كأس إفريقيا للأمم المقررة بعد أقل من سنتين في الغابون تجعلنا نتأكد أن مستوى الخضر في تراجع مخيف مقارنة بالمشاركة الأخيرة في كأس العالم وتلك المباراة الكبيرة التي لعبها رفقاء براهيمي أمام المتوج بكأس العالم المانشافت الألماني تجبرنا على إعادة الحسابات قبل فوات الأوان لتحضير منتخب بإمكانه المشاركة في كأس العالم القادمة بروسيا، هدف لازال كل الجزائريين ينتظرونه، لأن منتخبنا أصبح يتواجد في نهائيات كأس العالم حتى ولو بمشقة كبيرة ويتربع على عرش الكرة الإفريقية منذ سنوات.

عندما تتحدث مع الأنصار، المدربين واللاعبين الدوليين السابقين عن مستوى فريقنا الوطني الذي يدربه الفرنسي كريستيان غوركوف، يجمع الكل عن التراجع غير المفهوم للتشكيلة الوطنية التي أصبحت تجد صعوبات كبيرة للفوز حتى على أضعف المنتخبات الإفريقية مثلما حدث مع المتواضع لوزوطو، فلولا المخضرم سوداني الذي أراد الثار لنفسه من ظلم مدربه، لعدنا بتعادل وربما خسارة، خاصة وأن اللاعبين أصبحوا لا يبللون أقمصتهم مثلما كان الحال في وقت الشيخ سعدان والعنيد وحيد خاليلوزيتش.. عندما تتيقن أن بعض اللاعبين يختارون اللقاءات التي يلعبونها ويفتعلون الإصابات لتفادي التنقلات الإفريقية، وآخرين يبعدون، لأنهم رفضوا جورا وظلما وحڤرة من محيط الخضر، ويتم تعويضهم بآخرين البعض منهم هرم، أو لا يملكون مكانا في التشكيلة الوطنية ويلعبون في أندية منسية كرويا، يجعلنا نقرأ السلام على كرتنا ما لم تعاد الأمور إلى نصابها.

أعرف أن غوركوف مكون ومدرب له من الإمكانيات ما يسمح له بالتألق مع التشكيلة الوطنية، لكنه فقد حسب علمي السيطرة على لاعبيه الذين أصبحوا يتأخرون للالتحاق بالتشكيلة الوطنية مثلما يريدون دون حسيب ولا رقيب، ويغيبون دون تقديم تبريرات.. أمور كانت لا تحدث مع المدرب البوسني، فرغم قساوته وجباروته، إلا إن اللاعبين كانوا منضبطين، تجعلهم يخافون على أماكنهم ويبذلون مجهودات إضافية جعلت البعض منهم يتألق بشكل ملفت للانتباه ويكسب عروضا احترافية تضمن لهم مستقبلا كرويا طويلا.

أعترف أني كنت قاسيا على المدرب الوطني السابق وحيد خليلوزيتش إلى درجة أن البعض اتهمني بمحاولة زعزعته من منصبه والتشويش عليه، ولكن بعد أكثر من سنة على مغادرته العارضة الفنية للخضر اعترف أن مثله هو الذي يصلح لهذا الجيل من اللاعبين، همهم الوحيد هو ملء جيوبهم وعدم التفكير في القميص الوطني عكس ما كان يحدث مع الأجيال السابقة التي أهلت الجزائر إلى كأس العالم وبلاعبين كانوا ينشطون محليا، جيل منح الجزائر التاج الإفريقي الوحيد، لكن ورغم الإمكانيات الكبيرة والأموال الطائلة عجز هذا الجيل عن التتويج بكأس أخرى.

أعرف أن الأمور الجدية لم تبدأ بعد، لأن الجميع متيقن أن التأهل إلى كأس إفريقيا القادمة شبه مضمون، في مجموعة ضعيفة، لكني أشعر أن التأهل إلى نهائيات كأس العالم صعب جدا، خاصة مع هذا التراجع المخيف الذي يجبرنا على دق ناقوس الخطر وتوجيه رسالة إلى غوركوف ربما ليعيد حساباته قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة