-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
موقعه كان مطارا عسكريا للمستعمر

مسجد أول نوفمبر.. قصة مثيرة خطها العقيد الحاج لخضر

الطاهر حليسي
  • 858
  • 0
مسجد أول نوفمبر.. قصة مثيرة خطها العقيد الحاج لخضر
ح.م

يعتبر مسجد أول نوفمبر بباتنة، أو ما أصطلح على تسميته قلعة الإسلام أول نوفمبر، أول مقصد للباتنيين في شهر رمضان لأداء التراويح والانصات للتلاوات القرآنية للشيخ شكيب سعيدي واحد من أجمل الأصوات المرتلة للقرآن على مستوى ولاية باتنة.
وأبهجت عودة الشيخ شكيب سعيدي للمسجد بعد فترة عمل في مسجد باريس في فرنسا، الكثير من المصلين الذين تعودوا طوال سنوات عديدة على الصلاة خلفه واستفادة من تلاوته الساحرة والعطرة والتي تتسم بمعايشة الآيات في خشوع تبلغ حد الانغماس الكلي في البكاء.
ويعتبر مسجد أول نوفمبر أكبر مسجد لولاية باتنة حيث يتسع لقرابة 30.000 مصل وقد ظل لعدة سنوات واحد من أكبر مساجد البلاد ويحوز صفة “الجامع” الذي يكتظ بالناس في الصلوات الخمس والجمعات، حيث يتحول لمكان يفضل الناس الصلاة فيه لاتساعه وأريحيته وحسن تأثيثه وزخرفته وتنظيمه، وكذا لنشاطه باعتباره واقعا في محيط كلية العلوم الإسلامية بل هو جزء معماري منها، ما يجعله مقصدا لدكاترة الجامعة الذين يقدون به الدروس للمصلين، أو يحفظون به القرآن أو يعلمونهم أصول الترتيل والتجويد، كما يضم المسجد طابقا علويا مخصصا للنساء وحلقات التعلم والتعليم خاصتهن.
ولمسجد أول نوفمبر قصة رائعة، وقف وراءها المجاهد العقيد، محمد الطاهر عبيدي، المكنى الحاج لخضر منذ العام 1981 حينما أطلق مشروعا لبناء مجمع إسلامي يجمع بين العلم والعبادة، مفضلا إنشاءه في نفس المكان الذي كان مطارا عسكريا فرنسيا، تنطلق منه الطائرات لضرب المجاهدين ومخلفة الشهداء، حيث كان يقول لأقرانه بأن المسجد وفاء لأرواح الشهداء ودمائهم، وقد قدم الكثير من أمواله الخاصة لهذا الغرض مطلقا حملات تبرع في باتنة وعبر ولايات الوطن لإنجاز مشروعه الذي تم تدشينه كمسجد للصلاة في عام 2003، وأصبح منذ ذلك الوقت محجا للجميع في شهر رمضان.
تخلص الناس في رمضان 2023 من تداعيات جائحة كورونا التي أوقفت صلاة الجماعة وخاصة التراويح، لبعض الوقت وجعلتها بالتقسيط، في وقت آخر واستعاد مسجد الفاتح من نوفمبر بقلب عاصمة الأوراس، مع عودة مزماره الأول الشيخ شكيب سعيدي مناراته، في ليال خشوع لا مثيل لها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!