-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مسجد “النضال”

مسجد “النضال”

أسماء المساجد كأسماء الأشخاص، فبعضها يسمى باسم من أسماء الله الحسنى كمسجد الحق، ومسجد النور، ومسجد الرحمن وهكذا، ومنها ما يسمى بأسماء أحد الصحابة الكرام، رضي الله عنهم، كمسجد أبي بكر الصديق، ومسجد عمر بن الخطاب، وغيرهما، ومنها ما يسمى باسم الخلفاء الراشدين، ومنها ما يسمى باسم مجاهد كبير كمسجد عقبة بن نافع، ومسجد صلاح الدين الأيوبي، ومسجد الأمير عبد القادر، ومنها ما يسمى باسم عالم جليل أبلى شبابه وأفنى عمره ناشرا للعلم، مبشرا بالخير، كاشفا للضلالات كمسجد الإمام عبد الحميد ابن باديس والإمام محمد البشير الإبراهيمي، ومنها ما يسمى باسم حوادث كبرى في التاريخ الإسلامي قديمه وحديثه كمسجد بدر، ومسجد أول نوفمبر، وهكذا.

ولكن مسجدا صليت فيه صلاة الجمعة من يوم 6/12/2022 بمدينة الجزائر يحمل اسما لا هو من أصحاب رسول الله – عليه الصلاة والسلام- وعليهم من الله الرضوان – ولا هو من أسماء الله الحسنى ولا هو من أسماء المجاهدين ولا من أسماء العلماء العاملين ولا من أسماء حادث جليل من حوادث الإسلام، اسم هذا المسجد هو “مسجد النضال”.

يقع هذا المسجد في حي سيدي محمد، وسيدي محمد هذا هو أحد علماء الجزائر في القرن التاسع عشر، هو من مواليد منطقة قشطولة من نواحي جرجرة، وهو مؤسس الطريقة الرحمانية، كما يسمى هذا الحي باسم المجاهد محمد بلوزداد، أول رئيس للمنظمة الخاصة (O.S) فلماذا لا يسمى هذا المسجد باسم أحد هذين الرجلين التاريخيين وسمي مسجد “النضال” الذي هو ليس من مصطلحاتنا، وإن كان له أصل في لساننا العربي؟ بل هو أكثر استعمالا عند “الضالين” من بني جلدتنا، الذين اغتروا بما يسميه اليابانيون “بحر الشيطان”، الذي هو “السراب” في لسان العربان، ولا أعني إلا هذه النحلة المسماة “الشيوعية”، التي ضلّ أصحابها وأضلّوا كثيرا من الناس إذ وعدوهم ومنوهم بـ “المن والسلوى” فتجرعوا الحنظل، وذاقوا العذاب الهون.

كما أن هذا المسجد يقع بجوار منزل حمدان بن عثمان خوجة، وهو أول من كشف بعض جرائم فرنسا في كتابه القيم “المرآة”، فلما أزعج فرنسا المجرمة نفته في بداية الاحتلال إلى تركيا وتوفاه الله – عز وجل- هناك، فلماذا لا يخلد اسمه بإطلاقه على هذا المسجد المعمور؟

ومما كان يوجد في تلك المنطقة زاوية تسمى “زاوية محيي الدين”، وهذه الزاوية درّس فيها أحد العلماء الأعلام في النصف الأول من القرن العشرين، وهو الشيخ عبد الحليم ابن سماية (ت 1933) رحمه الله، وهو من أهم من نشر الفكر الإصلاحي قبل إنشاء “خير جمعية أخرجت للناس”، أي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

لقد سألت بعض الإخوة من “لجنة المسجد” عن هذا الاسم الغريب لمسجد حيّهم فلم أجد جوابا، وقيل لي إنهم طلبوا تغيير هذا الاسم فلم يجدوا أذنا واعية.. وها أنذا أدعو الإخوة الأفاضل في وزارة الشؤون الدينية إلى المبادرة بتغيير هذا الاسم، خاصة أن الجزائر المجاهدة تعج بأسماء المجاهدين في ميدان “وغى السلاح، ووغى الأفكار”..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!