مسجد باريس يتعدى الوظيفة الدينية للمشاركة في الحياة السياسية الفرنسية

قرر مسجد باريس تجاوز الوظيفة الدينية إلى العمل الجمعوي، قناعة منه بتأثيره وتأثره بالمحيط الفرنسي الذي تطبعه التغيرات السياسية والاجتماعية على بعد أشهر من الرئاسيات الفرنسية، كما أكد دليل بوبكر مقاطعة الفدرالية الوطنية لمسجد باريس الكبير التي يرأسها، انتخابات تجديد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية المقررة ليوم غد الأحد.

• نقلت وكالة الأنباء عن المذكرة الصادرة في أعقاب اختتام أشغال التجمع الأوروبي الأول للفدرالية الوطنية لمجلس باريس الكبير بمدينة ليل الفرنسية، الذي حضره كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية في الخارج حليم بن عطا الله، على وظيفته “متعددة الأبعاد” فضلا عن مهمته الأساسية المتمثلة في النشاط الديني، حيث أكد الأمين الوطني المكلف بالإدارة بالمسجد ميلود بن عمارة أن “دور المسجد لا يقتصر على المهمة الثقافي،  بل يستلهم من منهج أول مسجد في الإسلام مسجد المدينة المنورة الذي أسس لأول دولة في الإسلام دولة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وبنائها في مختلف جوانبها الثقافي والسياسي والاجتماعي”.
• وأشار المتدخل إلى الأهمية الكبرى لتمازج الثقافات من أجل “العيش المشترك” مذكّرا بالحوار بين الأديان كمسعى “ضروري وخصب لتقارب المجتمعات والاعتراف بالآخر”، في إشارة إلى مشاركة مسجد باريس في الحراك السياسي القائم في فرنسا، على بعد أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وتأثره بكل القرارات التي اتخذتها وتتخذها الحكومة اليمينية فيما تعلق بالمسلمين الفرنسيين، وبخاصة المتعلقة بممارسة دينهم وحياتهم المدنية في محيط لائكي اتسم بالعداء في أكثر من شكل منذ انتخاب الرئيس نيكولا ساركوزي.
• وأكد عميد مسجد باريس في كلمته الافتتاحية للتجمع أن “الديانة الإسلامية على غرار باقي الديانات لا تنظم وفقا للمتر المربع الخاص بمساحة أماكن العبادة”، وبالتالي “تم الاتفاق بأن فدراليتنا لن تشارك في هذه الانتخابات”، معتبرا أن “تصور” مسجد باريس الكبير للأمور “مغاير تماما” ويقوم على ما جاء في الآية الكريمة لسورة الشورى “وأمرهم شورى بينهم”، مضيفا أنه “متيقن بأن السلطات العمومية ستسعى في المستقبل إلى تحقيق توازن الإسلام في فرنسا.