الجزائر
حسان قاسيمي مسؤول مركز العلميات للهجرة بوزارة الداخلية

مسحنا 3.5 مليار دولار ديون 14 دولة افريقية ولا نحتاج دروسا في الإنسانية

حسان حويشة
  • 3998
  • 16
ح.م

أكدت وزارة الداخلية والجماعات المحلية بأن الحملة التي تستهدف الجزائر جراء ملف المهاجرين غير الشرعيين، جاءت بعد تسويق صورة خيالية غير مؤسسة عن الوضع، موضحة بأن الجزائر ومن الجانب الإنساني مسحت ديونا بـ 3.5 مليار دولار لـ 14 بلدا إفريقيا خلال الخمس سنوات الماضية، وشددت على أن الجزائر تعاملت بكل إنسانية مع الملف، وقدرت بأن هناك عشرات الآلاف من المهاجرين الأفارقة حاليا في الجزائر.
وأوضح حسان قاسيمي مدير المركز العملياتي لتسيير ملف الهجرة، الخميس، في ندوة صحفية بمقر وزارة الداخلية، بأن الجزائر تعرضت لحملة شرسة وشعواء في الفترة الأخيرة بسبب ملف المهاجرين الأفارقة (الحراقة)، وتم تسويق صورة خيالية عن وضع مأساوي، من خلال شهادات لبعض المهاجرين الأفارقة.
وقال حسان قاسيمي في هذا الخصوص “لسنا نازيين ومن مارس الترحيل والحجز بحق الشعوب هم النازيون ولسنا نحن ونتحدى هؤلاء أن يقوموا بما قامت به الجزائر وأن ينفقوا ما أنفقته على هذا الملف”. وأضاف المتحدث بأن الجزائر، وكتضامن مع 14 بلدا إفريقيا، قامت بمسح ديون لها بـ 3.5 مليار دولار، كخطوة من تندرج في إطار مهمة إنسانية، وكانت مساعدة بدون شرط ولا أي مقابل.
ووجه ذات المسؤول كلامه لمنتقدي الجزائر بخصوص هذا الملف وأكد على أنه لا توجد مراكز حجز للمهاجرين إنما هناك مراكز إيواء واستقبال، مشيرا إلى أن مركز تامنراست وحده كلف البلاد 180 مليار سنتيم (أكثر من 150 مليون دولار). وأضاف قاسيمي أن الجزائر سيرت بين 2012 و2018 ما يناهز 20 قافلة إنسانية محملة بمساعدات مختلفة للاجئين الماليين في موريتانيا، إضافة لعمليات في النيجر من خلال صكوك مالية.
وذكر قاسمي بان الجزائر صارت في مواجهة عمليات انتقال كبرى لسكان بلدان افريقية مختلفة، وتحولت لمقصد هؤلاء المهاجرين بعد أن سُدت في وجوهم منافذ الوصول إلى أوربا. وخاطب قاسميي منتقدي الجزائر بخصوص هذا الملف وقال “المهاجرون لا يموتون في الجزائر لكن المئات منهم توفي على أبواب أوربا.. لن نجعل من ولايات الجنوب لامبيدوزا إفريقيا”.
ووفق حسان قاسيمي فإن هناك نحو 15 مليون شخص في دول الساحل مستعدون للانتقال إلى الشمال، لأسباب أمنية وغذائية، إضافة لـ 700 ألف شخص معطل في ليبيا لم يتمكن من التوجه إلى أوربا. وتحدث المسؤول بوزارة الداخلية عن وجود 7000 ممرر (شيكات للهجرة السرية) في النيجر يمتلكون 14 ألف سيارة رباعية لنقل الحراقة، وتقدر عائداتهم بنحو 140 مليون أورو في الشهر، وهذه العائدات يتم غسلها في الأسلحة والإرهاب والمخدرات. وبحسبه، فإن عديد الحراقة الواصلين من النيجر إلى الجزائر ترافقهم جماعات مسلحة، ولذلك تم التواصل مع سلطات هذا البلد بخصوص هذا التهديد والتصدي له.
كما كشف حسان قاسيمي عن محجوزات عبر الولايات الحدودية الثلاث وهي أدرار وتمنراست وإليزي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة (مكافحة التهريب) قدرت بنحو 39 ألف مليار سنتيم وهو ما يفوق 3.7 مليار دولار تقريبا. واستبعد حسان تقاسيمي أن يتم في الظرف الراهن تسوية وضعية المهاجرين الأفارقة في الجزائر بما في ذلك العاملين في الورشات، بحكم أنهم دخلوا إلى الجزائر في إطار تنقلات جماعية ومن غير الممكن الشروع في تسوية مماثلة.

مقالات ذات صلة