-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجم الشاشة المصرية الممثل محمد عادل لمجلة الشروق العربي

مسلسل “العائدون” سلط الضوء على الإعلام الذي يقدم صورة كاذبة عن مصر

طارق معوش
  • 723
  • 0
مسلسل “العائدون” سلط الضوء على الإعلام الذي يقدم صورة كاذبة عن مصر
تصوير: إسلام محمود

ليس «ابن الوز فنانا» دائما، لكنها مقولة يمكن أن تكون على مقاس نجم شاب بحجم محمد عادل، الذي استطاع أن يشرب مهنة التمثيل منذ صغره على يد والديه.

ضيفنا ولد مسرحيا بجيناته الوراثية، فهو ابن اثنين من ممثلي المسرح المعروفين بمصر، وهما: “عادل ماضي”، و”سمر عبد الوهاب”، وعندما بلغ الثالثة من عمره، وقف على هذه الخشبة معلنا عن مولد فنان يعشق العمل المسرحي ومن خلاله يعشق الفن بوجه عام.

فوضع لنفسه مكانة بين أبناء جيله مكنته من صنع اسمه بنفسه، دون الاعتماد على غيره.

حالة من الانتعاش الفني والنشاط الملحوظ يعيشها الفنان الشاب محمد عادل خاصة بعد نجاحه دراميا في عدة أعمال في مقدمتها مسلسل “أبو العروسة 3″ و”العائدون”.

“الشروق العربي”، حاورت الفنان الشهير بـ “ميدو عادل”، حول رأيه في عدد من القضايا الفنية، إضافة إلى الحديث عن أعماله الجديدة…

مسلسل “العائدون” سلط الضوء على الإعلام الذي يقدم صورة كاذبة عن مصر

الشروق: بداية، نتحدث عن آخر أعمالك، مسلسل “العائدون”، الذي أخذ نسبة مشاهدة عالية في رمضان، الكثير شبهوا العمل بمسلسل الاختيار؟

– إطلاقا، لا يوجد شبه بين العملين، ما يميز مسلسل “العائدون” هو الجانب الإنساني، بمعنى أنه ليس مسلسلا مخابراتيا مباشرا. المسلسل ظهر خلاله الضباط بشكل مختلف ومشاعر مختلفة، بعيدا عن الشكل التقليدي لهم في الأعمال الدرامية، كما أنهم يستطيعون الدخول للشباب من الناحية الإنسانية، وهذا هو الشيء المختلف في شخصية «علاء» التي قدمتها، وكل التفاصيل المحيطة بها بما فيها تجنيده، أضف إلى هذا، مسلسل العائدون سلط الضوء على الإعلام الذي يقدم صورة كاذبة عن مصر.

الشروق: برأيك.. ما القضايا التي نحتاج إلى تحويلها إلى أعمال تليفزيونية أو سينمائية كمسلسل العائدون مثلا؟

– كل القضايا التي تواجه المجتمع حاليا، محتاجون إلى تجسيدها لأعمال فنية لو فعلا تمت بالشكل الصحيح وهدفها تغيير الواقع والناس تصدق العمل، ويتم تناولها بشكل حقيقي بمعني “مش تتقلب وخلاص”، نحتاج لأعمال في الأخلاق والسياسة والثقافة، وكما نرى اليوم كل البلدان تعاني تخبطات، وهذا يعني أن الشعوب تحتاج إلى وعي ورسالة فنية صادقة.

الشروق: برأيك، هل يستطيع الفن محاربة الإرهاب والتطرف؟ وكيف؟

– الفن يستطيع محاربة كل شي يضر بالمجتمعات، فهو قوة مصر الناعمة أو حتى بلدان أخرى، لو تم مناقشة القضايا بصدق وإخلاص، ولو كان هدف العمل بالفعل محاربة الإرهاب والتطرف، ونتمنى تقديم مسلسلات هادفة، فالفن هو غذاء الروح. الشروق: هل هناك أعمال تليفزيونية لك ظُلمت بسبب عرضها في شهر رمضان؟ – شهر رمضان يعتبر سوقا تعرض فيه مختلف الأعمال لمختلف النجوم، ومن وجهة نظري، تم رؤية أعمالي بالشكل اللائق بها خلال رمضان، ولم يظلم أي عمل.

أتمنى استمرار مسلسل «أبو العروسة» لأنه لمس الأسرة المصرية والعربية

الشروق: كيف تعاملت مع التطورات الجديدة التي طرأت على شخصية «أكرم» في مسلسل «أبو العروسة» خاصة في وجود فاصل زمني يصل إلى أربعة أعوام بين الجزأين الثاني والثالث؟

– بالتأكيد، شخصية أكرم تختلف كثيرا، بالطبع يحدث لها تغيير بعد مرور أربعة أعوام، من المستحيل أن نجد شخصية ثابتة لا تتغير، وهنا تكمن الصعوبة، فأنا كمحمد عادل بالتأكيد تغيرت وحصلت على خبرات كثيرة من خلال العمل، خلال أربعة أعوام، وكانت الصعوبة هنا أن أنحي تلك التغيرات قليلا، وأحاول العودة إلى محمد عادل منذ أربعة أعوام، حتى أستطيع استكمال شخصية أكرم، لأن الجمهور يظل المسلسل مرتبطا معهم بتوالي الأجزاء، ولا يشغلهم فكرة الفاصل الزمني.

الشروق: هل كنت تتوقع تحقيق الجزء الثالث للنجاح على غرار الجزأين الأول والثاني؟

– في الحقيقة، على مدار حياتي الشخصية أو مشواري في الفن، لا أحمل أي توقعات لأي مشروع في حياتي، وذلك لسببين، أولهما أن تقييم النجاح ليس من مهامي، فهو أمر متروك للجماهير والنقاد، والأمر الثاني، أن أقوم بما هو علي، حيث أجتهد بشكل كبير في العمل على الشخصية التي أقدمها، وكيف يمكن أن أضيف لها لمسات خاصة بي.. أما مسألة النجاح من عدمه، فهي بالتأكيد أمر يسعدني، لكن لا يشغلني في المقام الأول.

الشروق: هل هناك اتفاق على استمرار مسلسل «أبو العروسة» بعد الجزء الثالث؟

– المسلسل اجتماعي خفيف، يحمل قدرا من الكوميديا العائلية، أحبه الجمهور لأنه لمس الأسرة المصرية والعربية، وهنا أتحدث كواحد من الجماهير، أتمنى استمرار المسلسل، لكن لا يمكن التنبؤ بالمستقبل، فلاستمرار المسلسل يجب أن نضمن على الأقل الحد الأدنى من نجاحه، وهو أمر يتطلب أن تكون عناصر مميزة، بداية من الكتابة وكيفية تطوير تلك الشخصيات والحفاظ على ارتباط الجماهير بهم.

الشروق: هل يوجد تشابه بين شخصية «أكرم» وشخصيتك الحقيقية؟

– لا تشبهني بشكل مباشر، لكن هذا لا يمنع أننا نلتقي في عوامل مشتركة، مثل «العند» وخصوصا مع الأب رغم علاقة الصداقة التي تجمعهما، وأيضا التشابه في علاقاتي ببناتي وأخواتي، فأنا أيضا أمتلك هذا الجزء الاجتماعي.

المسرح امتحان للفنان سواء كان مطربا أم ممثلا

الشروق: الكثير من نجوم جيلك يحجمون عن العمل بالمسرح لرغبتهم في نجومية السينما والتليفزيون.. فماذا عنك؟

– أنا بلغت من العمر 37 عاما، وأمثل على المسرح منذ كان عمري ثلاث سنوات، وطوال هذه الفترة التي تخللها تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية، قدمت أكثر من 220 عرض مسرحي. وحاليا، لا أزال أعكف على عرض قصة حياة الفنان خالد الذكر “سيد درويش”، على خشبة المسرح للموسم الثالث، وجسدت من خلاله شخصية الموسيقار العظيم الذي أعشقه كثيرا، ولو كان هناك عروض أخرى متاحة أكثر من هذا لشاركت فيها دون تردد.. وصحيح أن النجومية جاءتني من الدراما التليفزيونية والسينما، ولكن يبقى المسرح هو عشقي الأول والأخير، بل إنني أتمنى أن أموت على خشبة المسرح.

الشروق: لماذا كل هذا العشق للمسرح؟

– لو سألنا أي مطرب ناجح: هل يفضل الغناء في الأستوديو أم “لايف” على خشبة المسرح، فبالتأكيد سيختار الثاني، لأن الغناء “اللايف” هو “الدندنة”، “المزاج”، “الحلاوة”، والصدق، والمشاعر المتدفقة، والحقيقة، والتواصل المباشر مع الجمهور، كذلك المسرح؛ فالتمثيل في أي وسيط آخر ممكن أن أتوقف فيه لإعادة المشهد وتجويده، ولكن المسرح لا يعرف الإعادة، ولا يتسامح في الخطإ. لهذا، يحتاج إلى أبطال مبدعين لديهم حرفية عالية، بمعنى آخر “ناس عتاولة مش قليلين”، ولا أقصد من كلامي أنني من هؤلاء، وإن كنت ما زلت أحاول أن أكون منهم.

والحقيقة المؤكدة، أن معظم الممثلين الكبار الذين نجحوا في كافة مجالات التمثيل، أمثال نور الشريف، ومحمود ياسين، وغيرهما، بدؤوا حياتهم الفنية في المسرح، وكذلك النجوم العالميون، أمثال آل باتشينو، جاك نيكلسون، روبرتودى نيرو، توم هانكس، كلهم مسرحيون في الأساس.. أضف إلى هذا، أن المسرح أعتبره امتحانا للفنان، سواء كان مطربا أم ممثلا ونترك الجمهور هو الحكم.

الشروق: لماذا تصبح النجومية للسينما والتليفزيون وليس للمسرح؟

– المسرح يحتاج إلى إلقاء الضوء عليه إعلاميا أكثر من هذا بكثير، فعلى سبيل المثال نتفق أو نختلف مع تجربة الفنان “أشرف عبد الباقي”، يكفيه أنه أعاد إلينا كلمة مسرح من جديد، ومن يطالبون بمنع التجارب الفنية التي لا تستهويهم مخطئون، فأنا ضد منع أي تجربة فنية، لأننا في سوق فني يجب أن يقدم كل النوعيات وبمرور الوقت سيقوم هذا السوق بفرز الأعمال المقدمة من خلاله، والبقاء دائما للأصلح والأكثر صدقا.

أنا من أعداء السوشيال ميديا لأنها أفسدت الذوق العام

الشروق: هل تلعب “السوشيال ميديا” دورا في دعم الفن ووصوله إلى قاعدة أكبر من الجمهور؟

– أنا من أعداء السوشيال ميديا، وأعتقد أنها أفسدت الذوق العام، وجعلت من بعض المهن مهنا سهلة مثل الصحافة التي أحترمها احتراما كبيرا، فهي الوسيلة الأمثل لتوصيل فننا وفكرنا إلى جموع الناس، ومن هؤلاء الصحفيين من تعب على مهنته حتى يطور نفسه من خلالها، ومنهم أيضا من اعتبرها مجرد “موبايل” حديث ينقل به الصور والأخبار من مكان إلى مكان، أو يأخذ به تصريحات الفنانين من كلماتهم التي ينشرونها عبر حساباتهم على الوسيط الجديد.

الشروق: كيف يمكن أن نتغلب على مساوئ “السوشيال ميديا”؟

– أعتقد أن الفن الحقيقي والثقافة المستنيرة قادران على عودة الحال إلى ما كانت عليه قبل سيطرة “السوشيال ميديا” على حياتنا، ولكن هذا الفن الحقيقي مع الأسف لا يصل إلى الناس، خاصة فن المسرح. لهذا، يجب على المسؤليين في الثقافة والقائمين على الإعلام، بمصر أو بدول العالم العربي، إعادة الجمهور إلى المكان الذي يشع بالثقافة والتنوير، ألا وهو المسرح.

وكذلك، تلعب مراكز الشباب والصحافة الجامعية والمسرح المدرسي والجامعي دورا أساسيا في تثقيف الشباب، خاصة الشباب الفنانين، وتفعيل هذا الدور سوف يجذب هؤلاء الشباب في كافة المجالات، بعيدا عن السطحية والأمراض الاجتماعية التي أصبحنا نعاني منها جميعا. وذلك، من خلال ممارسة الرياضة، وتنمية عادة القراءة للتعرف على أعلام مصر من الكتاب والأدباء والصحفيين الكبار. وهكذا، لن يجد العنف أو الإرهاب أو الفساد الأخلاقي طريقا ينفذ منه إلى عقول شبابنا.

الشروق: شهدت الفترة السابقة لجوء بعض الفنانين إلى الغناء.. هل في نيتك السير على هذا النهج؟

– تم عرض الأمر كثيرا علي لتقديم أغنيات مصورة، ورفضت، لأن الغناء ليس شغلي، لكن، يمكن أن أغني فقط لكن لا نية عندي لاحترافه، برقص في بعض العروض، بجانب التمثيل، فالممثل من المفروض أن يعرف أن يكتب ويألف ويغني ويرقص ويخرج، الغناء أداة من أدوات التمثيل.

الشروق: ما المعايير أو الأسس التي تختار أدوارك عليها؟

– أختار أعمالي من خلال سيناريو مكتوب بشكل جيد، وفريق عمل جيد وقوي ومخرج جيد، الممثل يؤدي جميع الأدوار، والممثل يقوم بتمثيل الدور، والجمهور هو الذي يحكم على العمل من حيث القوة والضعف، فهناك سيناريوهات قمت برفضها لأنها لا تناسبني.

محمد عادل في سطور

* من مواليد 14 أبريل عام 1986، بدأ مشواره الفني من المسرح، حيث قدم ما يقرب من مائتي عرض مسرحي، عشق المسرح منذ طفولته، خطوات الشيطان أحدث نقلة في حياته، وعرض سيد درويش المقرب إلى قلبه، ويسعى لتجسيد شخصية عاطف الطيب في عمل درامي. * محمد عادل لقب نفسه بـ “أبي البنات”، شارك في ما يزيد عن 65 عملا دراميا أبرزها: الطوفان، إلا أنا، الجامعة، سجن النسا، طريقي، الكابوس، أبو العروسة، بعد البداية، حكايات وبنعيشها، المغني، ليالي الحلمية، حب عمري، أبو العروسة، ظل راجل. وآخر عمل له برمضان 2022 مسلسل العائدون، وغيرها من الأعمال الهادفة التي تقدم رؤى مختلفة عن الحياة المصرية. ومن الأفلام السينمائية جواب اعتقال، الجزيرة 2، يا مسافر وحدك، وغيرها من الأفلام التي تركت بصمة لدى المشاهد، إضافة إلى عدد من الأفلام القصيرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!