مسلسل بيت اهلي نجح ليس لأنه جريء ولكن لأنه عمل متكامل وكان قريب من حياة كثيرين

رفضتْ أن تكون عبر مسيرتها الفنية مجرد وجه جميل فقط، والدليل أنها خلعت عباءة الجمال في العديد من الأعمال التي شاركتْ فيها، وتميزت بفضل موهبتها لتبرهن أنها تمتلك الجمال والموهبة معاً، وهذا هو جواز سفرها الذي لا تنتهي صلاحيته أبداً.. من هنا نراها تتألق بحضورها الذي تجاوز حدود الدراما السورية نحو درامات عربية، أهمها الدراما المصرية من خلال تجسيدها لدور قيثارة الشرق ليلى مراد الذي استحقت عليه كل الثناء والاحترام.. ولأن الفن يجري في عروقها ولا حدود لطموحها تصرّح وبكل ثقة أنها تسعى للعالمية، وتبذل كل ما في وسعها لأن تنجح اكثر من خلال اعمالها الاخيرة برمضان اين تالقت بمسلسل بيت اهلي ووصايا الصبار والصديقات

عن اطلالتها الرمضانية وحياتها الشخصية كان معها هذا اللقاء الخاص

مسلسل بيت اهلي نجح ليس لأنه جريء ولكن لأنه عمل متكامل و كان قريب من حياة كثيرين

الشروق : تشاركين في بطولة مسلسل “بيت اهلي “، مع ايمن زيدان حدّثينا عن هذه التجربة؟

– هو من أجمل التجارب التي خضتها في مسيرتي الفنية، وقد تشرّفت بالعمل مع ايمن زيدان للمرة الثانية على التوالي بعد نجاح مسلسل زقاق الجن ، وكما شاهدتم المسلسل ينتمي إلى الأعمال الشامية ، تدور أحداثه في بداية عام 1940 زمن الاحتلال الفرنسي لسورية، في بيئة شامية وصفت بالناضجة والحية، يتفاعل فيها الخير مع الشر، حيث يقدم العمل عدة خطوط تشويقية ورومانسية طريفة، كوميدية، تروي قصصا عن الحب والجريمة والانحلال والغرائز والأطماع لتجتمع كل هذه الحكايات في رواية واحدة هي – بيت اهلي-

الشروق : كيف كان التعامل مع الفنان ايمن زيدان ؟

– ايمن زيدان قبل ان يكون صديق مقرب هو قامة من قامات سوريا و يجعل من يقف أمامه يعمل بمنتهى السعادة والانسجام كما انه فنان رائع على المستوى المهني, والحمد الله كل اعماله تلقى صدى كبير

الشروق : هل تعتقدين أن جرأة مسلسل بيت اهلي هو سبب نجاحه وانجذاب الجمهور لمشاهدته؟

– اعتقد أن العمل نجح ليس لأنه جريء ولكن لأنه عمل متكامل يضم نجوما متميزين ومخرج بارع كتامر اسحاق والجرأة مهمة في الأعمال ولكن بشرط ألّا تتعدي حدود تقاليد مجتمعنا العربي وفي رأيي الشخصي فان جرأة العمل تتمثل في واقعيته ومن غير ما ننسى ان دوري بالعمل كان قريب من حياة كثيرين وهذا سر نجاحه.

الشروق : وماذا عن مسلسل وصايا الصبار ؟

– وصايا الصبار هو حكاية إنسانية مؤثرة عن صراع بين عائلتين من طبقتين مختلفتين. على مسرح الحياة، تتنازع العائلة الغنية التي تمثل قيم الجشع والطمع والتسلط، مع العائلة

الفقيرة، التي تجسد قيم الصبر والمثابرة والعدالة ونقطة التحول في القصة عندما ترغب إحدى العائلتين في السطو على الأخرى ليتحول الأمر إلى حرب بينهما وتصفية حسابات عن الماضي والحاضر المشترك الذي يجمعهما.

الفنان ليس حكراً على أي لون من ألوان الدراما وأشعر بالاستياء عندما أرى شخصا ما قد تعرض للظلم

الشروق : يلاحظ المتابع لمسيرتك الفنية أنك حاولتِ في كل المراحل أن تخلعي عنك عباءة الجمال باتجاه أعمال تجسّدين فيها شخصيات بسيطة، فهل تحقق لك ذلك بسهولة، خاصة وأن البعض يعتقد أن الممثلة الجميلة تحتاج إلى وقت أطول لتقنع المحيطين بموهبتها؟.

– لا نستطيع أن ننكر أن الجمال في المجال الفني بمثابة جواز سفر سريع للفنان، ولكن الموهبة والاجتهاد يحددان الاستمرارية أو عدمها، وعندما عُرضت عليّ أدوار الفتاة البسيطة لم أتردّد في تقديمها، وقد لاقت استحسان الجمهور، واستطعت من خلالها أن أثبت قدراتي التمثيلية.

الشروق : مقارنةً بينك وبين فنانات جيلك، تنوعت أعمالك مابين الدراما السورية والمصرية والخليجية والأردنية، أين تجد “صفاء سلطان” نفسها أكثر من بين هذه الدراما؟

– الفنان ليس حكراً على أي لون من ألوان الدراما وأنا أجد نفسي في العمل الجميل المتكامل والحمد لله أنني أستطيع اختيار أدواري بعناية، وأقوم بالعمل على شخصيتي و تفاصيلها بكل حب ٍ وجد ، وربما كان هناك أيضاً دور كبير ومهم للمخرجين وجهات الإنتاج في إعطائي فرصة الأدوار الجميلة.

الشروق: متى تشعرين بالاستياء في الوسط الفني؟

– أشعر بالاستياء عندما أرى شخصا ما قد تعرض للظلم، حين لا ينال كل ذي حق حقه، أو عندما أرى شخصا غير مؤهل قد لعب دور فنان مهم تم تغييبه، عندما تتفشى الشللية وتصبح عنوانا للوسط، لكن في نفس الوقت هناك ما يسعدني مثل وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتكريم فنان يستحق التكريم، والتواصل بين الفنانين حيث يكون ردا على من يقول إن الوسط الفني متقطع الأوصال، أي لا تواصل بين أبنائه.

حين يتغير كل شيء من حولك لابد ان تتغير

الشروق: عملية الأخذ والرد بينك وبين الفن خلال 20 سنة كيف تخبريننا عنها؟

– الفن أخذ مني حريتي ووقتي فقط، لكن في نفس الوقت أعطاني كل شيء.. أعطاني الشخصية القوية وحب الناس وعدم الحاجة لأحد في كل أمور حياتي المادية والمعنوية أعطاني القدرة على التفكير والخيال والإبداع. أنا ممتنة للفن، ولو عدنا 16 عاما للوراء فسأصبح فنانة وأخوض نفس التجربة بسلبياتها وإيجابياتها

الشروق : انتشرت اخبار مفادها ان صفاء قامت بعملية تجميل .بعدما كانت رافضة لمثل هذه العمليات ماردك ؟

– اولا انا أحاول أن أبقى كما أنا، ولكن حين يتغير كل شيء من حولك لابد ان تتغير ومن ناحيتي أحاول أن أتغير بأقل قدر ممكن، قد أكون قد تغيرت في الشكل، كبرت، سمنت، ولكن

صرت اعرف ما الذي يليق بي اكثر. كثيرون يعتقدون أنني خضعت الى عمليات تجميل ولكن العكس هو الصحيح، وبكل صدق الكل يعلم أنني أجريت عملية جراحة استئصال الرحم منذ فترة ونجحت والحمد الله ، وربما هذا ما فسح المجال للكثير من قالو اني أجريت عمليات تجميل والبعض الاخر علق اني مريضة بمرض خطير وفي الوقت ذاته انا كنت بالمشفى ..من هنا نتاكد الكثير من يريد الصيد بالمياه العكرة

الشروق : ماذا تعلّمت من هذه الأزمة؟

– بصراحة، لم أشعر أبداً أنها أزمة، لأنني أؤمن بأن الله إذا أحبّ عبداً ابتلاه، وأحسستُ بأن ربّ العالمين يحبّني بحيث لم تعرقل أزمتي الصحية حياتي، بل على العكس جعلتني أُدرك مدى محبّة الناس لي، كذلك علّمتني ألا أصبُر طويلاً على أوجاعي، فقد كنت أتحمّل الألم ولا أهتم بالعلاج، الى أن ساءت حالتي الصحية واضطررتُ للخضوع لجراحة عاجلة، فهذه التجربة علّمتني من أولي الاهتمام الأكبر لصحتي، وبالتالي إجراء الفحوص الطبية بمجرد الشعور بأي ألم.

كسيدة وفنانة يأتي الاهتمام بنفسي من بين الأولويات وأزمتي الصحية جعلتني أُدرك مدى محبّة الناس لي

الشروق : من أكثر شخص دعمك في فترة مرضك؟

– في الحقيقة، هو ليس شخصاً واحداً، بل أشخاص كثر شعرت بمحبتهم لي وقلقهم عليَّ، وأشكر أهلي وزملائي في الوسط الفني وخارجه، وكذلك جمهوري على دعمهم لي، لكن هناك ثلاثة أشخاص لم يتركوني للحظة واحدة، وهم ابنتي وشقيقي وابنة خالتي، فهؤلاء لازموني طوال فترة مرضي إلى أن تعافيت.

الشروق : في زحمة حياتك العملية، ما أهمية الاهتمام بمظهرك بالنسبة لك؟

– بالطبع كسيدة وفنانة يأتي الاهتمام بنفسي من بين الأولويات، من جانب آخر لا أنقطع عن ممارسة الرياضة ، وتمثل جزءاً من طقوس حياتي اليومية، لأن الاهتمام بالشكل واللبس والمظهر وغيره هام بالنسبة للإنسان العادي، وهو من الضرورة بالنسبة للفنان.

الشروق : كيف تسير علاقتك بالسوشيال ميديا؟

– من يعرفني عن قرب يعلم كم أحبّ موقع “إنستغرام”، الذي أنشر من خلاله صوري وأخباري الفنية والشخصية، فرغم انشغالي الدائم بعملي، أحرص كل فترة على التواصل مع جمهوري ومتابعة تعليقاتهم، وأستفيد من أي نقد بنّاء يصلني عبر هذه المواقع.

الشروق : بصراحة ما الذي يغضبك؟

– الكذب والغدر.

الشروق : ومتى لا تغفرين؟

– عندما أكتشف خيانة شخص مقرّب مني.

الشروق : من أين تستمدّين قوّتك؟

– من ابنتي بشكل خاص وعائلتي بشكل عام، فهم أهم الأشخاص في حياتي، وسبب رئيسى من أسباب نجاحي واستمراري في الفن حتى هذه اللحظة، لكنهم في الوقت نفسه نقطة ضعفي، لأنني شديدة التعلّق بهم.