-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ترفع الإنتاج وتحافظ على المياه وتوفر محاصيل في غير موسمها

مشاريع فلاحية تواجه تحدي الجفاف والتقلبات المناخية في الجزائر

وهيبة. س
  • 868
  • 0
مشاريع فلاحية تواجه تحدي الجفاف والتقلبات المناخية في الجزائر
أرشيف

تعمل وزارة الفلاحة والصيد البحري، على تكريس المشاريع المصغرة في الميادين الفلاحية، والزراعة، والمحافظة على المياه، وذلك للنهوض بالقطاع، وزيادة الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي والمائي مع آفاق 2025، حيث فتحت الغرفة الوطنية للفلاحة، مجال التنافس في الابتكار والاكتشافات الجديدة لبعض المؤسسات المصغرة، والعمل على تتويج وتمويل أفضل هذه الإنجازات كتشجيع نحو مزيد من الأفكار التي تخدم الإنتاج الفلاحي وتحافظ على نوعية الأصناف والمحاصيل المختلفة.
واستعانت الغرفة الوطنية للفلاحة، بخبراء مختصين في المجال لمرافقة مشاريع مصغرة وأفكار فعالة، قصد تجسيدها على أرض الواقع. ومن بين الابتكارات الحديثة التي ستدخل عالم الفلاحة العصرية في الجزائر، تلك التي تتعلق بالمحافظة على هدر المياه، وتدويرها، التي تقاوم التقلبات الجوية، والتصحر، وأيضا ابتكارات زيادة الإنتاج في فترة وجيزة..
والتقت “الشروق”، مع بعض مبتكري آليات جديدة، تخدم الإنتاج الفلاحي في الجزائر، من بينهم من يطالبون بالجمع بين الطرق التقليدية والعصرية في المزارع، وتوفير آلات تصفية المياه في محيط المزرعة من البيت إلى الحقل، كما أن هناك من وجدوا مصفيات صغيرة الحجم تستعمل لتنقية المياه القذرة في أثناء السقي.

نسخ التجربة الأسترالية للحفاظ على منتجات “بيو”
وفضل المهندس في البحوث العملية، الخبير الفلاحي، نيبل ساسي، من ولاية تيزي وزو، أن يستثمر في تجربته التي عاشها في أستراليا، حيث لاحظ أن نجاح الفلاحة مرتبط بالحفاظ على خصوصيات المنطقة، وزراعتها التقليدية، مع إدخال كل ما هو عصري، وأن الحفاظ على العادات والتقاليد يلعب هو الآخر دورا مهما، في جعل كل ثمار أو نبات أو زراعات محددة تبقى ناجحة في المنطقة التي عرفت فيها منذ زمن بعيد.
وقال موضحا، إن المشروع الذي اقترحه على وزارة الفلاحة، يتعلق بتجربة ميدانية، وخبرة أتى بها من فرنسا، وكندا، وعاشها أيضا في منطقة القبائل، وهي أن الآليات والعتاد والطرق العصرية لا يمكن أن تزيل تماما الطرق التقليدية في بعض المناطق، لاسيما أن أي زراعة لديها علاقة وطيدة بالتربة، والماء وعادات وتقاليد المنطقة المتواجدة فيها.
وأكد لـ”الشروق”، إمكانية الجمع بين العصري والتقليدي، ومن خلال توفير أجهزة لتصفية المياه المستعملة من المنزل، وقنوات صرف المياه، وإلى غاية المزرعة أين يتم استعمال نفس المياه بعد تصفيتها، حيث تبقى دائرة الماء تحافظ على 90 بالمائة من المياه المستعملة.
وأوضح نبيل تعوينات، أن مهنة الزراعة المستدامة، تبقى دائما تخضع لمحيط حياة الإنسان، وتحافظ على الاقتصاد، فالفلاح الذي يعمل في حقول القمح، والزيتون، لا يمكن أن يغير كل طرق عمله الفلاحي، حيث يمكن فقط، بحسبه، أن يستفيد من بعض التقنيات والآليات التي تسهل عليه عمله، أو ترفع من الإنتاج.
وأشار في سياق حديثه، إلى أن الخصوصيات التي تتميز بها بعض الزراعات، التي اشتهرت بها مناطق معينة عن غيرها، يرتبط نجاحها ببقاء ما هو تقليدي، مع الحفاظ فقط على كميات المياه، وتسريع طرق الجني لتسهيل مهمة الفلاح، قائلا: “لدينا آليات نظام السقي تحافظ على أكثر من 90 بالمائة من الاقتصاد في الماء، وباستعمال تقنيات بسيطة أو عصرية، فالعامل الأساسي استغلال مياه الأمطار لكي لا تضيع، واعتماد عملية تصفية المياه، وبطريقة كاملة لكي يكون لدينا اقتصاد دوري وتعود المياه التي يمكن شربها، واستغلال كل ما هو طبيعي، وهذا هو المشروع الذي يتيح التطور الفعلي لقطاع الفلاحة في الجزائر”.

مشاريع للمرأة الريفية وأخرى لزيادة الإنتاج الحيواني
ومن جهته، اكتشف المهندس الفلاحي، خالد كوادري، تقنية وآلية جديدة، في ظل الأزمات التي مر بها أصحاب مشاريع تربية الدواجن، الذين فقدوا الكثير من الصيصان، والدجاجة البيوض، وأثر ذلك على الإنتاج الوطني للحوم البيضاء، حيث يرى بأن الحقن الآلي للبيض بثاني أكسيد الكربون قبل موت الصوص، يسمح بإنقاذ بعضها، والحفاظ على صحتها.
وأكد أن المرأة الريفية يمكنها أن تستفيد من هذه التقنية الجديدة، وتتفادى موت “الفلوس” وإنقاذه قبل خروجه من البيضة ميتا، ودون أن تتكبد الأموال، مضيفا أن حقن البيض بـ”سي أو 2″، تقنية يستفيد منها جميع الفلاحين، خاصة الذين يعيشون في مناطق جبلية مثل تيزي وزو، أين جرب ابتكاره.
وفي ذات السياق، أوضح الخبير الفلاحي، في الاقتصاد الزراعي، براهم لكفل، أن كل المشاريع الجديدة التي تتابعها الغرفة الوطنية للفلاحة، تنصب في إطار إيجاد حلول للخسائر في الزراعة والتربية الحيوانية، والحفاظ على المياه.
وأفاد بأن هناك مشروعا لمحطات تصفية المياه القذرة، وهي أجهزة متنقلة، ويتم تنصيبها بالقرب من المياه القذرة، وهذا لكي يستفيد منها الفلاح، خاصة في مساحات البطيخ، والطماطم، والبطاطا، وغيرها من الخضر والفواكه، حتى يتم تفادي السقي بالمياه القذرة، أو تلك التي تحمل مواد كيميائية وسامة، تتسرب من المصانع وبعض الورشات، أو بعض شركات صناعة الطلاء.

المستقبل للتمور..
ونظرا إلى كون الدولة الجزائرية تعتبر من بين أكبر الثروات الاقتصادية خارج المحروقات هي التمور، فإن أبناء الصحراء يجتهدون لزيادة الإنتاج والمحافظة على النوعية، من بينهم المدعو ساسي ابراهيمي، من منطقة جامعة بولاية مغير، حامل مشروع هكتار من شتلات النخيل بتقنية زراعة الأنسجة، حيث قال: “إنني ابن الصحراء وابن وادي ريغ المنطقة التي تعرف بـ 2.5 مليون نخلة، ولهذا بحثت عن حل مشكل تطور النخيل”.
وأكد أنه يسعى لإنتاج 15 ألف نخلة من نخلة واحدة، عن طريق تقنية زراعة الأنسجة، وتوسيع الإنتاج بزيادة عدد النخيل، والواحات في الصحراء، وهذا يكمن بحسبه، في رفع طاقة الصادرات نحو الخارج، حيث تأمل الجزائر مع مطلع 2025، تصديرا سنويا لكميات من التمور، تعادل 250 مليون دولار، بدلا من 70 مليون دولار، التي تربحها خلال السنوات الأخيرة.

استغلال التكنولوجيا لخلق بيئات ملائمة بحسب طبيعة المحاصيل
وفي سياق التطور الزراعي والفلاحي وتماشيه مع التطورات التكنولوجيا، تعتبر المؤسسة المصغرة “حدائق بابل”، أول مؤسسة بادرت باستيراد واستعمال تكنولوجيا الفلاحة، من خلال آليات وتقنيات توفر محيطا وبيئة ملائمة لمزارع شبه معلقة، حيث يمكن الاستغناء عن أشعة الشمس، في مساحات مغلقة ومعقمة، تتوفر على درجة حرارة مناسبة، ورطوبة بحسب طبيعة المنتج الفلاحي، وأكسجين، وتركيب ضوئي مناسب.
وأوضح صاحب االشركة الناشئة “حدائق بابل”، مختار بوعزة، أن هذه المساحات المجهزة والمكيفة والمعقمة بآليات تكنولوجية حديثة، يمكن أن تعطي لنا محاصيل في الخضر والفواكه، ومهما كانت طبيعة التقلبات الجوية، وحالة الطقس، والفصل الذي تزرع فيه، حيث تمس العملية 120 محصول، كالطماطم العنقودية، والفرولة، وبعض الخضر الأسيوية، والأوروبية.
وإلى جانب كل هذه الابتكارات، هناك مؤسسات جزائرية مصغرة، تعمل على استيراد أجهزة تكيف محيط بعض الأنواع الزراعية عن طريق تعديل درجة الحرارة والرطوبة خاصة، التركيب الضوئي، وكل هذا بحسب رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة، يزيد حمبلي، يدخل في إطار التحدي لرفع الإنتاج والإنتاجية، وخلق التنوع في المحاصيل، وتوفيرها في غير موسمها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!