مشاوي أرانب وسمان وتونة على الطرقات

انتشرت ومع اقتراب موسم الاصطياف، وزيادة تنقل العائلات على الطرق السريعة، ظاهرة شواء مختلف الحيوانات والدواجن، من أرانب وسمان ودجاج وحتى لحم التونة. والتي تُذبح في عين المكان، وتطهى في ظروف صحية غير مواتية. ومع ذلك تشهد الظاهرة إقبالا كبيرا من المواطنين، الباحثين عن متعة مختلفة.
انتشر كثير من الشباب العاطلين عن العمل، على حواف الطرق السريعة، لامتهان نشاط شواء لحوم مختلف الحيوانات، من أرانب وسمان ودجاج، وحتى لحوم التونة، في عين المكان. والحيوانات المُوجهة للذبح، توضع في أقفاص تحت أشعة الشمس على حوافّ الطرق السريعة، ومن يشتهي لحومها تذبح له في عين المكان ليتناولها.
المتنقل عبر طول الطريق الوطني الرابط بين ولاية الجزائر وتيبازة، وبالخصوص في منطقة دواودة البحرية وفوكة، يلاحظ انتشارا كبيرا لطاولات الشواء، مع توقف سيارات عائلية تحمل ترقيم مختلف الولايات، قصدوا المكان لتذوق الشواء الطازج.

مراهقون يذبحون الأرانب والسمان لغرض الشواء
أقفاص تضم مختلف الحيوانات الصغيرة، من أرانب وسمان ودجاج، يضعها أصحابها على حافة الطريق ليراها سائقو السيارات، وأمامها تنصب خيم مصنوعة من القصب، تضم أربع طاولات وكراسي لا أكثر، مع تخصيص مكان أخر مخفي للذبح.. ومن يشتهي تناول اللحم المشوي، يُذبح له الحيوان أو الطائر في عين المكان، من طرف شباب لا يتعدون الثلاثين من أعمارهم، ويشوى على الفحم.. وعائلات أخرى تفضل أخذ شوائها معها، في ظل عدم توفر مياه لغسل اليدين بعد الأكل.
ويبلغ سعر سمان مشوي واحد 100 دج، ويمكنك إضافة بعض المقبلات معه من سلطة طماطم وخيار أو “حميس”. ولحم الأرانب المشوي بدأ سعره انطلاقا من 250 دج.
وتشهد هذه الأماكن إقبالا كبيرا من العائلات المرفقة بأطفالها..فالطفل الصغير يُغريه منظر الأرانب والطيور الموضوعة في أقفاص، فيصر على والديه للنزول استكشافا للمكان.

ظروف ذبح غير صحية
والإشكال المطروح في الظاهرة، والتي تبدو عادية في حال كانت ظروف الذبح والتنظيف والشواء صحية.. ولكن ما لاحظناه هو غياب المياه، فصاحب المكان يستعمل كمية قليلة من الماء لغسل الحيوان المذبوح. كما أثار مواطنون تحدثنا معهم، فكرة جهلهم بكيفية الذبح، حيث قال “علي” رب عائلة من العاصمة، كان يتفرج مع ابنه الصغير على الأرانب الموضوعة في القفص، بأنه يستحيل أن يتناول لحما يجهل طريقة ذبحه، وهل ذكر الذابح اسم الله عليه أم لا؟
ويبدو محدثنا محقا في تفكيره، فغالبية الشباب المشتغلين بالمكان، صغار في السن. واللحم يطهى بسرعة، ما يجعل المستهلك يتناوله شبه نيئّ، ما يشكل خطرا على الصحة.

تونة مشوية على حواف الطرقات
وفي ظاهرة جديدة، تزامنت مع التوفر الكبير لأسماك التونة، عمد كثير من الصيادين، أو الباعة، إلى بيعها مشوية على حواف الطرق السريعة. إذ يطلب المواطن بضع شرائح تشوى له في عين المكان على شواية فحم، دون تنظيف غالبا. وتبدأ الأسعار انطلاقا من 150 دج، أي حسب كمية الشرائح التي تريد تناولها سواء في الخبز أو من دونه داخل صحن بلاستيكي.
للحوم المشوية فوائد صحية، باعتبارها من الأغذية المفيدة للجسم، لاحتوائها على مصادر البروتين والأحماض الأمينية الأساسية والكاملة. كما أن اللحم المشوي أخف على المعدة وأسهل في الهضم، ومع ذلك يحذر مختصون في التغذية من أضرارها. ومنها حسب المختصة في التغذية، ليلى سعيود، أن الباعة على الطرقات يُكثرون من استعمال مادة الملح على اللحم أثناء شوائه، “حيث نراهم يخلطون الماء بالملح في قارورة بلاستيكية، لا ندري مدة تخزينها، ويرشون بها اللحم، رغم أن الملح يُفقد اللحوم عُصارتها المهمة وعناصرها المعدنية، ولذلك ننصح بوضع الملح في آخر الشواء” على حد قولها.
ويوجد على سطح اللحوم بعد عملية الشواء، مركّبات ضارة، خاصة المشوي بالخارج وفي ظروف غير مناسبة، ما يجعل العملية غير صحية. وكلّما كانت كمية الدهون في المادة الغذائية أكثر تتكون هذه المركبات الضارة على سطح اللحم بشكل أكبر.

ضرورة غسل أدوات الشواء دوريا
ويجهل المستهلك، نوع الوقود المستعمل في الشواء، كما أن تقريب المسافة بين اللحوم ومصدر الحرارة، يتسبب في تكوين المركبات الضارة على سطح اللحم أكثر. وكما يجب أن يحترق فحم الشواء بشكل كامل قبل وضع اللحم، لتجنب تعريض اللحم للكثير من الدخان الضار.
وقالت “لابد من تنظيف الأدوات المستخدمة للشواء قبل استعمالها، للتأكد من خلوها من آثار المواد المحترقة، مع الإكثار من تناول الخضروات والمواد الغنية بالمركبات المضادة للأكسدة، للتقليل من آثار هذه المواد على الجسم”.