-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مشروع أمة

مشروع أمة

تطابق ما قاله رئيس الجمهورية، عن أهمية الفلاحة، في حياة الأمة الجزائرية بتسميتها بقضية أمة وكرامتها، بما يشعر به أخيار البلاد، منذ أن فشلت الثورة الزراعية، ودخلنا بعدها في سياسة تحويل أموال النفط إلى أسواق العالم، لشراء ما يملأ البطون، حتى تحوّل فطورُ صباح الجزائريين من حليب وبُنٍّ وسكّر وقمح استعمار مخفي، يقيّد الجزائريين بطريقة متناقضة في بلد بحجم قارة، وبإنتاج فلاحي شبه معدوم.

ولأن قضية الأمة في حاجة إلى مشروع أمة، فإن تعاون الجميع على رفع التحدي هو السبيل الوحيد، الذي سيحرر الجزائريين فعلا من أزمات صارت أشبه بالمسلسل الممل، الذي يتغير عنوانه من بطاطا إلى زيت إلى حليب إلى لحوم بأنواعها، ويتشابه في نهاياته الهيتشكوكية التي يكون فيها على الدوام ضحية واحدة وهو المواطن أو “البطل البائس”.

الجميل في حديث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن الفلاحة، أنه قرن ما يجب أن تقوم به الحكومة، مع ما يجب أن يُحضِّر الجزائريون أنفسهم له للمساعدة في هذا المشروع الضخم، حتى لا تتكرر أخطاء الماضي، عندما قاد الرئيس الراحل هواري بومدين “ثورة زراعية” وباشر إنجاز “ألف قرية اشتراكية”، بعيدا عن الفلاح وخاصة المواطنين الذين عليهم أن يشاركوا في مشروع الأمة ولو بفكرة، أو عندما اعتمد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد على شعار “من أجل حياة أفضل”، فوجدنا أنفسنا في زمن الراحل عبد العزيز بوتفليقة نستورد البصل والثوم والتفاح والبرتقال، ونستنزف أموال النفط في فواتير بملايير الدولارات نظير تعاطي الزيت والسكر والبنّ والقمح المستورَد حدّ الثمالة.

جعلُ المواطن جزءا مهما من قضية الأمة وكرامتها، أو مشروعها الواعد، يكمن أيضا في تغيير طباعه الاستهلاكية، فلا نظن أن هناك شعبا في العالم يقف في طوابير لشراء زيت المائدة أو البطاطا، وبمقدوره أن يتجاوز مثل هذه الأنماط الاستهلاكية، التي تجعله سجين مواد غذائية لا يمكنها أن تنجح عندنا بنفس القوة التي تحققها في البلدان الاستوائية، ومن غير المعقول أن تتأخر الجزائر في أغذية بدأت من أرضها وازدهرت فيها، مثل التمور وزيت الزيتون والحمضيات والماشية، وغيرها من الأصناف التي أضاعت فيها الجزائر البوصلة الفلاحية، وكان يمكنها بقليل من الجهد أن تجعلها مُصدّرا كبيرا، كما هو حال كل البلدان المتوسطية التي يشهد التاريخ أنها لا تجوع أبدا ولا تعرى.

في سنوات السواد والفساد، كان الاستثمار والاستعانة بالأجانب مقتصرا على تركيب السيارات وصناعة الشوارمة ومواد التجميل وبناء المساكن الجاهزة، ولم نسمع أبدا عن بعث مشاريع قمح أو قصب سكر أو قطن أو أغنام، مع البلاد العالمية المشهود لها بنجاحها في تحديات الاكتفاء الذاتي، وما أكثرها في مشارق الأرض ومغاربها، بل ومن المحيطين بنا في حوض البحر الأبيض المتوسط، الذين نتميز عنهم بثرواتنا البترولية والغازية المنتعشة حاليا في أسواق العالم، والتي يمكنها أن تدفع بأموالها كل هذه المشاريع العملاقة التي هي فعلا قضية أمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • لزهر

    الأفراد المنحدِرين من العائلات الفقيرة لِتتحسن معيشتهم عليهم أن يَمُروا على خمسة أجيال للوصول إلى معيشة أين تتوفر لديهم وسائل الحياة( سكن غذاء دواء سيارة) على حسب التنمية الأقتصادية و الثروات الطبيعية الموجودة و كيفية توزيعها. إذن إذا كان عُمر مشروع الأمة 150 سنة فهو مشروع ناجح و يعود على الجميع بالخير أما إذا كان أقل فمصيرُِه كالمشاريع السابقة القصيرة المدى (الثورة الزراعيه).

  • ديدوش مراد

    اطلاق مشروع الطاقة الشمسية اولا وقبل كل شيء . اطلاق المشروع الاكبر الفلاحي بصحراء الجزائر وتشجيع الجزائريين بالاستثمار بصحرائنا لانها الامل الوحيد للخروج من التبعية الغذائية . السياحة الصحراوية بدون ان ننسي شمال الجزائري الزاخر بالاثار والمناظر الطبيعية والشطئان الرائعة وغيرها والتركيز علي البني التحتية ( مصدر كبير للعملة الصعبة ). علي وزرائنا التفكير قليلا في ايجاد حلول لازمات بلادهم الجزائر التي نتخبط فيها منذ الاستقلال. كونوا مخلصين صادقين نزهاء ولو مرة في حياتكم القصيرة هاته يا سادة فالتاريخ سيكتب والسماء لن تغفر للمذنبين .