مشعوذون يسرقون جثة ويملؤون القبر بـ”الحروز”

اكتشفت المجموعات التطوعية، ظهيرة السبت الماضي، بمقبرة عين البيضاء بوهران، اختفاء رفات من داخل قبر، وفي نفس الوقت ملأه بالحروز والطلاسم، في حادثة مشينة يندى لها الجبين، أثارت سخطا واسعا لدى سكان الولاية، ما يؤكد للمرة الألف أن التجاوزات والانتهاكات لا تزال متواصلة بتلك المنطقة، التي يرقد فيها الآلاف من الموتى، الذين ينتهك حرمتهم المشعوذون وأصحاب الدجل.
وحسب ما أكده قائد الحملة التطوعية السيد “أمين بن عمارة”، رئيس لجنة الصحة والنظافة ببلدية وهران، لجريدة الشروق، فإن برنامج الحملات التطوعية متواصل بمقبرة عين البيضاء التي خطط لتنظيفها من النفايات والأوساخ والشوائب، غير أن المعطيات تغيرت رأسا على عقب، بعد اكتشاف كميات معتبرة من الطلاسم والحروز بمختلف أنواعها، كانت إما مدفونة مع الرفات وإما معلقة وسط الأشجار المطلة على القبور، في حين هناك من المشعوذين من تجاوز كل حدود العقل والإنسانية، عندما أخرجوا رفات، واستبدلوها بكمية من الطلاسم والحروز، وحذاء رياضي وكتب غير مفهومة الكتابة، في تعدّ صادم على حرمة الأموات والمقبرة على حد سواء، مناشدا في الوقت نفسه الجهات المسؤولة ضرورة رفع عدد الحراس وتشييد الجدران المهدمة، إلى جانب تزويد محيط المقبرة بكاميرات المراقبة، وتنوير المكان المظلم ليلا، إلى جانب منع كل أشكال التسول داخل المقبرة، لرصد التحركات المشبوهة، التي لا تتوقف ليلا ونهارا، والغريب في الأمر أنهم وخلال حملة البحث عن السحر وسط القبور، تفاجؤوا بشخصين يتحركان بسرعة، وما لبثا أن ركبا سيارة ولاذا بالفرار بسرعة الريح، وهي الحادثة التي بيّنت بأن المقبرة ليست في مأمن من أصحاب الضمائر الميتة الذين نقلوا أمراضهم النفسية إلى تلك المنطقة الهادئة، بهدف الإضرار بالآخرين.
كما تجدر الإشارة إلى أن الحملة الثانية التي تم تنظيمها صبيحة السبت، مكنت من فك الكثير من الحروز وتخليص أصحابها من شرها، بفضل مشاركة أئمة ورقاة تطوعوا لهذا الغرض النبيل، حيث عثروا على صور عرسان، ملابس ملطخة بالدماء، دمى ورضاعات أطفال، ما يبين أن السحر لم يستثن أحدا حسب ما تم رصده، والعملية متواصلة لغاية تطهير كل المقبرة، حسب ما صرح به منظمو الحملة التطوعية.