جواهر

مصارعة الكباش.. هتافات أمام دماء تتطاير

سمية سعادة
  • 2944
  • 10

ككل سنة، يختار هواة مصارعة الكباش حلول عيد الأضحى المبارك ليدفعوا بمتنافسيهم إلى ساحات القتال أمام هتافات الحضور الذين يشتد حماسهم وهم يرون تلك الحيوانات الأليفة وهي تتنكر لطبيعتها.

ويعتبر عيد الأضحى بالنسبة لهؤلاء المهووسين بالمصارعة فرصة سانحة لاختيار أفضل الكباش، واقتنائها مهما ارتفعت أثمانُها، إلى درجة أنهم لا يتردّدون في دفع أسعار خيالية قد تصل إلى الملايين للحصول عليها.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل راح البعض منهم يعرض استبدال سياراته بكباش مقاتلة، وهو الأمر الذي يبدو غريبا لأول وهلة، لكنّ العجب يزول عندما نعرف أنّ المراهنة على مثل هذه الكباش يدرُّ على أصحابها عوائد مالية معتبرة، خاصة إذا استطاع الكبش المختار الفوز بكل المنازلات التي يدخلها.

ويعترف الكثير من عشاق هذا النوع من المنافسة التي أبطالُها كباش من سلالة شهيرة، وقوام رشيق، وقرون قوية، بأنّ استعراض مهاراتها في المصارعة أمام المئات من المتفرجين المتحمسين، يجعل من الموقف أكثر تسلية، خاصة إذا استطاع الكبش المرشح للفوز أن يُسقط خصومه بالضربات القاضية.

ويُضيف عددٌ من هؤلاء المعجبين بمصارعة الكباش بأنّ هذه اللُّعبة تستمدُّ متعتها عندما يتحول الكبش الفائز إلى بطل، ويتم تسميته بأسماء تُظهر مدى قوته، مثل “الرعد”، أو “البركان”، أو غيرها من الأسماء التي تدلُّ على القوة، وعلى قدرة هذا الحيوان على المنازلة في أسوأ الظروف، والسيطرة بكل حسم على خصومه من الكباش.

ويرى بعض هواة هذه ” الرياضة ” غير الرسمية أنّ من الطقوس المميزة التي دأب الناس على تقديمها للكباش الفائزة والقوية هي وضع الحناء على أماكن مثل الرأس، والقيام بجز صوفه بطريقة تبعث على الإثارة.

ومع أنّ الكباش تعدُّ من الحيوانات الأليفة التي يستفيد الإنسان من لحومها، وأصوافها، إلا أن دخولها معترك المصارعة جعل منها ضحية لجشع الإنسان، وطمعه في الحصول على مكاسب مالية، ولو على حساب هذه الكائنات الضعيفة، ناهيك عن تحريم تعريضها للهلاك، أو ما يعرف فقهيا بـ” التحريش بين البهائم”.

وفي كثير من تلك المنازلات القاسية، ينتهي الأمر بتلك الكباش إلى إصابات خطيرة تجعلها تغرق في دمائها، وهو الأمر الذي دفع بالكثير إلى مناشدة السلطات المعنية لتنظيم مثل هذه المنافسات، وربطها بشروط مضبوطة وواضحة تجعل منها منافسة شريفة، تحافظ على حياة الحيوان، ولا تحرم الإنسان من تحقيق المتعة والفرجة في مثل هذه الحالات من المنازلة.

مقالات ذات صلة