-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
موضة حفلات الافتتاح تلغي صدقات المباركة

مصاريف وطقوس خاصة تدخل في سياسة التسويق والترويج للخدمات والمنتجات

نسيبة علال
  • 858
  • 0
مصاريف وطقوس خاصة تدخل في سياسة التسويق والترويج للخدمات والمنتجات
ح.م

دأب الجزائريون على إحياء عادة طيبة، توارثوها جيلا عن جيل، فلا ينتقلون إلى منزل أو يفتتحون محلا جديدا أو يبدؤون نشاطا ما، إلا وسبقوه بصدقة على شكل طعام، يخصون به المحتاجين وعابري السبيل، علّ الله يتقبل منهم فيبارك عملهم أو عتبتهم الجديدة. مؤخرا، بدأت هذه العادة تتلاشى، وبدل قصاع الصدقة حل برستيج آخر يدعى بحفل الافتتاح.

لابد أن الجميع دون استثناء، بمجرد تواصله عبر مواقع الإنترنت تستوقفه يوميا مواعيد ودعوات إلى حفلات افتتاح مطاعم، كوفيهات، فنادق، أو ماركات ملابس وأحذية وإكسسوارات، تروج لها شخصيات فنية شهيرة أو مدونون على فايسبوك يوتيوب وأنستغرام، الهدف من هذه الحفلات ليس الإعلان عن الافتتاح فقط، وإنما الترويج بشكل واسع للمنتج أو الخدمة، وحصد متابعين على مواقع التواصل الاجتماعي متعطشين إلى معرفة المزيد..

الكيك والحلوات المشكلة تزيح قصاع الكسكسي

سيد علي، صاحب محل لبيع الألبسة الجاهزة بقلب البليدة، وبالتعاون مع وجوه فنية معروفة في مدينة الورود ومن العاصمة، وبمشاركة ناشطين ومدونين على مواقع أنستغرام ويوتوب، أقام قبل أيام حفل افتتاح محله التجاري. ووسط ديكور فريد ومميز، حضر دائما التقليد الذي تم التواضع عليه مسبقا، طاولة طويلة تحمل مختلف المشروبات والحلويات الفاخرة، يقول سيد علي: “طلبت أمي أن أخرج الصدقة ليبارك الله تجارتي، فتكفلت هي بإعداد الكسكسي باللحم وتوزيعه على الجيران، بينما كان ضمن خطتي التسويقية أن أطلب أجود الحلويات لاستقبال ضيوف الافتتاح، (الله غالب) إنها الموضة ومتطلبات التسويق في عصرنا..”. هذا، فيما أكدت السيدة صباح بورباحة، صانعة حلويات وصاحبة مخبزة الورود، أشهر مخبزة في المنطقة، أنها منذ نحو سنتين أو ثلاث، أصبحت تستقبل طلبات استثنائية خاصة بحفلات افتتاح المحلات التجارية وصالونات التجميل والحلاقة وورشات الخياطة والتصميم، يطلب أصحابها، كعكة مزينة باسم الماركة أو المحل أو ترمز إلى نشاطه، مع مجموعة من الحلويات والمملحات التي تتبع نفس النسق، وتصب في تشكيلة موحدة متناسقة. وتضيف السيدة صباح: “الطلب يتزايد من فترة إلى أخرى، نكاد نتخصص في هذا المجال لكثرة الإقبال عليه في الآونة الأخيرة. الجميل، أن زبائننا من الجنسين، فحتى الرجال أصبحوا يميلون إلى موضة حفلات الافتتاح، نظرا إلى عائداتها على السياسة التسويقية”.

ديكور مدروس وضيوف بشروط

من مظاهر حفلات الافتتاح، الديكور المميز والملفت، الذي يعطي انطباعا أوليا للزائرين ومن خلال الصور التي تنشر على الإنترنت، عن فخامة المنتجات والخدمات وطبيعتها، ونادرا ما نجد صاحب أو صاحبة الحفل هو من يتكفل بانتقاء الديكور، وإنما يتم اللجوء إلى أخصائيين للقيام بهذه المهمة. تحدثنا إلى سمية، صاحبة مشروع “لمسة سوم” لديكورات المناسبات، لتطلعنا على مدى إقبال أصحاب المحلات والمشاريع الجديدة على خدماتها، تقول: “الديكور هو حجر الأساس لإنجاح حفلات الافتتاح، إذ كلما كان الديكور جميلا وفريدا، قام الحضور بالتقاط المزيد من الصور والترويج أكثر للمنتج أو الخدمة..”، وبما أن خدمات سمية ومثيلاتها تدخل ضمن المصاريف الضرورية لأصحاب حفلات الافتتاح، طلبنا منها أن تطلعنا على أسعار الخدمات، فكشفت لنا أن إرساء ديكور أصغر محل لا يقل عن ثلاثين ألف دينار، وقد يصل الأمر إلى مائتي ألف دينار للمحلات الواسعة الفاخرة وفروع العلامات الشهيرة، ويتوقف على نفقات الزينة، الأواني والبالونات والورود.

تبقى نفقات جلب ضيوف شرف وشخصيات ناشطة ومشهورة، متوقفة على علاقات صاحب الحفل، إذ يمكنه الاكتفاء باستدعاء أصدقائه من المشاهير أو دفع مبالغ مالية، وتخصيص هدايا من أجل الحضور المميزين الذين يقومون بنشر حسابه والترويج له.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!