العالم
بعد ثلاث سنوات من القطيعة مع قطر

مصالحة خليجية بتوقيت واشنطن

الشروق أونلاين
  • 4822
  • 20
واس
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لدى استقباله أمير قطر تميم بن حمد في مطار العلا شمال المملكة يوم الثلاثاء 5 جانفي 2021

أشارت الأنباء الواردة من دول الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية، مساء الاثنين، إلى انفراجة كبيرة في ملف الأزمة الخليجية التي عصفت بين أقرب حلفاء واشنطن في المنطقة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وتطرح هذه التقارير تساؤلات حول دور واشنطن وتأثيرها على اتخاذ زعماء الخليج لهذه الخطوة الآن، خصوصاً إنها جاءت قبل أيام من مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للبيت الأبيض، واستلام الرئيس المنتخب جو بايدن للحكم.

وقبل شهر بالضبط، نشر “الشروق أونلاين“، في 5 ديسمبر الماضي، موضوعاً عن إمكانية تحقيق المصالحة الخليجية قبل رحيل ترامب، بعد معلومات حول تكثيف واشنطن لجهودها لإنهاء الأزمة الخليجية.

ومن المتوقع أن تشهد القمة الـ41 لمجلس التعاون الخليجي التي تستضيفها مدينة العلا السعودية، الثلاثاء، اتفاقاً رسمياً صوب إنهاء خلاف دفع السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية وتعليق السفر مع قطر في 5 جوان 2017.

ومنذ ذلك التاريخ، فرضت السعودية وحلفاؤها حظراً دبلوماسياً على قطر وقطعت روابط التجارة والسفر معها متهمة إياها بدعم الإرهاب. ونفت قطر ذلك قائلة، إن الحظر يهدف لتقويض سيادتها.

ووصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى السعودية، ظهر الثلاثاء، للمشاركة في قمة المصالحة الخليجية، حيث كان في استقباله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وعانقا بعضيهما بحرارة على الرغم من القيود المفروضة بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

كما وصلت جميع الوفود المشاركة في القمة الخليجية التي تأتي غداة إعادة فتح الأجواء والحدود بين السعودية وقطر، بعد أكثر من ثلاث سنوات من قطع العلاقات.

وارتفعت الأسهم القطرية نحو 1.7 في المائة في التعاملات المبكرة، الثلاثاء، بدعم من الأنباء الواردة حول حلحلة الأزمة الخليجية المتواصلة منذ جوان 2017.

وعلى موقع تويتر، تصدر هاشتاغ (وسم) “#المصالحة_الخليجية” الموضوعات الأكثر تداولاً في المنصة، حيث شارك نشطاء من الخليج والدول العربية تغريدات تحتفي بهذا الحدث.

https://twitter.com/AlanoudBH/status/1346388775874781187

جاريد كوشنر

نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول أمريكي كبير، قوله، مساء الاثنين: “حققنا انفراجة في الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي”.

كما أوضح ذات المسؤول الأمريكي، أن ولي العهد السعودي وأمير قطر سيوقعان الاتفاق خلال القمة الخليجية.

وعملت الولايات المتحدة والكويت لإنهاء الخلاف الخليجي منذ البداية. وتقول واشنطن، إنها تريد جبهة خليجية متحدة في مواجهة إيران.

وتحدثت الأنباء عن مشاركة مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر في قمة المصالحة الخليجية، مما يشير إلى الدور الأمريكي في مساعي حل هذه الأزمة.

وعلى مدار أكثر من ثلاث سنوات قام كوشنر بجولات للعواصم الخليجية، وذلك بهدف تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الخليجيين.

وقال المسؤول الأمريكي، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، أن كوشنر الذي كلفه ترامب بالعمل على حل الخلاف، ساعد في التفاوض على الاتفاق وظل يجري اتصالات هاتفية من أجل ذلك حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين.

الإعلان عن الاتفاق

قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصباح للتلفزيون الكويتي قبل قمة مجلس التعاون الخليجي، إن السعودية ستفتح مجالها الجوي وحدودها البرية والبحرية أمام قطر اعتباراً من مساء الاثنين.

بدورها، نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن ولي العهد بن سلمان قوله، إن “قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربي ستكون قمة جامعة للكلمة موحدة للصف ومعززة لمسيرة الخير والازدهار، وستترجم من خلالها تطلعات خادم الحرمين الشريفين وإخوانه قادة دول المجلس في لم الشمل والتضامن في مواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا”.

وبينما أوضحت السعودية، أنها تعتزم رفع الحصار لم تفعل الدول الثلاث الأخرى ذلك، لكن المسؤول الأمريكي قال لرويترز “نتوقع” أنهم سينضمون أيضاً لرفع الحصار.

وكل الدول المنخرطة في الأزمة حليفة للولايات المتحدة إذ تستضيف قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالمنطقة، ويقع مقر الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين، وتستضيف السعودية والإمارات قوات أمريكية.

وكانت الدول الأربع قد وضعت 13 مطلباً لقطر منها إغلاق قناة الجزيرة التلفزيونية وقاعدة تركية، وقطع الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين وتقليص العلاقات مع إيران، وهو ما ترفضه الدوحة وتعتبره وصاية ومساساً بقرارها السيادي.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن شخص مطلع على المفاوضات، أن الدول الأربع تخلت عن الشروط الـ13 مقابل سحب قطر لقضاياها في منظمة التجارة العالمية والمنظمات العالمية.

مقالات ذات صلة