رياضة

مصطفى دحلب‮.. ‬والجيل الحالي

ياسين معلومي
  • 5306
  • 0

لفت انتباهي،‮ ‬مؤخرا،‮ ‬تصريح جريء لريمون دومينيك المدرب الفرنسي‮ ‬السابق،‮ ‬الذي‮ ‬قال فيه بأن مصطفى دحلب أحد صناع ملحمة خيخون،‮ ‬والذي‮ ‬لعب عشر سنوات بألوان نادي‮ ‬باريس سان جرمان الفرنسي،‮ ‬هو ظاهرة كروية لم‮ ‬يعطها التاريخ حقها،‮ ‬ويمكن مقارنتها بالنجم العالمي‮ ‬لاعب برشلونة الاسباني‮ ‬ليونيل ميسي‮..‬

تصريحات أطلقها المدرب الفرنسي‮ ‬كرد فعل على الرأي‮ ‬العام الفرنسي،‮ ‬الذي‮ ‬اعتبر النجم الحالي‮ ‬لباريس سان جرمان،‮ ‬السويدي‮ ‬زلاتان ابراهيموفيتش،‮ ‬أحسن لاعب تقمص ألوان النادي‮ ‬الفرنسي‮ ‬على مر التاريخ،‮ ‬وهو الذي‮ ‬سجل هذا الأسبوع ثنائية مكنته من أن‮ ‬يصبح هدافا للفريق بـ110‮ ‬هدف،‮ ‬محطما الرقم القياسي‮ ‬للاعب باوليتا الذي‮ ‬كان بحوزته لسنوات،‮ ‬متناسين الدور الكبير الذي‮ ‬لعبه الجزائري‮ ‬مصطفى دحلب الذي‮ ‬لعب عشرية كاملة أساسيا في‮ ‬النادي،‮ ‬وسجل تقريبا مائة هدف،‮ ‬وكان لوحده‮ ‬يجلب‮ ‬15‮ ‬الف مناصر‮ ‬يدخلون الملعب خصيصا لرؤيته‮.‬

دحلب مصطفى الذي‮ ‬تنكرت له أغلب الهيئات الكروية الجزائرية،‮ ‬ولم تمنحه نفس الفرصة التي‮ ‬منحت للاعبي‮ ‬جيله،‮ ‬وأغلب من ترأسوا الفاف أو الوزارات،‮ ‬لم‮ ‬يكلفوا أنفسهم جهد تكريمه،‮ ‬وحتى لا‮ ‬يحدث له مثل مصطفى زيتوني‮ ‬الذي‮ ‬رفض المنتخب الفرنسي‮ ‬في‮ ‬نهاية الخمسينات،‮ ‬ليموت وحيدا في‮ ‬فرنسا،‮ ‬لابد ألا ننسى أن دحلب،‮ ‬وللتاريخ فقط وحتى‮ ‬يعرف الجيل الحالي‮ ‬هذا الظاهرة الكروية،‮ ‬أنه عاد إلى الجزائر في‮ ‬بداية السبعينات من أجل تسديد دين كان إجباريا على كل الجزائريين،‮ ‬وهو الخدمة الوطنية،‮ ‬حيث قطع مشواره الكروي‮ ‬الكبير والمتألق من أجل وطنه،‮ ‬ولعب موسمين في‮ ‬الجزائر،‮ ‬وفي‮ ‬شباب بلكور،‮ ‬قبل أن‮ ‬يعود إلى فرنسا ليجد مكانه محجوزا،‮ ‬وفي‮ ‬النادي‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يريده،‮ ‬فلعب موسما في‮ ‬نادي‮ ‬سودون الفرنسي،‮ ‬قبل أن‮ ‬ينضم بعدها إلى نادي‮ ‬العاصمة الفرنسية،‮ ‬والذي‮ ‬كان أحد أحسن لاعبيه على مر التاريخ،‮ ‬ولازال عمالقة الكرة الفرنسية‮ ‬يتذكرونه ويشبهونه بالنجم ميسي،‮ ‬الذي‮ ‬يؤثر‮ ‬غيابه على فريقه‮..‬

مصطفى دحلب لم‮ ‬يطلب أبدا امتيازات للالتحاق بالمنتخب الوطني،‮ ‬وحتى الهدايا التي‮ ‬كانت تمنح له في‮ ‬الجزائر،‮ ‬كان‮ ‬يتركها في‮ ‬البلد،‮ ‬وهذا بشهادة كل اللاعبين الذي‮ ‬عاشروه،‮ ‬إلى درجة أن أحدهم أفصح أن الفوز على ألمانيا في‮ ‬المونديال كان وراءه‮ “‬موموس‮”‬،‮ ‬الذي‮ ‬قال للاعبين دقائق قبل المباراة‮ “‬نملك ما‮ ‬يملكون‮.. ‬الملعب هو الفاصل‮”‬،‮ ‬يومها كان دحلب أحد أحسن مهندسي‮ ‬الانتصار‮.‬

عندما أتحدث عن الظاهرة دحلب،‮ ‬وربما عن كل لاعبي‮ ‬ذلك الجيل الذهبي،‮ ‬أتذكر هذا الجيل من اللاعبين،‮ ‬سواء المحليين أو المحترفين،‮ ‬الذين‮ ‬يضعون شروطا للالتحاق بالنخبة الوطنية،‮ ‬وربما‮ ‬يطلبون أموالا لهم ولأوليائهم وعائلاتهم،‮ ‬ويتنقلون في‮ ‬طائرات خاصة ويقيمون بفنادق فخمة،‮ ‬ويتحجج بعضهم بالإصابة،‮ ‬حتى‮ ‬يحافظوا على مشوارهم الكروي‮ ‬على حساب تقمص الألوان الوطنية،‮ ‬ويتأخرون في‮ ‬الالتحاق بالمنتخب كما‮ ‬يشاؤون،‮ ‬رغم أن البعض منهم مستواهم متواضع جدا،‮ ‬مقارنة باللاعبين المتواجدين في‮ ‬أحسن الأندية الأوروبية‮.‬

أتمنى لو‮ ‬يقوم المسؤول عن الكرة الجزائرية ومقربوه،‮ ‬بتذكير الجيل الحالي‮ ‬من اللاعبين بمن سبقوهم وتضحياتهم من أجل الوطن وليس المال‮.. ‬لأنه لو لعب دحلب وعصاد وبلومي‮ ‬وماجر وغيرهم مع هذا الجيل من اللاعبين،‮ ‬لا أعرف ماذا سيكون مصيرهم‮..‬

مقالات ذات صلة