الجزائر
أعدادهم في تزايد بسبب الأزمة وارتفاع تكاليف الإيجار

مطلقون.. تحت سقف واحد!

آمال عيساوي
  • 6414
  • 4

بهلولي: القانون يمنع المطلقين من البقاء في نفس المسكن
قسول: الدين يحرم الظاهرة إلا للضرورة القصوى

كثيرة هي قصص المطلقين الذين يعيشون تحت سقف واحد ويستخدمون نفس المطبخ ونفس الحمام ويتشاركون كل شيء، وذلك بعد إتمام إجراءات الطلاق وحكم المحكمة على الرجل بدفع تكاليف نفقة الأولاد وتأجير منزل للزوجة السابقة، فيختار البعض حل البقاء في نفس المنزل رغم أنهم افترقوا شرعا وقانونا، فتجدهم لا يفترقون إلاّ في “غرفة النوم”، إذ يختار كل واحد من الطرفين غرفة لنفسه يقطن بها وبالأحرى يقضي فيها فترة الليل، ليخرج منها في الصباح ويتصادف مباشرة مع الطرف الثاني، وأحيانا يتناول الطرفان فطور الصباح على طاولة واحدة بحجة إرضاء الأولاد، وذلك بسبب غلاء أسعار الكراء وعدم قدرة الرجل على دفع التكاليف التي تحكم بها المحكمة عليه، فيختار هو وطليقته أن يظلا تحت سقف واحد لكن من دون زواج؟
ولمعرفة الجانب القانوني لهذا الإجراء الذي يقوم به بعض الأزواج بعد طلاقهم، إذ يرفضون العيش مع بعضهم كزوجين ويفضلون الطلاق، لكنهم يقبلون العيش تحت سقف واحد وهما مطلقين، بحجة عدم قدرة الطليق على دفع التكاليف من جهة وحتى يبقى الأولاد أمام أعين والدهم من جهة ثانية.
وفي هذا السياق اتصلنا بالمحامي لدى مجلس قضاء العاصمة ابراهيم بهلولي الذي أكد “للشروق”، أنّه لا يجوز قانونيا أن يعيش الرجل وطليقته بعد الانفصال في نفس المسكن حتى وإن كان كل واحد منهما يقطن في غرفة بمفرده، حيث تصبح أجنبية عنه ويمنع عليه منعا باتا سواء أكان لديهما أولاد أم لا؟ الاختلاء بها أو الإقامة معها في نفس المسكن، إذ يتوجب عليه توفير سكن لها في حالة ما إذا كان لديهما أولاد، وأضاف بهلولي أنه عوض دفع المبلغ الذي يحدده القضاة ويُفرض على الزوج السابق دفعه شهريا لطليقته كبدل للإيجار، وهو كما قال عنه المتحدث غير كاف لاستئجار منزل آخر تجد البعض يطلبون من المحامين مساعدتهم بمنح الزوجة غرفة أو طابق وغيرها من الحلول الأخرى، وأضاف بهلولي لا يسمح للمطلقة البقاء في بيت طليقها لأي سبب من الأسباب، فإما أن تغادر هي المنزل شرط أن يستأجر لها، وإما أن يترك طليقها لها المسكن إن كان ملكا له، ويغادره هو وإذا كان مستأجر يواصل دفع تكاليف التأجير لطليقته شرط أن يترك هو المنزل.

أزواج يفرضون الأمر الواقع

وذكرت في هذا الشأن السيدة أمينة، أنها تعيش مع طليقها في نفس المسكن منذ 3 سنوات تقريبا، لكنهما يتقاسمان فقط المرحاض أما باقي الغرف فهي مقسمة بينه وبينها اثنين لها وللأولاد وواحدة له، وأضافت أمينة أنها اختارت البقاء مع طليقها في مسكنه لعدة أسباب، ففي البداية كان أملها أن يتراجع عن قراره ويحن قلبه ويطلبها للزواج مجددا، لكن بعد أن فقدت الأمل رفضت الخروج من المنزل، لأن والديها رفضا تربية أبناءها وطلبوا منها أن تعود إليهم بمفردها وتتنازل عن الأبناء لوالدهم، وهو ما لم تتقبله أمينة، ولأن زوجها السابق رفض دفع مستحقات الإيجار واقترح عليها أن تظل معه في نفس المنزل حتى يبقى الأبناء تحت عينيه واشترط عليها أن تحضر له المأكل والمشرب، شرط أن يتكفل هو بالمصاريف، فلم تجد أمينة حلا آخر حسب ما قالت لنا سوى القبول، إذ لم تستطع أن تتخلى عن أبنائها وتعود إلى منزل والديها، لكنها كما قالت لنا تعيش في تخوف دائم من أن يتزوج طليقها بأخرى ويقوم بطردها من المنزل، وهنا ستلجأ للتشرد في الشارع، لأن والديها تخليا عنها بعد أن اختارت أن تبقى في نفس المنزل مع طليقها.

الدين يحرم ويجيز بشروط

من جهته، ذكر إمام بمسجد حيدرة جلول قسوم، في اتصال مع “الشروق”، أنّ بقاء المرأة المطلقة مع طليقها بعد انقضاء العدة في نفس المسكن لا يجوز شرعا، فهي تصبح أجنبية عنه ولا يجوز لهما البقاء في نفس المنزل خوفا عليهما من الوقوع في الحرام، لكن في حال وجود ضرورة ملحة وهي مأوى الأطفال حتى لا يتشردوا ولا يضيعوا وفي حال افتقاد الزوجة للولاية عليها وليس لها مأوى آخر تذهب إليه، ولم يستطع الزوج دفع تكاليف الاستئجار لها، فلا حرج في بقائهما في مسكن واحد وفق ضوابط شرعية وحدود دينية وأخلاقية وسلوكية، تصبح فيها المطلقة مثل أي امرأة أجنبية وعلى طليقها التقيد بهذه الشروط خلال التعامل معها حرصا على مصلحة الأبناء وعدم ضياعهم.

مقالات ذات صلة