جواهر

معارك احتلال النواعم وتحريرهن!

د. عمر هارون
  • 6023
  • 2
ح.م

مشكلة المرأة في عالمنا الإسلامي لم تخرج عن النزعة الجنسية في الطرح والتفكير، فلا فرق بين من يريدها في كامل زينتها وأناقتها تسير في الشوارع، ومن يرى ظهور ظفرها كفيل بإشعار شهوة الجائع، إلا تبريرات مختلفة وتعبير منمق للكبت الجنسي الذي يفكر به المنظرون لمسألة المرأة، وبين الفريقين نسينا أن مجتمع دون امرأة واعية متقدة مثقفة هو شجرة ميتة العروق، ستسقط لا محال في براثين أجيال عقيمة الفكر باردة الروح عديم الشعور بالمسؤولية.

أبرز ما وقعنا فيه هو الفراغ الكبير في الساحة النسوية، والذي عجل بظهور حركات مطالبة نسوية فُصلت لنا في المخابر الغربية، تجتاح مجتمعاتنا وتنبت كالفطر السام في حياتنا، لتتحول في غفلة منا جميعا إلى خنجر في ظهر أسرنا التي تشهد فراغا رهيبا في العمل النسوي الداعم للتوجه الأصيل للمرأة الجزائرية، التي كانت عبر التاريخ منارة تربي الأجيال وترفع السلاح وتدافع عن شرفها وشرف عائلتها ووطنها ببسالة لا تقل عن بسالة الرجال ولالة فاطمة نسومر وحسيبة بن بوعلي وجميلة بوحيرد وغيرهن خير مثال ودليل، نساء “فحلات”، بارزت بطولتهن مناقب صحابيات كن بحق شقائق للرجال بالسلم والحرب في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين.

يزيد انكشاف المجتمعات العربية والمسلمة على الغرب شيء فشيء، والانفتاح لم يعد خيارا بل فرض على كل بيت ومنزل يدخله التلفزيون وتجول فيه الانترنت، والتربية بمنهاج الفرض والإرغام لن تكون مجدية، لأن منهج التلقين يرفع من نسب الغباء ويزيد من حجم الكارثة، ونحن في حرب فكرية قوامها تفتيت المجتمعات المسلمة من الداخل، بضرب المرأة صمام أمانها، هادفين إلى تفريغها من قيمها ومبادئها وأسسها بتجهيلها وتعطيل مناعتها الفكرية، فالجاهل يفعل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه. الحركة النسوية بحاجة إلى تأمين فكري نابع من كوادر نسوية نمت في بيئة نقية طيبة، تواجه المد التغريبي المدمر، كوادر تعمل في الميدان ولا تقصد بالضرورة المال والجاه والثروة، بل بعث الحضارة والنهضة وفق أسس متينة في الدنيا وثواب الجزيل في الآخرة، فالساحة لا تقبل الفراغ فإما تملئنها أيتها الطيبات النقيات الواعيات أو لتكنَ تابعات.

مقالات ذات صلة