-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

معارك احتلال النواعم وتحريرهن!

د. عمر هارون
  • 6018
  • 2
معارك احتلال النواعم وتحريرهن!
ح.م

مشكلة المرأة في عالمنا الإسلامي لم تخرج عن النزعة الجنسية في الطرح والتفكير، فلا فرق بين من يريدها في كامل زينتها وأناقتها تسير في الشوارع، ومن يرى ظهور ظفرها كفيل بإشعار شهوة الجائع، إلا تبريرات مختلفة وتعبير منمق للكبت الجنسي الذي يفكر به المنظرون لمسألة المرأة، وبين الفريقين نسينا أن مجتمع دون امرأة واعية متقدة مثقفة هو شجرة ميتة العروق، ستسقط لا محال في براثين أجيال عقيمة الفكر باردة الروح عديم الشعور بالمسؤولية.

أبرز ما وقعنا فيه هو الفراغ الكبير في الساحة النسوية، والذي عجل بظهور حركات مطالبة نسوية فُصلت لنا في المخابر الغربية، تجتاح مجتمعاتنا وتنبت كالفطر السام في حياتنا، لتتحول في غفلة منا جميعا إلى خنجر في ظهر أسرنا التي تشهد فراغا رهيبا في العمل النسوي الداعم للتوجه الأصيل للمرأة الجزائرية، التي كانت عبر التاريخ منارة تربي الأجيال وترفع السلاح وتدافع عن شرفها وشرف عائلتها ووطنها ببسالة لا تقل عن بسالة الرجال ولالة فاطمة نسومر وحسيبة بن بوعلي وجميلة بوحيرد وغيرهن خير مثال ودليل، نساء “فحلات”، بارزت بطولتهن مناقب صحابيات كن بحق شقائق للرجال بالسلم والحرب في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين.

يزيد انكشاف المجتمعات العربية والمسلمة على الغرب شيء فشيء، والانفتاح لم يعد خيارا بل فرض على كل بيت ومنزل يدخله التلفزيون وتجول فيه الانترنت، والتربية بمنهاج الفرض والإرغام لن تكون مجدية، لأن منهج التلقين يرفع من نسب الغباء ويزيد من حجم الكارثة، ونحن في حرب فكرية قوامها تفتيت المجتمعات المسلمة من الداخل، بضرب المرأة صمام أمانها، هادفين إلى تفريغها من قيمها ومبادئها وأسسها بتجهيلها وتعطيل مناعتها الفكرية، فالجاهل يفعل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه. الحركة النسوية بحاجة إلى تأمين فكري نابع من كوادر نسوية نمت في بيئة نقية طيبة، تواجه المد التغريبي المدمر، كوادر تعمل في الميدان ولا تقصد بالضرورة المال والجاه والثروة، بل بعث الحضارة والنهضة وفق أسس متينة في الدنيا وثواب الجزيل في الآخرة، فالساحة لا تقبل الفراغ فإما تملئنها أيتها الطيبات النقيات الواعيات أو لتكنَ تابعات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • كمال

    مقال هادف سلط الضوء على نقطة حساسة جدا بحيث أن المرأة اليوم مستهدفة من طرف الفكرالحاقد على الأمة الاٍسلامية فالمرأة يجب أنتدرك وتستوعب جيدا أن الأبواق التي تنادي بالحرية والمساواة ليست اٍلاغطاء تحاول من خلاله تمريرأجندات لتدميرالقيم والمبادئ ومقومات شخصية المجتمع الاٍسلامي يقولون اٍن المراة نصف المجتمع كلا وألف كلا بل اٍنها المجتمع كله فالعبء الملقى على عاتقها لاتتحمله الجبال نظرا لتراخي الرجل وتخليه عن واجباته تجاه أسرته لهذا يجب على المرأة أن تعيد حساباتها وتدرك أنها أنثى وتؤدي الدورالنوط بها

  • الونشريسي

    اشكر صاحب المقال لكن اترك التعاليق للنساء لنرى ما يكنونه.في ضمائرهم...و........