-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الفتاة العانس في مجتمعنا:

معاناة من قدر لم تخترها لنفسها

صالح عزوز
  • 6161
  • 11
معاناة من قدر لم تخترها لنفسها
ح.م

تعاني الفتاة، التي تجاوزتها سن الزواج، أو العانس، في مجتمعنا، الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية. فتجد نفسها بين مطرقة الحظ العاثر، إن صح القول، وبين سندان نظرة العائلة إليها والمجتمع، تصل في بعض الأحيان، إلى دخولها في مراحل نفسية صعبة، لا يمكن أن تتخلص منها بسهولة. وبالرغم من أنها لا ناقة لها ولا جمل في تأخر زواجها، إلا أنها تعيش دائمة الضغط والإحباط، في مجتمع لا يرحم من تحمل لقب أنثى، فكيف بالعانس والمطلقة.

إن الجلوس إلى هذه الفئة من المجتمع، هو كمن جلس إلى المعاناة نفسها، لأن الأمر أعظم عندهن، خاصة في غياب الدعم من طرف الأسرة والمحيط، لأنه وللأسف لا يزال الكثير منا لا يتقبل فكرة أن تقع الفتاة في مخالب العنوسة، سواء الأخت أم البنت، بالرغم من أن الأمر يتجاوزها ولا دخل لها فيه، وليست التي تزوجت “شاطرة” كما يقال بالعامية، ولكن هو قدر ومكتوب.

 بالرغم من أن الكثير منا لا يمكن له أن يحس بما تحسه من تجاوزها قطاع الزواج، إلا أنها تحمل الكثير من المشاعر السلبية بداخلها، وقد تصبح فتاة منعزلة ومنطوية على نفسها، وفي بعض الأحيان تفكر حتى في القيام بأكثر من هذا، وهو التخلص من هذا الأمر عن طريق الانتحار. ولعل الوصول إلى هذه المرحلة يمر عبر عدة أحاسيس كثيرة، في غياب من يدعمها ويساندها، وأكثر ما يلاحظه المـتأمل لحالة الفتاة العانس، أنها تصبح أكثر ميلا إلى معاداة كل من تحمل لقب متزوجة، حتى ولو كانت من الأقربين إليها، أختا أو عمة أو خالة، خاصة إن كانت أقل منها سنا.. ويحصل هذا نتيجة للغيرة التي تحملها بداخلها تجاه هذا الصنف من النساء. كما أنها في بعض الأحيان تختار التمرد على الأسرة، لأن الكثير من الفتيات يعتقدن أن للأسرة دخلا كبيرا في عنوستها. وهذا انطلاقا من عدة معايير، سواء برفضهم ارتباطهن بأشخاص معينين، أم بفرض قوانين أو تقاليد وعادات تراها أنها السبب المباشر في عدم قدرتها على تحقيق حلمها، وهو الزواج. لذا، تصنع لنفسها عالما موازيا داخل الأسرة، وتبقى تراقبه لوحدها، حتى ولو كان عالما افتراضيا، غير أنه يحقق لها الهروب بذاتها ومشاعرها إليه، ومنه هروبها من الواقع الذي يصبح مع مرور الوقت مريرا، ولا تجد فيها الراحة النفسية، وهي محاطة بأشخاص تعتقد أنهم أكثر حظا منها، وترى في نفسها بنتا فاشلة، بحيث لم تستطيع الحصول على زوج كغيرها من النساء، خاصة إذا كانت امرأة متمكنة ومثقفة حققت كل الأحلام إلا حلم الارتباط. ولعل أكثر ما تصاب به الفتاة العانس، أنها تصبح لديها نظرة تشاؤمية إلى الحياة، فلا يوجد شيء قد يسعدها، وإن حصل فإنه يحصل لفترة زمنية معينة، ثم تعود إلى زاويتها وانغلاقها على الأفراد.

 هو قدر ومكتوب، غير أنه ولانعدام من يدعمها ويواسيها فيه إن صح القول، تصبح حالة مرضية عندها، قد تكون نتائجها وخيمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • 1

    المجتمع قاس ويجعل الاانسان يسخط على قدره ويفعل اي شئ للهروب من نظرته القاسية فتجد الناس يعتزلون المجتمع خشية على مشاعرهم التي اثقلتها الكلمات الجارحة ..حتى اصبحت النساء تخفي سنها كما ان اقرب الناس يعايروها وهناك من يقول اشطاري وجيبي راجل تدفعها لاقامة علاقات مع رجل علها تتزوج او تقبل باي رجل واذا رفضت يضغطون عليها ويقولون لها لن تنجبي الاولاد....

  • sans chance

    كلامك صحيح لكنك تتهمين من لم يكن لها الحظ بمعاداة المتزوجات مبالغة فيه شخصيا تخليت عن صداقة كل من تزوجت ليس بسبب الغيرة بل لانهم غيرن معاملتهن لي ففهمت روحي و زميلاتي في العمل كلهن متزوجات وعلاقتي بهم جيدة للغاية .

  • خليفة

    العنوسة ظاهرة غير سوية في مجتمع دينه الاسلام ،خصوصا و ان الشباب يميل نحو العزوف عن الزواج ،لانه يعاني البطالة و يفتقر الى السكن و شروط الحياة الكريمة ، و بالتالي لا يستطيع تلبية بعض الشروط المطلوبة في زواج اليوم،القضاء على العنوسة يقتضي القضاء على الصعوبات و العواءق السابقة،يجب تيسير شروط الزواج و تشجيع قيام الجمعيات الخيرية التي تدعم الزواج الجماعي من خلال ما يقدمه اهل الخير من تبرعات و اموال لتشجيع هذا النوع من الزواج،يجب رفع شعار معا لتاسيس البيوت الزوجية باقل التكاليف،معا للقضاء على العنوسة و تشجيع الزواج الميسر.يجب تشجيع الحلال للقضاء على الحرام.

  • ظل حيطة ولا ظل اشباه الرجال

    يمكنك الدخول الى اي مجموعة خاصة بالمتزوجات لترى كم الندم والحسرة والحياة التعيسة التي يعشنها بسبب تصديقهن كذبة ظل راجل ولا ظل حيطة ...رغم ان كل معطيات الحياة تثبت ان ظل الحيطة احسن من ظل اشباعه الرجال

  • ظل حيطة ولا ظل اشباه الرجال

    هههه!!! ماهذه المبالغة في وصف التاخر في الزواج ..الكثير من النساء اليوم اصبحن يخترن عدم الزواج بارادتهن ...مادام لا يوجد رجل قادر على تحمل المسؤولية ...هناك فتيات مستعدات لعدم الارتباط على ان يتزوجن اي شخص غير مقتنعات به فقط من اجل ارضاء مجتمع مغفل يرى المراة مجرد خادمة وجدت للفراش والطبخ واللانجاب !!!ماسي المتزوجات اكبر بكثير من مما يسمي بالعنوسة رغم انني لا اعترف شخصيا بهذا المصطلح الذي اوجده مجتمع ذكوري كوسيلة للضغط على المراة واجبارها على قبول الزواج باي كان هربا من العنوسة !!!

  • كتاب او انت

    وأختم هذا الألم، ببوح شخصي، فأنا أبكي كل يوم وأُفضي إلى زوجتي قائلا:(نحن نربي ثلاثة أبناء فرنسيين بأيدينا، كما نربي ثلاثة أبناء جزائريين عربا مسلمين)، إنها إحدى معجزات موريسكيي جزائر القرن الواحد والعشرين، فمتى تنزاح عنا هذه الغمامة، ونصفو للإسلام ولحضارة الإسلام؟

  • محمد

    كما أن هناك فتايات دخلن العنوسة بدون رغبتهم ..وهاذ الصنف من النساء نتعاطف معهن والله يرزقهم ما تقر عينهن به...واقول لهن ليس كل متزوجة سعيدة من المتزوجات من تتمنى أن ترجع للعزوبية...فعزباء في 40 خير من متزوجة تحت وحش بشري...وصنف آخر دخل العنوسة بارادتهن سأدرس سأعمل أحضر الدكتوراه...هذا لا يناسبني هذا غير وسيم وووو هؤلاء وان كنا لا نستشفي لكن لومو أنفسكم

  • متفائل

    اظن ان الزواج ليس حلقة مغلقة كما يعرفه الناس
    الفتاة يمكنها اخذ الاسباب التي تساعدها على الزواج
    من بينها اسباب دينية و دنيوية . الدينية تتمثل في الدعاء و الصلاة و حسن التوكل على الله ، اما الدنيوية فتتعلق بالمنطقة فهناك مناطق يرفضون الزواج من المرأة العاملة في حين هناك مناطق لا يتزوجون الا بالعاملة لصعوبة العيش و لأسباب اخرى
    كما ان هناك مناطق تكون فيهم المرأة المحجبة هدفا للزواج في حين بعض المناطق لا يشترطون ذلك هناك مناطق يفضلون الزواج من امرأة مثقفة و لا تعمل (تناقض) و هناك مناطق يفضلون المرأة التي لا تعرف الكتابة و القراءة
    و الأسباب كثيرة
    ربي يزوج شباب المسلمين ذكورا و اناثا

  • جبريل اللمعي

    معاناة من قِدْر (قدرة، مرميطة) لم تخترها لنفسها أم معاناة من قَدَر لم تختره لنفسها؟

  • ديار الغربة المرة

    كلما ضاقت عليك نفسك لا تشتكي لإنسان لأنك تشتكي الخالق للمخلوق....بل ردد ?
    ربي إني مسني الضر و انت أرحم الراحمين
    أما كلام الناس و نظرة المجتمع للعانس فهذا من قلة التربية و سوء الأخلاق...لأن من بين كل أسلحة الدمار التي اخترعها الإنسان..يبقى الكلام هو السلاح الأخطر و المدمر لقلب الإنسان...و المصيبة أن الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يَخجَل و السبب لأنه الوحيد الذي يفعل ما يُخجَل
    الله يهدينا والله العظيم فقدنا أخلاقنا كمسلمين

    كلمة مني إلى كل شخص كتوم
    أعانك الله على ضجيج قلبك ❤
    إبتسم ?فلك رب لن يتركك وحيدا

  • ضرسة ونص....

    ما ادراك ..ما العانس تضل تتإوه
    ما لي وما مشاكل المتزوجين ولا انا في صياصيص احلامهم ولا بصيص آمالهم ولا درب يقمع سعادتهم او يلج بين افق رزنامة التغيير وتعتيم الرؤى التي تؤيد خصوصياتهم فتجر بهم الى ثمن باهض وياليت الفراق بينهم انتهى وكان كل منهم اشبع بشرخ من مرآة يرى فيها وجهه كل صباح ويقول لنفسه صباح الخير يا وجه الخير ويعلقها على انها آخر ما تعلمه من تجارب الآخرين ليبقى له النصف زاهدا في النصف حرصا على حالة السلام والراحة فقط.