الجزائر
مقري يلقي بحمم بركانية على غريمه سلطاني

معركة الحسم داخل حمس

عبد السلام سكية
  • 5014
  • 6

تعهد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، لـ”الحمسيين” بأن يعودوا للحكومة بعد تشريعيات 2022 “معززين مكرمين، وليس فقط للمشهدية والتزيين”، وأكد أن المطلب الذي يرفع بالتوافق الوطني “لا علاقة له برغبات شخصية أو حزبية لتقلد الوزارات والمناصب كما يدعي”.
اجتهد مقري، في “التجريح” بخصوص خيار “المشاركة” والعودة لـ”حضن السلطة” الذي يقوده أبو جرة سلطاني، وظهر أن الخطاب الذي يسوقه مقري يروق لطيف واسع من الحمسيين” الذين تناغموا مع خطابه “الحاد” في افتتاح المؤتمر الاستثنائي السابع لحركة الراحل محفوظ نحناح، بالقاعة البيضاوية في العاصمة، وذكر مقري في كلمته المطولة جدا -استغرق ساعة و10 دقائق لقراءتها كاملة- “إننا نشهد الله ونشهد الجزائريين بأن مطلبنا للتوافق الوطني لا علاقة به برغبات شخصية أو حزبية لتقلد الوزارات والمناصب كما يدعي البعض، فلو أن ذلك حقيقة لقبلنا دخول الحكومة بعد الانتخابات التشريعية حين عُرض علينا ذلك”.
وبحسب المتحدث الذي كان يتحدث وقبالته “خصميه” أبو جرة سلطاني وعبد المجيد مناصرة، في “منازلة” تدوم لثلاثة أيام لتبوؤ منصب رئيس الحركة، فإن “الهدف من التوافق الوطني هو حماية حكومة وطنية ستكون مهمتها صعبة لتحقيق الأمان ثم الإقلاع الاقتصادي” وفي موقع آخر “اسمحوا لي أيها المؤتمرون والمؤتمرات، أن أصرح باسمكم بأن حركة مجمع السلم مستعدة للمساهمة في بناء التوافق الوطني، حين يكون لهذه المقاصد وهذه الأهداف وعلى هذه الأصول، وإنها مستعدة بكل قيادتها المركزية والمحلية أن تجعل الطموح الحزبي والشخصي تحت الأرجل”.
وعكس الخيار الذي يحبذه سلطاني بالعودة للحكومة، فإن مقري أكد أن ذلك يجب أن يكون في صورة الحركة المنتصرة وفقط، وقال “إني أعدكم إن تحققوا نتيجة انتخابية تجعلكم في الصدارة في الانتخابات التشريعية في 2022 ، تعودون من خلالها إلى الحكومة معززين مكرمين تتوفر لكم فيها الشروط لتكونوا في الحكم في إطار الشراكة مثلما كنتم تدعون إليه، وليس في الحكومة فقد للمشهدية والتزيين”، وفجرت هذه العبارة القاعة البيضاوية بالهتاف “لا للسلطة…لا للجاه” و”يا مقري سير سير أحنا معاك في المسير”، وكان الحضور في القاعة يتغامزون ويتبادلون الضحكات، ويرددون أن المعني بالحديث هو سلطاني، ومعلوم أن أبو جرة وخلال ترؤسه للحركة، وكانت حينها مشاركة في الحكومة ترديده لعبارة “نحن في الحكومة وليس في الحكم”، للدفع بعدم قدرتهم على تغيير الوضع.
وخاض مقري في النتائج التي تحققت لحمس في فترة رئاسته، وقال “لقد استطعنا في خمس سنوات فقط أن نضع أرجلنا على نهج التجديد الوظيفي… عملت الحركة على حل المعضلات من خلال مبادراتها السياسية المتتالية ونشاطها الذي لم يتوقف وعلاقتها واتصالاتها”، وتوقف المتحدث بشكل من التفصيل عند “عودة اللحمة” في بيت الشيخ نحناح، وهذا باندماج جبهة التغيير ممثلة في عبد المجيد مناصرة للحركة الأم، وسعيه لإعادة الطرف الآخر “حركة البناء الوطني” وهو ما أكده رئيسها عبد القادر بن قرينة.
ولم يغفل مقري التعريج على رئاسيات السنة المقبلة، بالدعوة لأن تكون فرصة للتوافق الوطني، ونبه إلى أن المسافة التي تجمع حمس وغيرها من التشكيلات السياسية، سواء الإسلامية أو الوطنية والعلمانية ليست بالبعيدة.

مقالات ذات صلة