الجزائر
اليوم الثاني لمحاكمة السعيد بوتفليقة ومن معه يكشف:

خليلة طحكوت الثريّة و”مغارات” إخفاء عائدات الإجرام

نوارة باشوش
  • 14419
  • 1

عرّت محاكمة إمبراطور النقل الجامعي و”نفخ العجلات” محي الدين طحكوت، حقيقة المخطط الإجرامي لعدد من أفراد عائلة طحكوت ومن والاهم من أصحاب “السمع والطاعة” كل حسب الدور المنوط به لإخفاء الممتلكات والمركبات الفخمة وقطع الغيار ومحركات وقوارب نزهة ودراجات مائية وغيرها بقيمة مالية مهولة في “مغارات” سرية أصبحت ملاذا للتخطيط المسبق للتحايل على القضاء وتمويه الأجهزة الأمنية للإفلات من الآثار القانونية، على أمل أن يخرج “زعيمهم” الذي كان يسير الأمور من داخل زنزانة السجن من خلال إعطاء الأوامر لشقيقه وحاشيته لتشكيل قاعدة احتيالية لرفاهية جديدة.. لكن القضاء كان بالمرصاد…!

القاضي: كنت تعطي الأوامر وأنت رهن الحبس

قاضي الفرع الثالث للقطب الجزائي الاقتصادي والمالي بسيدي أمحمد، حاصر المتهم محي الدين طحكوت من كل الجوانب وكشف عن حقائق وأرقام مفزعة لصفقات تبديد المال العام والحصول على مزايا وامتيازات اعتبرها التحقيق غير مستحقة، بداية من التضخيم الرهيب لفواتير استيراد الأجهزة الطبية، مرورا بالطريقة التي استحوذ فيها على النقل الجامعي وكون لنفسه ثروة طائلة بأموال الطلبة من خلال صفقات النقل التي أبرمها مع جامعات بعدة ولايات من الوطن والتي شابتها خروقات وضغوطات وتعديلات في بنود دفتر الشروط واختلاسات وكل ذلك تم برنة هاتف، والقروض التي تحصل عليها من البنك الوطني الجزائري، وصولا إلى “خليلته” الخفية وأم ابنته التي أدرجت بين ليلة وضحاها ضمن قائمة “الأثرياء الجدد”.. وهلم جرا.

وكيل الجمهورية: الإنابة القضائية أثبتت أن الطائرة ملكك وليست مؤجرة

محي الدين طحكوت الذي فقد أعصابه وأصابته نوع من الهيستريا وهو يردد عبر سكايب مباشرة من زنزانة سجن بابار بخنشلة “أنا خاطيني.. لماذا هذه الحقرة وهذا التشويه لي ولعائلتي.. أنا راني في الحبس.. وربي فوقي.. راني في إضراب و3 أشهر لم أذق الطعام.. سيدي الرئيس اتهموني حتى بالإرهاب وأنا من عائلة ثورية ومن المستحيل نخون بلادي.. وأنا حوكمت بـ14 سنة حبسا واش تزيدولي.. فأنا لم أوجه أي تعليمات لإخفاء السيارات أو الممتلكات”.

“خليلة” طحكوت دخلت “نادي الأثرياء” بين ليلة وضحاها

وقد واصل قاضي الفرع الثالث للقطب الجزائي الاقتصادي والمالي بسيدي أمحمد، الخميس لليوم الثاني على التوالي جلسات محاكمة السعيد بوتفليقة ورجال الأعمال ومن معهم، حيث استجوب المتهم محي الدين طحكوت.

تمت إدانتي بـ14 سنة حبسا.. ماذا بعد..

طحكوت: سيدي الرئيس هي نفس التهم التي توبعت بها في 10 جوان 2019.

طحكوت: عندي طلب سيدي القاضي؟

طحكوت: سيدي الرئيس، أنا قلت لكم أنني عندي طلب وبعدها سأكون تحت تصرف العدالة ومع هذا فإن وقائع ملف الحال سبق وأن توبعت بها وتم إدانتي بأحكام نهائية.

طحكوت: سيدي الرئيس عندي تصريحات خطيرة؟

طحكوت: لا توجد أي علاقة بيني وبين السعيد بوتفليقة.

طحكوت: سيدي القاضي، ما هو رقم السعيد بوتفليقة؟

طحكوت: سيدي الرئيس، هذا رقم الموزع الهاتفي للشركة.

طحكوت: عمال الموزع الهاتفي.

طحكوت: أول مرة أسمع بهذه الواقعة.. قاضي التحقيق لم يقم باستجوابي.

طحكوت: هذه الشركة أصلا ليست لي، بل هي لربراب.

طحكوت: ما عندي أي علاقة مع هذه القناة وأنا لا أتلقى الأوامر.

طحكوت: ما نعرفوش.

طحكوت: في إطار الاستثمار بولاية تيسمسيلت.

طحكوت: أنا لا أتذكر، لكن الأكيد أنني قمت بفتح التوطين البنكي بالبنك الوطني الجزائري بوكالة الرغاية في شهر أكتوبر 2018، وأنا “خليت كلش”، لأنني دخلت بعدها إلى السجن.

طحكوت: سيدي الرئيس، لست أنا، كما أن العقد الذي أبرمته يختلف تماما مع محتوى العقد الذي قمت بالإطلاع عليه مع المحامي، حيث تم تغيير بنوده.

طحكوت: سيدي الرئيس، لست أنا والسلعة لم تأت باسمي وإنما باسم صخري… أنا “خاطيني” وأنا “مانسرقش روحي”.

طحكوت: ماعندي أي علاقة بهذا سيدي القاضي.

طحكوت: ما عندي أي علاقة معها.

طحكوت: نعم، ولدت في فرنسا.

طحكوت: في سنة 2005.

طحكوت: كانت موظفة في الشرطة وبعدها انتقلت إلى ممارسة التجارة؟

طحكوت: والله ما عندي علاقة بدراهمها.

طحكوت: ما عندي أي علاقة بهذا فأنا انفصلت عليها وماعندي وما دخلني.

طحكوت: هذه الوقائع “تحاسبت” عليها مثلها مثل 71 صفقة الأخرى وقم تم إصدار حكم نهائي بشأنها.

طحكوت: لا تربطني به أي علاقة.

طحكوت: أنا قمت بتسديد جميع القروض وهذا ما أكده مدير البنك الذي أحضر وثيقة تبين لكم ذلك.

طحكوت: نعم، قمنا برفعها، كما أنني قلت لكم سيدي القاضي إنني سددت جميع القروض التي تحصلت عليها من البنك.

طحكوت: أنا لم أقم بإيداع الملف والقضية هذه “ماعلابليش بها.. خاطيني”.

طحكوت: كان عندي “دراهم” زيادة لماذا أقترض.

طحكوت: سيدي الرئيس هذه الواقعة “تحاسبت عليها وخلاص” ومع هذا فإن هذه الصفقة كانت عبارة عن صفقة طلبيات وللمصلحة المتعاقدة حرية التصرف فيها من خلال تحديد عدد الحافلات اللازمة لتغطية حاجاتها في حالة برمجة أي مهام أو دراسة خارج الأوقات المنصوص عليها في دفتر الشروط على غرار أيام العطل والمناسبات وبعد نهاية الساعات العادية، وهم من كانوا يتصلون بمسير الحظيرة بتلمسان ويطلبون منه تخصيص عدد إضافي للحافلات.

وتابع طحكوت تصريحاته “عملية إعداد الفواتير كانت تتم على مستوى مصلحة المحاسبة بالمؤسسة بناء على بطاقة التنقيط الشهرية التي يتم إعدادها من قبل المصلحة المتعاقدة، فأنا لا أتدخل في كل هذه الأمور الدقيقة والمفصلة سيدي الرئيس”.

طحكوت: صفقة مستغانم رست لصالحي كوني قدمت أحسن عرض من حيث المزايا الاقتصادية، كما أنني لم أكن أعلم أنه تم تغيير بند في دفتر الشروط الذي تم إعداده من قبل قسم المالية والصفقات العمومية بمديرية الخدمات الاجتماعية بمستغانم.. سيدي الرئيس هناك منافسة وأنا ماعندي أي علاقة مع الخدمات الاجتماعية.

طحكوت: لا أستطيع أن أتدخل، دفتر الشروط تم إعداده كما قلت من طرف الإدارة ومؤشر من طرف وزارة المالية وليس لي أي دخل في ذلك، فأنا تحصلت عليه بصفة قانونية حسب المادة 39 من قانون الصفقات العمومية 15 /247.

طحكوت: لا، ما عندي أي علاقة معه سيدي الرئيس.

طحكوت: الواقعة سئلت وحوكمت عليها وتم إدانتي فيها بأحكام نهائية.

طحكوت: نحن الشركاء.. “الإخوة طحكوت”.

طحكوت: سيدي الرئيس، الشركات أنشئت منذ عدة سنوات ورأسمالها في سنوات 1989 و1991، 7 آلاف أورو.

طحكوت: سيدي الرئيس لا علاقة لي به ماعدا الاتفاق الذي كان بيننا في 2016 حول قيامه بشراء مصنع الحليب ومشتقاته وكذا مزرعة تربية الأبقار بقصر البخاري مقابل التنازل عن الشركات كما منحت له 20 مليارا وفيلا ببوزريعة وهو هرب بها..

طحكوت: أنا لم أتعامل معه.

طحكوت: هذه الوقائع سبق الفصل فيها حيث تم إدانتي أنا وإخوتي بها.

طحكوت: نعم “ماشي تعي كريتها”؟

طحكوت: باسم شركة “TMC”.

طحكوت: لا أعرف ” أدوها مواليها”.

طحكوت: سيدي الرئيس هذه السيارات لم تكن محل حجز قضائي ونحن كنا نقوم بتأجيرها مع السائق.

طحكوت: سيدي الرئيس قالوا إنني أرسل تعليمات عن طريق المحامي والله كذبوا وقالوا بأن طحكوت قال لأخيه حميد عن الحافلات، زد على ذلك فإن المتصرف الإداري محمد جلال قام ببيع العديد من السيارات في 18 ماي و28 جويلية 2019 بدون وثائق لماذا هذه الحقرة.

وفجأة يثور طحكوت ويتغير صوته و- كاد أن يخرج من شاشة سكايب – ويصرخ قائلا “سيدي الرئيس أنا دخلت في إضراب عن الطعام.. لم أذق الطعام منذ 3 أشهر.. عائلتي كلها في الحبس لماذا هذه الحقرة.. شوهوا سمعتي وسمعة كل من له علاقة بمحيي الدين طحكوت بل أكثر من ذلك اتهموني بالإرهاب وأنا من عائلة ثورية ومن المستحيل أن أخون بلادي”.

القاضي يتدخل وطحكوت يقاطعه “خليني نهدر ونفرغ قلبي سيدي الرئيس”.

طحكوت: سيدي القاضي لماذا هذه الحقرة.. لماذا هذا التشويه في عمري 60 سنة وراني في الحبس وربي فوقي.. ولا أحد يحب يسمع لي وحتى قاضي التحقيق.. تم إدانتي بـ14 سنة ماذا بعد”…

طحكوت: “راني مرتاح وراني نشتكيلك” حتى الإرهاب اتهموني به.

طحكوت: ما علابليش سيدي الرئيس.

وفي هذه الأثناء يتدخل وكيل الجمهورية ويسأل المتهم طحكوت.

طحكوت: أنا لم أوجه أي تعليمات بالإخفاء.. هذه السيارات منها 119 فاخرة هي ملك الدولة والضرائب لها الحق فيها أيضا والمتصرف الإداري حينما قال إنه لا أتحمل مسؤوليتها وباعتبار أنها ليست مؤمنة، أعطيت تعليمة لشقيقي وابن أخي بمنع بيع السيارات.

طحكوت: إذا تم تزوير الوثائق فهم الذين يتحملون المسؤولية.. الشخص الأول وهو مسلك مختار دفع 810 أورو والثاني هو ميسوم طاهر دفع 400 أورو وليس لدي أي علاقة “لي عطالي دورو.. ولا تنازلت له في فرنسا يجي يقابلني أنا كنت في الحبس”.

طحكوت: أنا أجرتها “طائرة الخدمة وليس “لوكس” فهي من أجل العمل فقط، انتقل بها رفقة الأجانب إلى مناطق الظل التي استثمرت فيها على شاكلة تيسمسيلت وتيارات وغيرها… والعالم أجمعين “يخدموا” بالطيارات، عندي أفارقة وكوريون وأمريكيون وغيرهم ينتقلون معي.

طحكوت: جميع الشركات صرحت بها لدى مصالح الضرائب وليس لدي أي مخالفة مع الإدارة الجزائرية.

مقالات ذات صلة