الجزائر
الجزائريون يوثقون الجريمة بالفيديو

مقاطع تنقذ مظلومين من قفص الاتهام وتسلط الضوء على المجرمين

نسيبة علال
  • 995
  • 2
بريشة: فاتح بارة

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات صادمة توثق لمختلف الجرائم المرتكبة في الشارع الجزائري، اعتداءات جسدية وجنسية، سرقة، نهب، التسبب في حوادث مرور مميتة وغيرها، التقطها مواطنون بسطاء مروا في اللحظة الصحيحة وتمكنوا من اثبات الجرم ومساعدة الأمن في كشف هوية فاعله باستعمال كميرا هواتفهم النقالة، أو حتى كمرات المراقبة للمحلات.

ترتفع نسب الجريمة في المجتمع الجزائري بوتيرة سريعة، بحيث أصبح من الصعب على الجهات الأمنية والقضائية التقصي ومتابعة تحريات العديد من القضايا الشائكة والغامضة في آن واحد والوصول إلى الفاعلين، هذا ما جعل مجرمين يفلتون من العقاب ويرتكبون المزيد من العنف والاجرام وأهمل حقوق المظلومين، ما استدعى المواطنين للاستنجاد بكاميرا هواتفهم لكشف هوية المجرمين وتوثيق لحظة اعتدائهم على أبرياء، وبهذا يمكن للقانون أن يأخذ مجراه، وهو ما حدث مؤخرا فيما يخص قضية حادث المرور في الطريق السريع بالعاصمة وكذا مختلف حوادث السرقة والسطو على محلات والاعتداءات على أشكالها.

كميرات المراقبة تكشف اللصوص

قبل أيام قليلة، انتشرت فيديوهات لسيدة متجلببة اختلست مبلغ خمسين مليون من خزينة محل لبيع الأفرشة، في اليوم ذاته ظهر فيديو لسيدة تسرق أدوات الكترمنزلية منها مكواة شعر وأداة خلط وهاتف نقال من محل بالكاليتوس بالعاصمة، ناهيك عن عشرات الفيديوهات التي تخص محلات بيع المجوهرات وتصليح الهواتف وهي أكثر الأنشطة التجارية المستهدفة من قبل المجرمين واللصوص، كونهم يبحثون عن أشياء ثمينة بحجم صغير، كل هذا وثقته كمرات المراقبة التي نصبها أصحابها أو جيرانهم على مداخل المحلات،

مسلسل قطاع الطرق وحلقات لمختلف الاعتداءات

من شرفات المنازل، أو من نوافذ المركبات، تم توثيق أكثر الاعتداءات بشاعة، اذ صورت فتاة عشرينية من الدويرة كيف قام شاب ثمل بالاعتداء بالسيف على والدها الستيني وتهديده بالقتل، وفي الأغواط التقطت أم أربعينية فيديو لشاب يحاول الاعتداء على ابن الجيران في فترة القيلولة، وقامت هدى بتصوير لحظة سرقة دراجة نارية من قبل مراهقين مع الاعتداء على صاحبها الكهل بواسطة مقص، في حين سجلت كميرا مراقبة شابين يسرقان حقيبة يد لسيدة كبيرة ويرديانها أرضا بعد جرها بشكل بشع وهي تتمسك بحقيبتها بينما تسير دراجتهما النارية بسرعة فائقة، كل هؤولاء الجنات لقو عقابهم من قبل مصالح الامن، لثبوت التهم عليهم بواسطة الفيديو.

حوادث مرور على المباشر

من الفيديوهات التي التقطها مواطنون ولاقت انتشارا جد واسع في ظرف وجيز جدا، الى درجت ان وسائل اعلام محلية ودولية احتكمت لها، هو ما قام سائق بتصويره منصف جوان الماضي على الطريق السريع الرابط بين الجزائر وزرالدة، والذي وضح بالتفصيل كيف أن سائق سيارة من نوع “فابيا سكودا”، دفع ضغط على بمركبته على سائق سيارة “ألطو” وأجبره على الانحراف على مسار الطريق متسببا له في حادث مميت، الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي اثار موجة من السخط ما دفع بالجاني لوضع سيارته بموقع واد كنيس للتخلص من الاشتباه في غضون ساعة فقط من الحادث، هذا فيما باشرت مصالح الأمن تحرياتها وبحثها للصول عليه، وقد تم إيقافه ثم إيداعه الحبس المؤقت، قبل ان تدينه المحكمة بثلاث سنوات حبسا نافذا، وغرامة مالية قدرها 50 ألف دينار، وسحب رخصة السياقة منه لمدة سنة كاملة بعد خروجه من السجن، كما أدانت مرافقيه في المركبة، بسنة حبسا غير نافذ، مع هذا لم يكن ممكنًا إدانة المتهمين لولا الفيديو الذي سجله على الطريق السريع، التفاصيل ذاتها تقريبا، تحدث بالطريق السريع بتيبازة، مجموعة من الشباب يقومون باستعراض قدراتهم على الدراجات النارية، في يوم عطلة مشمس اكتضت فيه الطريق بالسيارات التي تقل عائلات نحو البحر والغابة، احد الافراد يبدو انه مولع بركوب الدراجات النارية ايضا، أخذ يصور الاستعراض منذ بدايته، اصبح الامر أخطر عندما زاد حماس الشباب و ارتفعت سرعتهم، وإذا بالكميرا تلتقط حادث مرور خطير كيف اصطدمت سيارة سياحية باثنين من راكبي الدراجات لتردي أحدهما قتيلا والآخر بإعاقة مستدامة، ولو أن الحادث غاب عنه التوثيق لاتهم سائق السيارة وربما دخل السجن وتعرض لعقوبات اكبر، ولكن الفيديو صور بالتدقيق السرعة والتهور الواضح في استعراض حركات خطيرة من قبل الشباب.

بالمقابل ورغم الحقائق الكثيرة التي وثقتها فيديوهات الهواتف على مواقع التواصل، استكر الجزائريون حادثة تصوير الشاب محمد الذي أزهق روحه في عنابة بعدما قتل شابا آخر يدعى زكريا، وأطلق مواطنون وناشطون على الشبكة حملة فايسبوكية تحت شعار “ما تصورنيش”، لكمية الأذى الذي باتت تبعثه فيديوهات الموت والحرقة والاعتداءات الجنسية في النفوس، بيث اعتبرها خبراء شرارة توقد س الانتقام في القلوب المريضة، وتحرض على العنف وتساهم في استساغته والترويج له.

مقالات ذات صلة