-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حصيلة العدوان الصهيوني على غزة

مقاومة موحدة وخسائر بشرية ومادية

رياض. ب
  • 528
  • 0
مقاومة موحدة وخسائر بشرية ومادية
ح.م

تسبب العدوان الصهيوني الذي استمر 5 أيام على قطاع غزة المحاصر للعام الـ17 على التوالي، بمضاعفة معاناة أكثر من مليوني إنسان، وذلك عبر عمليات استهداف الفلسطينيين وتدمير منازلهم والتسبب في أضرار كبيرة في العديد من القطاعات، العامة والخاصة.
وأوضح مسؤول الإعلام في “لجان المقاومة” في فلسطين، محمد البريم، في تصريح للموقع الإخباري “عربي21″، أن “اتفاق وقف إطلاق النار ينص على وقف متبادل لإطلاق النار، ووقف قتل المدنيين واستهداف المنازل، ووقف استهداف الأفراد”، وهذه نقطة مهمة جدا، بدلا من وقف “سياسة الاغتيالات”، منوها إلى أن “المقاومة ملتزمة ما التزم العدو بذلك”.

شهداء وجرحى
وخلال أيام العدوان شن الاحتلال مئات الغارات على أهداف مدنية فلسطينية، استخدم فيها العديد من أنواع الطائرات الحربية والمدفعية والقنابل الأمريكية الصنع، وغير ذلك من طائرات الاستطلاع والتجسس المسيرة.
وشرع الاحتلال في عدوانه بشن غارات مكثفة بالتزامن على غزة ورفح شاركت فيها أكثر من 40 طائرة حربية، استهدف فيها بشكل متزامن ثلاثة من قادة “سرايا القدس” الجناح المسلح لحركة “الجهاد الإسلامي” في غزة، أدت إلى استشهادهم واستشهاد عدد من الأطفال والنساء.
وأدى القصف الذي تواصل خمسة أيام إلى إلى استشهاد 33 فلسطينيا، بينهم 6 أطفال و3 سيدات، إضافة إلى إصابة 147 بجراح مختلفة بينهم 48 طفلا و26 سيدة و10 من كبار السن، وفق إحصائية صادرة عن وزارة الصحة بغزة التي أوضحت أن أعلى نسبة من الشهداء كانت من مدينة غزة، حيث وصل عددهم إلى 17 شهيدا.

هدم ودمار
وتسبب العدوان بحسب إحصائية لمدير عام الإعمار بوزارة الأشغال العامة والإسكان، محمد عبود، بأضرار كبيرة في ممتلكات المواطنين، حيث بلغ عدد الوحدات السكنية التي طالها الهدم الكلي 93 وحدة سكنية، و 128 وحدة أضرار جزئية غير صالحة للسكن، إضافة إلى 1820 وحدة سكنية أصيبت بأضرار جزئية وهي صالحة للسكن، ليصل إجمالي عدد الوحدات السكنية المتضررة جزئيا إلى 1948.
وشنت طائرات الاحتلال طيلة فترة العدوان سلسلة غارات كثيفة ومدمرة على مختلف المناطق في قطاع غزة استهدفت منازل المواطنين، واشتدت هذه الغارات عقب تعمد المقاومة تأخير ردها على مجزرة الاحتلال الذي دخل في حالة قلق شديد وترقب لطبيعة الرد الفلسطيني، ما دفعه لزيادة استهداف المنازل، في محاولة لدفع المقاومة للرد وإنهاء العدوان، خاصة أن الحكومة والمجتمع الإسرائيلي وفق مراقبين، ليس لديهما القدرة على تحمل حملات عسكرية تمتد لفترات زمنية طويلة.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي، بأن عددا من المدارس تضررت جراء القصف في المناطق المحيطة بها، كما أن الصيد توقف طيلة أيام العدوان الخمسة، ما أفقد 3500 صياد مصدر رزقهم.
وأدى القصف إلى تضرر مستشفى “شهداء الأقصى” بمدينة دير البلح وسط القطاع، وإحداث حالة من الهلع في صفوف المرضى، وأيضا بأضرار جسيمة للمستشفى الإندونيسي شمال القطاع، إضافة إلى إخلاء محطة إسعاف الجنوب ونقل خدماتها من مركز مسقط الطبي إلى مجمع ناصر الطبي بخان يونس، بعد الأضرار التي لحقت بالمركز وتعطل شبكة الاتصالات جراء الاستهداف الصهيوني لمحيط المركز.
ومع إغلاق الاحتلال لمعابر القطاع المحاصر من الثلاثاء الماضي وحتى مساء السبت والتي عادت لتعمل صباح الأحد، وخاصة “كرم أبو سالم”، فقد تسبب ذلك في خسائر للمزارعين وذلك بمنع تصدير أكثر من 600 طن من المنتجات الزراعية.
بدورها، أكدت سلطة الطاقة بغزة، أن العدوان على غزة تسبب في نسبة عجز في الطاقة بلغت 52 في المئة، محذرة من أن استمرار العدوان سيتسبب في وقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع، وهذا الوضع يرفع نسبة العجز إلى 70 في المئة.

أضرار التعليم
واستنكرت وزارة التربية والتعليم العالي، “العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا ومقدراته، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من الطلبة والعاملين، وإلحاق أضرار مادية في عدد من المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى تعطيل الدراسة المستمر منذ عدة أيام ونحن على أعتاب نهاية العام الدراسي”.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم، عن استئناف الدراسة والعملية التعليمية التي توقفت أثناء العدوان الاثنين المقبل.

“ثأر الأحرار” مع مقاومة موحدة
وبدأت المقاومة الفلسطينية ظهر الأربعاء، في تنفيذ عملية “ثأر الأحرار” ردا على عدوان الاحتلال على القطاع، وواصلت فصائل المقاومة عبر “الغرفة المشتركة”، إطلاق عشرات الرشقات الصاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع ووصل بعضها إلى تل أبيب والمستوطنات في القدس المحتلة، ردا على مجزرة الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين في القطاع.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فقد تم إطلاق أكثر من 1234 قذيفة وصاروخا محلية الصنع من غزة صوب العديد من المناطق الفلسطينية المحتلة ومنها تل أبيب والقدس، حيث تمكنت دفاعات الاحتلال وفق المزاعم الصهيونية من اعتراض نحو 371 منها.
وأكدت “الغرفة المشتركة” لفصائل المقاومة الفلسطينية أن عملية “ثأر الأحرار” التي نفذتها للرد على العدوان الإسرائيلي هي “صفحة جديدة من صفحات المجد خاضتها المقاومة موحدة كالبنيان المرصوص”.
وأضافت: “انتهت جولة من القتال والمقاومة والصمود ولكن مقاومتنا بدأت من جديدٍ أكثر قوة وعنفوانا، واختتمت الغرفة معركة “ثأر الأحرار” لكن الرايات لم ولن تنكّس، وإرادة القتال لم ولن تتراجع أبدا”.
وأكدت أن “العدو أخطأ التقدير حينما ظن أن الوقت في صالحه وأن الفرصة مواتية لاغتيال ثلةٍ من قادة المقاومة الأخيار، وأراد أن يغلق الجولة في أسرع وقت وحسب رغبته، معتقدا أنه بذلك قد حقق إنجازا وخرج بصورة النصر، لكنه فوجئ بحكمة وبثبات المقاومة وبراعتها في إدارة المعركة، التي أربكت حساباته وأدخلته في معادلة الاستنزاف، وأشغلت منظومته الأمنية وأرهقت جبهته الداخلية الهشة وجعلتها في حالة ترقب وقلق”.
وأشارت “الغرفة المشتركة”، إلى أن “يد المقاومة كانت العليا في معادلة القوة والردع، فأمطرت العدو بمئات الصواريخ والقذائف المدفعية”، مشيدة بـ”الحاضنة الشعبية الأبية، التي كانت معنا كتفا بكتف طوال أيام المعركة، تشد أزرنا وتربت على كتفنا، وتعيننا على المواصلة”.
ولفتت إلى أن “المقاومة دخلت هذه المعركة وخرجت منها موحدة وقوية كالبنيان المرصوص، وكتبت ملحمة جديدة من الثبات والتضحية والبطولة”، محذرة الاحتلال “الجبان من العودة إلى سياسة الاغتيالات؛ فسيفنا لم يغمد وأيادينا على الزناد وإن عدتم عدنا”.
وأوضحت أن “المقاومة أفشلت بصمودها ووحدتها وقتالها المشرّف مخطط العدو الغادر وجريمته القذرة، وأثبتت أنها الأقدر على التحدي، وأن كيد العدو باطل وأن اغتيالاته كانت وستكون لعنة عليه حتى يندحر عن أرضنا”، مضيفة أن “المقاومة ستظل عند حسن ظن شعبها، وستكون دوما حاضرة ومتأهبة سيفا ودرعا للوطن والشعب والمقدسات في كل ساحات الوطن وجبهات المواجهة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!