مقري على طريقة مرسي!

المشهد الذي ظهر فيه رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، وهو يفتح صدره قائلا في ندوة صحفية إنه لا يخاف أحدا ثم استعمل المثل الشعبي المعروف “اللي ما في كرشو التبن ما يخاف من النار” ذكرني بمشهد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي حين قرر الإدلاء بقسم الرئاسة أمام الجماهير في ميدان التحرير بالقاهرة، فاتحا صدره أمام الكاميرات وهو يردد “جئتكم اليوم بلا صدرية واقية من الرصاص لأنني واحد منكم”!!
مثل هذه المشاهد، باتت بعد إفلاس التيار القومي العروبي”ماركة إخوانية مسجلة”، حيث تبرز اهتمام صاحبها ورغبته في تحقيق “شو إعلامي”، وهو نفس “الشو” الذي حققه مقري ويبدو سعيدا به ومنتشيا جدا بانجازه، وهو يطالع عبر مختلف المواقع والجرائد والقنوات التلفزيونية أن قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح خصه بردّ على مبادرته الأخيرة، حتى وإن جاء هذا الرد ناسفا للمبادرة، لكن الأثر قد تحقق منها، ونجح مقري وجماعته في صنع “ضجّة إعلامية” أو “شو سياسي مثير”!!
الأمر ذاته فعلته الأمينة العامة لحزب العمال قبل فترة، حين جمعت بعض الشخصيات الوطنية حولها لتعلن مبادرة الـ19، فجلس المجاهد لخضر بورقعة إلى جانب خليدة تومي، الوزيرة المثيرة للجدل، وبينهما زهرة ظريف بيطاط، وطالب الجميع وفي مقدمتهم لويزة حنون بمقابلة الرئيس بوتفليقة، حينها انتهت المبادرة إلى لاشيء وتكفل بنسفها عمار سعداني لكن لويزة حنون حققت المبتغى وصنعت التأثير الإعلامي لفترة لا بأس بها!
في النهاية، فإن المشهد السياسي بالجزائر هو “جعجعة بلا طحين”، حيث يبدو الكلام مدويا والضجة الإعلامية كبيرة لكن النتائج السياسية والواقعية “صفرية”، أما الشعب المسكين، فـ”الله يخلف عليه” لا من ناحية السلطة ولا من ناحية المعارضة!!