الجزائر
متظاهرون في الجمعة الـ47 من الحراك بالعاصمة:

“مكافحة الفساد مشروع وطني يجب أن يستمر”

الشروق أونلاين
  • 4317
  • 17
ح.م

أدرك الحراك ، الجمعة، جمعته الـ47 بنفس المطالب، مطالبين بمواصلة محاسبة المتورطين في الفساد، وبـ”جزائر جديدة”، من خلال الاستجابة لانشغالات القاعدة الشعبية “صاحبة السلطة”.

لم يتخلف مواطنون عن موعد الجمعة، حيث شرعوا منذ الفترة الصباحية في التجمع بشارع ديدوش مراد الذي أصبح قبلة للمتظاهرين بعد أن كانت ساحات أودان والبريد المركزي نقطة التلاقي، قبل أن تحاصرها مصالح الشرطة التي اصطفت على طول الطريق الرابط بين أودان مرورا بالجامعة المركزية والبريد المركزي، ثم عبان رمضان وساحة الشهداء وصولا إلى باب الوادي.

ورغم الطوق الأمني المفروض، إلا أن ذلك لم يثن الحراكيين عن التظاهر السلمي ولا كف حناجرهم عن ترديد الشعارات المطالبة بالتغيير الجذري، حيث خرجوا بعد صلاة الجمعة مرددين بصوت واحد “صامدون..  مواصلون”، مشددين على مواصلة الحراك إلى غاية تلبية جميع “مطالب الشعب” وترجموا ذلك من خلال اللافتات التي تم رفعها في مسيرة أمس، على غرار “لا رجوع حتى نكمل المشروع”، وكذا ” دائما… تضمان + سلمية + أخوة”.

ووثق المتظاهرون مطالبهم في لافتات وشعارات عكست آمالهم وتصوراتهم في التغيير وبناء جزائر جديدة قوامها العدل والمساواة، مع تجديدهم لدعوات إطلاق سراح  باقي موقوفي الحراك، مطالبين برفع التضييق عن المتظاهرين تكريسا لحق التظاهر المضمونة في الدستور، فيما لفتت الانتباه يافطة كبيرة تحمل صور الموقوفين الذين تم إطلاق سراحهم والمتواجدين في الحبس، تتقدمهم صورة لخضر بورقعة وكريم طابو وآخرون، فيما كتب على أخرى عبارات “الشعب واحد وموحد ضد  الفساد.. مبادئه لا تزول ولا تحول.. نعم لدولة الرأي والحريات”.

كما رفع محتجون شعارات، تصب كلها في خانة محاربة الفساد، حيث شدد المتظاهرون في مسيرة جمعة أمس، على ضرورة مواصلة جهاز العدالة محاسبة الفاسدين، رافعين يافطة كبيرة كتب عليها “مكافحة الفساد مشروع وطني يجب أن يستمر”، فيما طالب المتظاهرون برؤوس الفساد الذين خانوا الأمانة، في إشارة إلى المتسببين في الفساد المالي والاقتصادي والسياسي في النظام السابق.

تراجع عددهم في الجمعة الـ47 عبر الولايات.. متظاهرون:
“بالتغيير الشامل متمسكون.. والجزائريون خاوة خاوة”

اختلفت، الجمعة، من حيث المناخ الذي كان باردا جدا وماطرا في بعض مدن شرق البلاد، عن “الجمعات” السابقة، كما لوحظ مزيد من التقلص في عدد المشاركين في المسيرات خاصة في المدن الصغيرة، وحتى المطالب أخذت بُعدا آخر، حيث ركّز البعض كما كان الشأن في جيجل، على ضرورة إشراك جميع الأطياف في صياغة الدستور الجديد، الذي يجب ألا يبقى مجرد مسوّدة وحبرا على ورق.

وطالب متظاهرون بإطلاق سراح من تبقى في الحبس المؤقت من موقوفي الحراك. وتواصل رفع صور المجاهد عبان رمضان في كبريات المدن الشرقية مثل باتنة وقسنطينة وسطيف وعنابة، بينما أخذت المسيرات في المدن الصغيرة بُعدا محليا، وظهرت لافتات بمطالب اجتماعية مثل السكن والتشغيل والمطالبة بالإدماج كما هو حال مدينة بسكرة، وغاب العنصر النسوي نهائيا عن مسيرات برج بوعريريج وتبسة وأم البواقي وخنشلة، وتقلص بشكل كبير جدا في ولاية برج بوعريريج وفي قصرها الشهير بعد أن صنعت الحدث لعدة أسابيع.

 كما خرج بجاويون في مسيرة الجمعة الـ47 التي انطلقت من ساحة دار الثقافة “الطاوس عمروش” باتجاه ساحة حرية التعبير “سعيد مقبل” ومنها نحو أعالي المدينة للتعبير مرة أخرى عن تمسكهم بمطلب التغيير الجذري والشامل للنظام. كما طالب المتظاهرون بإطلاق سراح موقوفي الحراك، ونددوا بما وصفوه بـ”أبواق الفتنة” مرددين “كلنا جزائريون”.

وتراجع، الجمعة، تعداد ناشطي الحراك بولاية الشلف، وانطلقت المسيرة من مسجد دهنان عبد القادر بوسط المدينة، مباشرة بعد صلاة الجمعة حاملين لافتات تطالب بمحاربة الفساد والمفسدين.

وبدوره تواصل حراك ولاية تلمسان، بعد خروج مواطنين مباشرة بعد صلاة الجمعة، ليجوبوا مختلف شوارع المدينة، مكررين الشعارات التي تطالب بمزيد من الحريات، مصرين على مطلب الإفراج عن الموقوفين، خاصة أن مجلس قضاء تلمسان أعاد الأسبوع الماضي فتح ملف موقوفي الأحداث التي جرت خلال زيارة المترشح للرئاسيات علي بن فليس، الذين صدرت بحقهم أحكام بالحبس. وأرجئ النطق بالأحكام إلى الأسبوع القادم.

 وبمدينة مغنية تجدد الحراك، وتجدّدت معه مطالب أسر موقوفين بتمكين أبنائها من العفو، بدعوى أنهم “ضحايا للبطالة” الضاربة أطنابها بالمنطقة.

وخرجت مسيرة في ولاية الوادي للجمعة 47 من الحراك السلمي، الذي شارك فيه مواطنون نادوا بمواصلة التغيير الجذري. وتجمع المُتظاهرون الذين قدموا من مختلف بلديات الولاية، للمشاركة في المسيرة.

وردد المتظاهرون شعارات تنادي بدولة القانون واستقلالية القضاء، كما هتفوا بالوحدة الوطنية ونبذ التفرقة والكراهية، مرددين شعارات ”خاوة خاوة ”، و”شعب دزاير خاوة خاوة”، كما طالبوا بإطلاق جميع موقوفي الحراك.

إصرار على تحقيق المطالب
مسيرات شعبية في الجمعة 47 من الحراك

تواصل الحراك الشعبي في الجزائر للجمعة الـ47 عبر أغلب ولايات الوطن، للتعبير عن رفض كل رموز نظام النظام السابق، والمطالبة بالتغيير الجذري ومحاسبة المسؤولين الذين تورطوا في قضايا فساد.

ورغم الأمطار المتساقطة، خرج المواطنون إلى شوارع العاصمة، والولايات الأخرى، مباشرة بعد صلاة الجمعة، حيث توافد المتظاهرون، إلى شارع ديدوش مراد بالعاصمة، فيما وصلت مسيرات من باب الوادي عبر شارع عسلة حسين إلى ساحة البريد المركزي، كما وصلت مسيرات أخرى من ساحة أول ماي إلى قلب العاصمة مرورا بشارع حسيبة بن بوعلي رفعت فيها الأعلام الوطنية وشعارات تنادي بالتغيير.

وشهدت العديد من الولايات على غرار تيزي وزو وبجاية وبرج بوعريريج وعنابة وميلة والشلف والبليدة ووهران وسيدي بلعباس وغيرها مسيرات شعبية، جدّد فيها المتظاهرون محاسبة المتسببين في الفساد ونهب المال العام وكذا إرساء دعائم الحق والقانون، كما جددوا تمسكهم بمواصلة تنظيم المسيرات إلى غاية تحقيق المطالب المرفوعة.

وتأتي المظاهرات بعد إعلان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن تشكيل لجنة من خبراء لمراجعة الدستور الحالي وحدد لها مهلة 3 أشهر لتقديم مقترحاتها على أن يتم تمرير النسخة النهائية على البرلمان ومن ثم على الإستفتاء الشعبي لإقرارها نهائيا.

كما واصلت المؤسسة العسكرية تطيمناتها للمتظاهرين بأنها ستلتزم بالتعهدات التي أطلقتها سابقا، بالحفاظ على أمن وسلامة المواطنين وبأن لا تراق قطرة دم واحدة طيلة المسيرات الشعبية المنظمة في مختلف المناطق.

مقالات ذات صلة