الجزائر
مليون لكسوة الطفل الواحد.. أولياء في حيرة وإنزال ليلي على الأسواق

ملابس العيد.. مخزون قديم بأسعار مضاعفة!

كريمة خلاص
  • 4554
  • 10
أرشيف

بن شهرة: التجار رفعوا الأسعار بسبب الندرة وتعويض خسائر كورونا
بلنوار: الجزائريون أنفقوا 150 مليار على كسوة العيد

لم يستطع انهيار القدرة الشرائية والغلاء الفاحش في شهر رمضان أن يسرق فرحة العيد من الأطفال، الذين يتسابقون خلال الأيام القليلة المتبقية من رمضان لاقتناء ملابس عيد الفطر رفقة أوليائهم كل حسب ميزانيته، خاصة بعد أن حرموا هذا الشعور العام الفارط نتيجة الحجر الصحي وغلق المحلات وكذا منع التنقل في يومي العيد.

ويجمع الأولياء أنّ ملابس العيد أصبحت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، لكن ورغم الميزانية الهزيلة التي أنهكتها مصاريف رمضان الذي تميز بغلاء فاحش غير مسبوق وكذا مصاريف مستلزمات حلويات العيد إلا أن أغلب العائلات لم تستطع حرمان أبنائها فرحة ارتداء ملابس جديدة في عيد الفطر، وتكبّدت مصاريف إضافية حتى وإن تطلب الأمر الاستدانة والتسديد في وقت لاحق…

سلع وموديلات قديمة بأسعار ملتهبة
“الشروق” استطلعت بعض المحلات المتخصصة في بيع الملابس ووقفت على الأجواء العامة للتسوق في ظل البرتوكول الصحي وتحدّثت إلى بعض الأولياء الذين عبروا عن عدم رضاهم بالسلع المعروضة والتهاب الأسعار التي لا تعكس جودة المنتج، مع شح شديد في بعض المقاسات والأعمار.
ويجمع الأولياء على أن نفس السلع التي كانت في المحلات في وقت سابق لا تزال موجودة بل بأسعار أكثر غلاء، وهو ما جعلهم غير راضين عن اقتناء سلع كاسدة كانوا يأملون على الأقل تخفيض سعرها أو استقدام تصاميم جديدة تعكس الأسعار المفروضة عليهم.
وأفاد عديد الآباء أنهم صالوا وجالوا في عديد المناطق القريبة منهم دون جدوى وهو ما جعلهم يؤخرون عملية الشراء إلى غاية الأيام الأخيرة، علّ وعود التجار لهم بدخول سلع جديدة تتحقق ويحصلون على ما يرغبون فيه.

مليون على الأقل لكسوة طفل والزوالي يكتفي بـ”الرخيص”
اشتكى عديد الآباء من الغلاء الفاحش في أسعار كسوة العيد بسبب ما وصفوه بالمبالغة الشديدة وجنون التجار في فرض أسعار خيالية، فالنوعية الجيدة والتصاميم المميزة تضطر صاحبها إلى تسديد مبالغ كبيرة، يصل بعضها إلى 15 ألف دج أي مليون ونصف مليون، قد تقل عنها وقد تساويها أحيانا، فيما اكتفى الزوالية ومحدودو الدخل بطرق أبواب محلات معتدلة السعر ناهزت في الإجمال حدود 6 آلاف إلى 8 آلاف دج.
ولم تخف بعض العائلات امتعاضها من هذا الغلاء، حيث أكدت أنها استدانت من أجل رسم البهجة على وجوه أبنائها.

محلات تفتح أبوابها من التاسعة إلى 11.30 ليلا
تفتح مختلف المحلات أبوابها للزبائن بعد الإفطار من التاسعة ليلا إلى غاية 11 ليلا وفق ما أكّده التجار الذين تحدثنا إليهم، وهو ما أعاد انتعاش الحركية التجارية التي عرفت ركودا كبيرا في الأشهر الفارطة.
وعبّر كثير من التجار عن رضاهم وسعادتهم بعد تمديد إجراءات الحجر إلى غاية منتصف الليل ما سيمكنهم، كما قالوا، من كسب قوتهم وتحقيق مداخيل في مثل هذه المناسبات، خاصة بعد ما تكبدوه من كساد وغلق للنشاط بسبب وباء كورونا.

حشود بشرية تغزو المحلات ليلا..
غزت عديد العائلات رفقة أبنائها المحلات ومراكز التسوق المنتشرة في مختلف أرجاء الوطن ليلا في سباق مع الزمن لاقتناء ما تبقى من مستلزمات ملابس العيد لأطفالها، حيث تفضل أغلب العائلات، حسب ما أكدته للشروق، الخروج بعد الإفطار والانتهاء من الأعمال المنزلية، وهو ما جعل الحركة تخف كثيرا في النهار.
ويشهد التجار بأن حشود الزبائن تتضاعف كثيرا في الفترة الليلية بسبب تفرغ الأولياء أكثر خاصة منهم العاملين أمهات أو آباء.

إجراءات الوقاية من كورونا تضرب عرض الحائط…
ومن أبرز ما تلاحظه في هذه الخرجات الليلية هو الغياب التام لإجراءات الوقاية حيث يتدافع المواطنون في الأزقة والشوارع الضيقة، رغم أنّ بعض المحلات ألزمت زبائنها بتطبيق التدابير الاحترازية وحرصت على تطبيقها، ما أدى إلى طوابير عديدة أمام المدخل في غياب تام للتباعد وهو ما علّق عليه المواطنون بكونه مجرد تبرئة للذمة من قبل صاحب المحل وحماية لنفسه من الإجراءات العقابية التي قد تتسبب له في الغلق، وعلى النقيض من ذلك أغفلت البقية هذه التدابير واكتفت بتعليق ورقة أمام مدخلها تحوّلت إلى مجرد ديكور لا معنى له، حيث تعج المحلات بالزبائن الذين لم يحترموا التباعد بينهم ولم يرتدوا الكمامات، وذلك رغم تحذيرات المختصين والأطباء من عدم تحويل فرحة العيد إلى مآتم للجزائريين بسبب مخاطر عدوى فيروس كورونا.

بن شهرة: تجّار “يدوّرون” المخزون القديم
وأفاد بن شهرة حزّاب الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين، في تصريح للشروق، أنّ مخزون الألبسة قليل وما يتم تداوله في الأسواق هي سلع يحتفظ بها التجار منذ مدّة في ظل غلق الحدود وعدم التمكن من استقدام سلع جديدة، بسبب وباء كورونا الذي أثر على الحركية التجارية.
وأرجع المتحدث ارتفاع الأسعار إلى قانون العرض والطلب الذي يحكم الأسواق فكلما كان الطلب كبيرا كان السعر غاليا، خاصة في ظل ما عاناه التجار من ركود في الحركة التجارية وارتفاع في تكاليف الكراء والمصاريف ذات الصلة، وهو ما يبرر –حسبه- امتناع غالبية التجار عن الترويج والبيع بالتخفيض في فترة تعرف انتعاشا وطلبا، حيث قال “طلب الترويج في بيع الألبسة طلب في غير محله”.

بولنوار: 3 آلاف ورشة خياطة دخلت على الخط لإنتاج الألبسة
وفي هذا السياق أفاد الحاج الطاهر بولنوار رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين أن الجزائريين ينفقون ما يقارب 150 مليار دج على كسوة العيد بين الملابس والأحذية، حيث رفع تسوّق العيد الطلب على الملابس بأزيد من 60% .
وأرجع بولنوار غلاء الأسعار إلى قلة العرض ومنع الاستيراد في ظل إجراءات غلق الحدود مع ارتفاع تكاليف الشحن والنقل، وأضاف بولنوار أن أغلب المحلات كانت تعتمد على تجارة “الكابة” وهو ربما ما أثر بشكل جلي على قلة الملابس المستوردة المعروضة التي زادت بنحو 10 إلى 20%، ما فتح الفرصة أمام عديد ورشات الخياطة المحلية لملء هذا الفراغ وإنتاج ألبسة محلية بسيطة توفر وتلبي حاجيات المواطنين، مستفيدة في ذلك من تجربتها في إنتاج الكمامات والملابس الواقية في المراكز الصحية، حيث ينشط حاليا ما يقارب 3 آلاف ورشة خياطة في هذا المجال كان نشاطها يقتصر على ملابس المحجبات والجلابيب وهو ما رفع الإنتاج الوطني بأكثر من 20%، داعيا إلى تشجيع هذه المبادرات ومرافقتها من أجل تحقيق تقدّم في مجال الصناعة النسيجية وتحقيق الاستقلالية.

مقالات ذات صلة