-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تحت الستار.. انحلال وتصرفات لا أخلاقية

ملتزمات يشكون.. المتدينات المزيفات أفسدن صورتنا في المجتمع

نسيبة علال
  • 1592
  • 0
ملتزمات يشكون.. المتدينات المزيفات أفسدن صورتنا في المجتمع
بريشة: فاتح بارة

اللباس المحتشم والالتزام بالدين الإسلامي في السلوكيات والمعاملات اليومية، هو توجه وخيار لدى الكثيرات، ممن اطلعن بعمق على الشريعة، واقتنعن بتعاليمها.. لكنه، بالنسبة إلى أخريات، يشكلن اليوم فئة واسعة من المجتمع، ليس سوى قناع خادع، يوصلهن إلى أربهن، ويفتح أمامهن أبواب الزواج وإقامة العلاقات الاجتماعية النفعية، بل، ومن الممكن، أن يستخدمن هذا القناع للقيام بجرائمهن.

سرقات ومواعيد غرامية خلف الستار

لا يخفى على أحد من الجزائريين، أن فئة من المحجبات والمتجلببات المنقبات يستخدمن هذا الزي الإسلامي للتخفي، عند قيامهن بالسرقة في المحلات، قاعات الأفراح، المطاعم.. حتى لا يتم التعرف على هويتهن، بالعودة إلى كاميرات المراقبة أو الشهود.. أمر، في غاية الخزي. وهناك ما هو أبشع، عندما يستخدم اللباس الشرعي للتستر عن تصرفات لا أخلاقية أخرى. فالكثيرات، حتى من المتبرجات، يلبسن الجلباب والنقاب، للخروج في مواعيد غرامية، في أماكن مهجورة أو خالية، وللمتاجرة بالمخدرات، وحتى لنقل الممنوعات.. هذا، ما أكده السيد “ر. م”، أحد رجال الدرك الوطني، الذين خدموا الميدان لأزيد من 14 سنة: “نقابل يوميا، وبشكل مستمر، فتيات وحتى سيدات متقدمات في السن، يمارسن الرذيلة، يسرقن، يسطون على المنازل وقاعات الحلاقة، ويروجن الممنوعات على اختلاف أنواعها.. هذا، كله، بالاختباء خلف وقار اللباس الإسلامي الشرعي..” يضيف السيد “ر. م”: “وللأسف الشديد، أصبحنا، كرجال أمن، نتحسس من المتجلببات ونوليهن حراسة خاصة في الطرقات والأماكن العامة، نظرا إلى الجرائم التي استخدم فيها هذا اللباس. فبعضهن أفسدن صورة الكل”.

هدفهن الزواج لا العفة

تقول “شهيناز”، 32 سنة، خريجة كلية الشريعة والعلوم الإسلامية بالخروبة: “اللباس الشرعي أصبح موضة في خزائن فتيات لا يعرفن من الدين غير اسمه، ولا يطبقن شيئا من تعاليمه، هدفهن من لبسه هو اصطياد عريس، يبحث عن ذات الدين والأخلاق، فيخدعنه بمظهر لا يمثلهن ولا يعبر عن أخلاقهن”. وتوافقها أختها، 29 سنة، ذات الفكرة قائلة: “لقد شوهن صورة المرأة المسلمة العفيفة، في أعين الشباب، الذين يعرفون بالأصل حقيقتهن أو يكتشفونها، بات الجميع ينظر إلى المتجلببات على أنهن منحرفات يغطين سوء أخلاقهن بقطعة قماش”.

واقع بات شائعا، اطلع عليه العام والخاص، لكن، لا أحد يستطيع تمييز سيدة ملتزمة من مزيفة في رداء إسلامي محتشم، يظهرن من الخارج بالعفاف ذاته، أما الأخلاق، فلا تكشفها غير المتابعة.

نظرة المجتمع سطحية وغير عادلة

تتذمر الأستاذة عابد وهيبة، خبيرة اجتماعية، من النظرة الشمولية التي بات يرمق بها المجتمع كل ذات جلباب أو ذي لحية وقميص، وتقول: “لا ننكر أن هناك فئة من المتظاهرين بالتدين، أهدافهم قذرة، ترمي إلى ربح تجاري أو إخفاء هويتهم المجرمة، أو الوصول إلى مبتغى نبيل، بطرق ملتوية غير سلسة.. كما أن هناك في المجتمع متزمتين زاهدين، وبينهما فئة ملتزمة بالدين الحنيف، سلوكها لا يشوبه سوء أو انحراف، علقت بين أفكار المجتمع السوداوية ونظرته التي تضع كل هؤلاء في خانة واحدة”. وعن الحلول التي تراها الأستاذة مناسبة لهذه الظاهرة، تقول: “علينا أن نتوقف عن الحكم على الناس من مظهرهم.. هذا خطأ جسيم، أهلك بنية المجتمع. يجب التعامل مع كل فرد ضمن قوانين السياق الذي يجمعنا به، في التجارة مثلا أو في السياسة. الأمر متعلق بعمل الفرد أو منتجه، لا بحياته الدينية. أما في الزواج، فهناك فترة خطوبة وتعارف، ويجب التدقيق في الأخلاق والعقيدة والانتماء، لا بناء حياة على أساس اللباس الخارجي”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!