-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ملحمة فئةٍ قليلة في غزة

حسين لقرع
  • 2378
  • 2
ملحمة فئةٍ قليلة في غزة

كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية أن عدد جرحى الجيش الصهيوني في الجولة الأولى من حرب غزة قد بلغ 1620 جريح، وليس 651 جريح فقط، كما يزعم جيش الاحتلال.

ويعطينا هذا الرقم فكرة عن ضراوة المعارك في غزة وصمود المقاومة وثباتها في قتال جنود النخبة الصهيونية الذين تلقوا تدريبات عالية وشاقة على الحروب ومنها لواء “غولاني” الذي خاض عدّة حروب مع الجيوش العربية “الجرّارة” وساهم في دحرها.

وحينما يعترف أحدُ الضباط العائدين من الحرب بأنه “لولا سلاح الجو لما عاد جنديٌ واحدٌ حيا من غزة”، ويتحدث آخر عن ذبح جنوده كالخراف وهروب “مغاوير” لواء غولاني من مواجهة المقاومين… فهي شهاداتٌ حيّة على بسالة أبطال المقاومة وشراستهم في القتال، مع أن هذا تعداد جيش العدوّ يتجاوز 82 ألف جندي مزودين بأسلحة حديثة وتيكنولوجيا عالية مقابل 15 ألف مقاومٍ فقط ضعيفي التسليح.

اليوم يكشف إعلامُ العدوّ عن العدد الحقيقي للجرحى، وغداً سيسقط الحاجز ويكشف أيضاً عن العدد الحقيقي للقتلى وسيتبيّن أن الأمر لا يتعلق بـ64 قتيلاً فقط بل بأضعاف هذا الرقم، وسيبدو رقم 161 جندي وضابط الذي قدّمته المقاومة “متواضعا” أمامه، وقد بدأ العدوّ يمهّد لذلك ويحضّر “شعبه” للصدمة من خلال التصريح بأن خسائره في صفوف ضباط النخبة يفوق أربعة أضعاف ما خسره من ضباط في حرب تموز 2006.

الخسائر البشرية الفادحة للعدوّ، وإن اجتهد في إخفائها، هي التي تفسّر لنا سرعة هروب جيشه من غزة فور الإعلان عن هدنة تحت غطاء “الانسحاب”؛ فالاستمرار في الحرب البرّية سيعني مقتل وجرح آلاف آخرين من جنوده وضبّاطه دون أن ينجزوا شيئاً غير قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتخريب العمران… والعدوّ يتجه إلى الاكتفاء بمواصلة هذه الجرائم بسلاح الطيران وحده في الجولة الثانية من الحرب التي استأنفت الجمعة ما دام عاجزاً عن مواجهة المقاومة في حرب برّية.

واقع الحقائق على الأرض دفع عدّة مسؤولين صهاينة إلى الاعتراف بهزيمة جيشهم في الجولة الأولى للحرب، إذ قال وزير السياحة لاندو عوز: “لقد فشلنا في هذه الحرب ولم نحقق أيّ هدف من أهدافها، وتآكلت قوة ردعنا، في حين نجحت حماس في إغلاق أجوائنا ومطاراتنا”. وقال وزير الإسكان أوري أرائيل: “أنا محبطٌ من نتائج هذه الحرب، الحكومة فشلت في حماية الشعب”. أما رئيس لجنة “الخارجية والأمن” بالبرلمان الصهيوني (الكنيست) زئيف إيكلين فقد توعّد بتشكيل لجنة تحقيق حول من يتحمل مسؤولية “إدارة الحرب الفاشلة مع حماس”، ما يعني سقوط رؤوس ثقيلة وفي مقدمتها نتنياهو.

والأرجح الآن أن لا يعيد جيش العدوّ الكرّة ويحجم عن اقتحام غزة مجدداً في الجولة الثانية للحرب ويكتفي بقصفها من بعيد أملاً في أن يؤدي المزيدُ من الدمار والمجازر وتراكم الخسائر إلى إجبار المقاومة على وقف الحرب والقبول بـ”تهدئة مقابل تهدئة” ودون رفع الحصار كما يردّد الإعلامُ العبري، في حين تصرّ المقاومة، التي استأنفت أمس الحربَ مكرهة، على ممارسة “الحصار” على المستوطنات والمدن الصهيونية بمواصلة إطلاق الصواريخ وإجبار مئات آلاف المستوطنين، وخاصة في محيط غزة، على مواصلة العيش بعيداً عن بيوتهم إلى أن يصرخ العدوّ أولاً ويرفع الحصار عن غزة، وإلا بقي “الحصارُ المتبادل” بين الطرفين أشهراً طويلة. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • جزائري

    علينا ان لا نأمن مكر الصهاينة. فتشكيل لجنة تحقيق يعني معرفة جوانب القوة و الضعف في هذه الحملة تمهيدا للحملات القادمة
    لا يجب ان ننام و نستيقظ على مجزة اخرى قادم الاعوام بل لابد ايضا من تطوير امكانياتنا.

  • بدون اسم

    المهم ان غزة لن تركع للصهاينة والعرب التصهينين ولو بقيت فيها عجوز غزة محرمة على ابناء القردة والخنازير