-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“مماتو” خير من “حياتو”

عمار يزلي
  • 2646
  • 0
“مماتو” خير من “حياتو”

كثيرون من لم يعجبهم فوز الغابون بفرصة تنظيم “كان” (.. يا ما كان) 2017، واعتبروا ذلك نكسة ما فوق نكسة 1967، حكومة وشعبا، بل وخسارة كبرى للجزائر! لماذا لا يكون العكس ونقول بكثير من التفاؤل “رب خسارة جلبت لنا الربح”! كيف لا ونحن نعرف أننا حين ننظم الكانات والمهرجانات والمؤتمرات والأسابيع والسنوات الثقافية والدورات واللقاءات الدولية والإفريقية والعربية والإقليمية والمحلية، إنما ننظمها لحاجة في نفس “يعاقبة” أصحاب الأمر والنهي (.. عن المعروف). يحدث هذا تماما عندنا كما عند بلدان الخليج النفطية، التي تنظم الدورات العالمية وتعطي “القهاوي” الضخمة و”الإكراميات” العظمى من أجل الفوز بـ”شرف” تنظيمها، رغم أنها لا فائدة لها لا تجارية ولا نفعية من غير البريستيج والتباهي والادعاء والتظاهر بما ليس فينا على أنه منا وفينا! الدول العاقلة تنظم هذه الدورات واللقاءت العالمية في جميع المستويات: الرياضية والثقافية والفنية، من أجل تنتشيط الخدمات وتحريك اقتصادياتها وإدخال العملة الصعبة، لكننا نحن حين ننظمها، إنما نفعل ذلك بالصرف عليها والتبذير لأجل تنظيمها وخلق أسواق ومشاريع لملء جيوب البعض من جيب بيت مال المسلمين!

لهذا، علينا أن نشكر الله ونحمده ليلا نهارا على أن ذلك  الحياتو، الذي مماتو أنفع من حياتو، قد أحسن لنا من حيث عمل على الإساءة لنا. فرب ضارة نافعة، ورب غابون أنفع لنا من الجابون! لقد ربحنا كثيرا من الأموال التي كانت ستهدر، في عز التقشف والأزمة المالية وشد الحزام.

نمت على وقع النقاش حول كواليس الكان، لأجد نفسي قد فزت بشرف تنظيمكان” (يا ما كان). جزائري أحب الكرة حبا لما وأحب المال حبا جما. ضاقت جيوبي وجيوب من معي منأصحابجباية الجيوب، بأموال التظاهرات والملتقيات والمؤتمرات والمرهجانات” (التي تعتبر فيهاالمكارشةأهم عمل!). متخصصا في أكل مال الشعب من مآدبأشعب“. قمت بتنظيم الكان في الجزائر بميزانية تزيد عن ميزانية دولة الغابون نفسها! استقدمنا ملايين الملايير من المواد وملايير الملايين من العوائد، واستوردنا آلاف الملايير من الملايير من الفوائد والموائد لملء ملايين البطون والمصارين والزوائد! بنينا عشرات الملاعب بالكرطون في شكل بيطون ومئات المنشآت الجوطابلفي شكل بنايات بوطابل“.. بالبورطابل! دعونا أوباما وبوتين ربما.. ومحمد على كلاي والراحلة مريم ماكيبا وميسي ومارادونا والراحل ألفيس بريسلي. استقبلت شخصيا أنجيلا جولي والشاب خالد. كما دعونا حياتو ولد الحرام وباقي أولاد الحرام في كل مكان في العالم العربي والإسلامي والدول العظمى. وفات الكان كما كان. خسرنا الملايير من الملايير لنبتهج لمدة شهر بلياليها وأيامها حتى صار يشار إلينابالبانان“.

وأفيق على صداع يوقظني: الجزائر تخسر الرهان. قلت في نفسي: الحمد لله، خسرنا في الربح، لكننا ربحنا في الخسارة.  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • أبراهيم

    الله يحفظك يا عمّار يزلي بن يزلي ، أذا الحاج يزلي متوفّي أسأل الله أن يرحمه و يجعل قبره روضة من رياض الجنّة آمين . لمّا نقرالك نحس بالغمة ديالي تفاجت لأنّك ببساطة تضع أصبعك ، لا عدمتها أن شاء الله ، على مكان وجعي الذيا للأسف أصبح ورما من هول ما تعانيه بلدي و فلذة كبدي الجزائر و الذي يزيدني غمّه على غمّة . المهم بارك الله فيك و أسعدك في الدنيا و الآخرة يا رب . فقط رجاء ، تجنّب أستعمال كلمات من القرآن الكريم عندما تكتب . ربّي بحّفظك أخي عمّااااااااااااااااااااااااااار .

  • لعروبية

    لا فض فوك .بوركتَ وجازاك الله خيرا مقال في الصميم

  • وادي العثمانية

    هذا أحسن مقال كُتب حول عدم حصول الجزائر على شرف تنظيم "الكان" فأنت محق لأن الجزائر لا يمكنها الإستثمار في تنظيم التظاهرة لأننا لا نملك وسائل نقل متطورة ولا فنادق لكن يبدو أنك كنت تتمنى تنظيم هذه التظاهرة و هذا من خلال وصفك لحياتو بماماتو .

  • الحراشي

    يا اخي راك تصبر في روحك....حقرونا خويا حقرونا... المال ان لم يصرف في الكان فيصرف في متهات اخرى.....عيب الكبير لما تسمع رئيس حكومة ينطق لعبهالنا..

  • ع.مجيدي

    لا فض فوك يا أستاذ.بوركتَ وجازاك الله خيرا على ما تقدمه أحلامك اليقظةويقظتك الحالمةبرفاهيةالجزائر.والله العظيم-وكما يقول المثل- ما تسالوالي حلف،كنتُ أدعو الله أن يكفينا مهرجان والشطيح والرديح في مدينةالعلم والعلماءالتي ستُبهْدل خلال سنةكاملةلطمس معالم العلم والعلماء، وألاّ يزيدنا خسارةفي كان يا ما كان،يكفيني ما نصرف على الفراغ لا رياضةبها لاعبون مقيمون جزائريون100بالمائةولا هم جاؤونا بنتائج تشرف الوطن على الأقل.فالملايير تهدرعلى الجلدةالمنفوخةبينما يبهدل الأستاذ منبع العلم والتربية