-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أعطت قوة ومشروعية لموقف بلادنا الرافض لها

ممثلة “البكوش” في الاتحاد الإفريقي تتهجم على الجزائر

الشروق أونلاين
  • 9261
  • 0
ممثلة “البكوش” في الاتحاد الإفريقي تتهجم على الجزائر
أرشيف

وضعت أمينة سلمان، المغربية التي عيّنها الأمين العام المنتهية ولايته لاتحاد المغرب العربي، الطيب البكوش، ممثلة دائمة لهذه الهيئة المغاربية في الاتحاد الإفريقي، من عينها في هذا المنصب، في حرج كبير بعد الانزلاق الخطير الذي وقعت فيه مؤخرا، بتوقيعها مقالا صحفيا دافعت فيه عن نظام المخزن المغربي وهاجمت فيه دولة عضو في الاتحاد المغاربي، ممثلة في الجزائر.

أمينة سلمان وفي “خرجة” غير مدروسة لكنها مستفزة، كتبت مقالا في إحدى الصحف المغربية المعروفة بارتباطاتها بنظام المخزن، هاجمت فيه الجزائر بشدة، وهي التي يفترض مجازا، بحكم توصيفها (المطعون فيه) كممثلة للاتحاد المغرب العربي، الذي يضم أيضا إلى جانب نظام المخزن المغربي، أربع دول أخرى هي كل من الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، يفترض أن تكون على الحياد.
ومما كتبته المسؤولة بنظام المخزن في مقال لها بصحيفة مغربية: “لا ينفك النظام الجزائري عن معاكسة المغرب في جميع المحافل الدولية، ولو بدون مناسبة، حتى أصبحت الآلة الدبلوماسية الجزائرية متخصصة في إنتاج المهاترات السياسية والتطاول العسكري على المغرب”، حتى وهي متواجدة باسم الجزائر في الاتحاد الإفريقي ولكن بإرادة مسؤول سابق في الهيئة المغاربية الميتة إكلينيكيا.
غضب الدبلوماسية المغربية نابع من رفض الجزائر تعيينها في منصبها الجديد خارج الأعراف القانونية، كما زعمت: “وعوض تقديم التهاني، فقد لجأت الدبلوماسية الجزائرية إلى نظرية المؤامرة التي سيطرت على الخطاب السياسي للنخب الجزائرية التي تتهرب من مسؤوليتها”، على حد افترائها، كما اتهمت الجزائر بالحقد على نظام المخزن المغربي، هكذا بكل بساطة وكأنها مجرد موظفة في الخارجية المغربية.
هذا التهجم من أمينة سلمان والذي جاء بعد تعيينها الأخير، على دولة عضو في الاتحاد المغاربي، يطرح أكثر من تساؤل حول مصداقية حملها لتوصيف “ممثلة دائمة لاتحاد المغرب العربي بالاتحاد الإفريقي”، فحتى ولو اعترضت الجزائر على هذا التعيين، فالدبلوماسية التابعة لنظام المخزن المغربي، ملزمة بواجب التحفظ بحكم أنها تمثل الدول الخمس المغاربية، وليس النظام المغربي فقط.
وكانت الخارجية الجزائرية قد استنكرت في وقت سابق تعيين الطيب البكوش، أمينة سلمان ممثلة دائمة للاتحاد المغاربي لدى الاتحاد الأفريقي، واعتبرت قبول الاتحاد ممثلا في شخص موسى فقي، اعتماد سلمان “غير مسؤول وغير مقبول”، ولا يدخل “ضمن صلاحياته” كأمين عام انتهت ولايته في الفاتح من أوت 2022 “دون إمكانية تمديدها”، قبل أن تتهم الخارجية الجزائرية، القرار بأنه يخدم أجندة النظام المغربي.
ما أقدمت عليه أمينة سلمان، لم يحرج النظام المغربي والأمين العام السابق للاتحاد المغاربي فحسب، وإنما أعطى قوة ومشروعية للموقف الجزائري الرافض لهذا التعيين، الذي كان مبنيا على تخوفات لها ما يبررها، ومفادها أن النظام المغربي يحاول توظيف الاتحاد المغاربي لخدمة أجندته على الصعيد الإفريقي ومحاولة فرض منطقة المرفوض من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد، من أجل ضرب المصالح الجزائرية في القضايا المصيرية بالنسبة إليه، علما أن العلاقات بين الرباط وبقية العواصم المغاربية توجد في قطيعة مع الجزائر، وفي شبه قطيعة مع تونس، وفي برودة لافتة مع نواكشوط، كما هو الشأن مع طرابلس.
وعوض أن تلتزم الدبلوماسية الصمت وتنخرط في إبداء النية على أنها ممثلة للدول الخمس المغاربية، وتترك الغضب الجزائري يتبدد مع مرور الوقت، وضعت كل من الأمين العام السابق للاتحاد المغاربية، الطيب البكوش، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي، في حرج كبير، بانكشاف عملها لصالح نظام المخزن المغربي، الأمر الذي يزيد من قوة ومصداقية الانتقادات الجزائرية، والتي قد تنضم إليها بقية الدول المغاربية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!