ممرضون يهينون عجوزا في الحجر الصحي.. والإدارة تعتذر

تأسف العديد من المواطنين الذين شاهدوا مقطع فيديو تم تصويره من قبل بعض الممرضين، وهم يهينون عجوزا مصابا بفيروس كورونا، داخل الحجر الصحي في مستشفى أميزور ببجاية، وسط صراخ بعضهم على الشيخ من بعيد وسط الرواق.

أظهرت مقاطع الفيديو، أن الأمر كأنه لا يتعلق بمستشفى، وأن العناية بأي مريض لا تكون بهذه الطريقة المهينة، فما بالك عندما يتعلق الأمر بوباء عالمي، إذ كان على الممرضين التقرب من الشيخ، حيث كانوا يرتدون مستلزمات الوقاية، كما يظهره الفيديو، وليس بالصراخ عليه من بعيد من دون أي احترام، ولا لسنه الذي يكون في الثمانينات، ولا للمؤسسة التي يشتغلون فيها.

والأغرب من ذلك، فقد خرج العجوز المصاب بكورونا، من غرفة الحجر الصحي، وأخذ يتجول بين أروقة المستشفى، وفي يده قطعة من الخبز، وعندما سألته إحدى الممرضات من بعيد، إلى أين ذهبت؟ رد عليها أريد الذهاب إلى البيت لترد عليه الممرضة: “أنت مريض”، وذلك قبل أن يصرخ عليه الممرض الأول طالبا منه الدخول إلى قاعة الحجر، قبل أن يصرخ عليه ممرض آخر قادم من بعيد، آمرا إياه بالدخول إلى قاعة الحجر، وسط ضحكات باقي الممرضين، وقد صدم الفيديو المتداول مشاعر المواطنين، بمن فيهم المنتسبون إلى مهنة الطب.

ولم تتأخر إدارة المستشفى المعني بالفيديو المتداول عن الرد، حيث أصدرت بيانا تعتذر فيه علنا للمواطنين، وعلى رأسهم عائلة العجوز، أولا عن تسجيل الفيديو من قبل أحد الممرضين وتداوله على مواقع التوصل الاجتماعي، وهو ما يتنافى مع أخلاقيات المهنة، وكذا عن تصرفات الممرضين، حيث أكد البيان أن إدارة المستشفى ستتخذ كل الإجراءات اللازمة ضد المعنيين، تفاديا لتكرار مثل هذه التصرفات اللامسؤولة، من جهتهم ندد المنتسبون إلى القطاع بمثل هذه التصرفات المهينة، مطالبين باحترام أخلاقيات المهنة.

وقد استحسن المواطنون قرار إدارة المستشفى التي تحملت المسؤولية، ليس كبعض الجهات التي عوض أن تتخذ الإجراءات اللازمة وفتح تحقيق، أخذت في التحقيق في صحة الفيديوهات المتداولة.

من جهته، أكد رئيس بلدية واد غير تقديم شكوى أمام وكيل الجمهورية في قضية الإهانة التي تعرض لها شيخ في الثمانينات، ينحدر من بلدية واد غير، بمستشفى أميزور، مطالبا في نفس الوقت، بتدخل والي الولاية ومدير الصحة من أجل فتح تحقيق فوري في القضية، ومحاسبة المتسببين في هذه الإهانة التي لا تمت إلى قطاع الصحة بأي صلة، مشيرا في نفس الوقت أنه لن يقبل بإهانة مواطنيه بهذه الطريقة.