منتجون يشرعون في تخفيض السكريات في المشروبات المحلاة !

زاد إقبال الكثير من الجزائريين على اقتناء واستهلاك مختلف المشروبات المتنوعة، واغتنام فرصة التخفيضات، التي أطلقتها معظم المحلات التجارية، خلال شهر رمضان، والعروض الجاذبة، على العديد من السلع، من بينها العصائر والمنتجات المحلاة، والانجراف وراء عروض تجارية مغرية، لمواد تحتوي على نسب عالية من السكر الأبيض، دون إدراك النتائج والأضرار التي يخلفها الإفراط في استهلاكه صحيا.
ويحذر المختصون من الاستهلاك المفرط للسكر الأبيض، المتواجد في العديد من العصائر والمشروبات، الذي يرتبط غالبا بزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مختلفة، مثل السكري، والسمنة، وأمراض القلب، وحتى بعض أنواع السرطان، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب في مشاكل نفسية، مثل القلق والاكتئاب، وهو ما يستدعي التفكير في بدائل صحية أكثر، لتلبية رغبة الجسم في استهلاك المواد المحلاة، من خلال تناول الفواكه الطازجة، والعسل، أو المحليات الطبيعية مثل “الستيفيا”.

تقليل السكريات بشكل تدريجي
من جهتها، تسعى العديد من المؤسسات الجزائرية، المتخصصة في صناعة المشروبات، خاصة العلامات التجارية المعروفة، إلى التقليل من نسبة السكر في منتجاتها، حفاظا على الصحة العمومية، وتطبيقا للتنظيم الجديد في هذا المجال، في انتظار دخول القرار حيز التنفيذ، مع تشديدها في الوقت نفسه على أهمية تحسيس المستهلك بجدوى هذا المسعى، وضمان الرقابة الصارمة للتأكد من احترام جميع المتعاملين للمعايير الجديدة في صناعة هذه المنتجات واسعة الاستهلاك. وفي سياق ذلك، أكد رئيس جمعية المنتجين الجزائريين للمشروبات، علي حماني، أن بعض العلامات التجارية المعروفة شرعت في تطبيق مضمون القرار، قبل توقيعه، وتقليل نسبة السكر في المشروبات والعصائر التي بلغت أقصى حد، وهو 105 غ لكل لتر.
وأضاف حماني أن الدراسات التي أجريت من قبل مختصين بخصوص القرار الذي أعلنت عنه الجمعية، المتعلق بالتقليل من نسبة السكر في المشروبات المحلاة، تشير إلى أن التقليل يجب أن يكون بنسب تدريجية حتى يتعود المستهلك على المذاق الجديد دون أن يشعر بذلك.
وأشار المتحدث إلى أن هذا القرار سيكون بمثابة حملة لإقناع المستهلك بمخاطر السكر على صحته، وضرورة التقليل منه تفاديا للأمراض، خاصة وأن المستهلك الجزائري اعتاد طويلا على استهلاك منتجات بنسبة عالية من السكر المضاف، ما يجعل تغيير ثقافته الاستهلاكية ليست بالأمر السهل.
ويرى حماني بأن تطبيق التنظيم الجديد يجب أن يعمم من طرف جميع المتعاملين دون استثناء، كي لا يتم العزوف عن المنتجات التي تقل فيها نسبة السكر بفعل احترام منتجيها المعايير الجديدة، وتوجه المستهلكين إلى البحث عن المنتجات التي تحافظ على نسبة السكر التي تعودوا عليها، فيما طالب المنتجون بالتدرج في التقليل منه، حتى لا يلاحظ المستهلك الفرق بشكل مفاجئ.
وتطرق رئيس الجمعية الجزائرية لمنتجي المشروبات إلى استجابة العديد من المؤسسات والشركات في المجال، لحملة التخفيضات التي عرفتها معظم السلع بالأسواق، خلال شهر رمضان، التي بلغت نحو 20 بالمائة، كما ساهمت في العديد من النشاطات الخيرية وتموين مطاعم الرحمة بمختلف المشروبات الغازية والعصائر والمياه المعدنية.

هذه أضرار الإفراط في استهلاك السكر الأبيض صحيا
بالمقابل، حذر المختص في الصحة العمومية، امحمد كواش، من المخاطر التي تنجم عن الاستهلاك المفرط للمشروبات الغازية، قائلا إن شهر رمضان أصبح مرتبطا باستهلاك مختلف المواد التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، على رأسها المشروبات السكرية بمختلف أنواعها، التي يروج لها بأسعار تنافسية وتخفيضات مشجعة على اقتناء كميات مضاعفة منها، وهو ما يدفع بالمواطنين إلى الإقبال عليها بشكل كبير، حيث أصبحت أغلب المحلات تسعى إلى تخفيض أسعار هذه المشروبات المحلاة، وكذا من خلال المبادرات التي تقوم بها المؤسسات بالمساحات التجارية الكبرى لاستقطاب عدد كبير من الزبائن.
ويتسبب الاستهلاك المفرط لهذه المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر الأبيض- بحسب المختص- في الإصابة بعسر الهضم، كما أن امتصاصه السريع يهدد الشخص بإرهاق شديد على مدار اليوم، بالإضافة إلى كونه مصدر خطر خاصة بالنسبة إلى الأشخاص الذين تجاوزوا سن الأربعين، وأكثر خطورة للأشخاص المصابين بالخمول وقلة النشاط الفكري والبدني. ولتجنب ذلك، نصح كواش بالتقليل من كمية الاستهلاك أو البحث عن بدائل صحية باستهلاك المياه المعدنية، أو تحضير عصائر طبيعية منزلية باستعمال الفواكه الموسمية، مثل البرتقال والليمون، أو تناول الأغذية التي تحتوي السكر الطبيعي، على غرار الفواكه الاستوائية التي تعتبر أحسن مصدر للسكر.