منحرف يقتل مراهقا بوهران لأنه رفض منحه سترته!
أدانت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران، الأربعاء، قاتل ابن حيه القاصر من أجل سترة بحي النجمة، بالسجن النافذ لمدة عشرين سنة، فيما أحيل ملف شريكه في جريمة الحال على مستوى قسم الأحداث للفصل فيه.
هذه القضية التي كان سببها- كما سبقت الإشارة- أتفه من التفاهة، لكنه للأسف كان كافيا بالنسبة إلى المتهم الرئيس ليزهق من ورائه روحا بشرية في لحظة طيش وتهور، تعود وقائعها إلى تاريخ 02-05-2017، بحي الآمال بقرية النجمة- المعروف بشطيبو-، في ولاية وهران، حيث إنه في حدود الساعة التاسعة وأربعين دقيقة ليلا، وعندما كان المتهم المدعو (م. جمال)، المكنى باسم “شايطة”، البالغ من العمر بتاريخ الحادثة 21 سنة، في طريقه برفقة شخصين آخرين، منهما شريكه في الجريمة، المدعو (ز. محمد)، وهو قاصر، إلى مقهى الحي، فإذا به يلمح الضحية، المدعو (ب. إسلام)، وهو أيضا قاصر، في عمر 16 سنة، لتوه خارجا برفقة صديقه بلال من محل للأكل الخفيف، ليقترب منه المتهم، طالبا منه منحه سترته الجديدة، لكنه رفض، فقام مرافقه (ز. محمد) بإشهار سيف في وجه هذا الأخير، ثم راح يضربه بمتن السيف غير الحاد على ظهره حتى جثا على ركبتيه، وعندها سقط من جيبه خنجر من نوع بوشية، أقدم الجاني بسرعة على التقاطه من الأرض ثم غرزه في صدر الضحية من الجهة اليسرى، وهي الطعنة التي طالت قلبه مباشرة، وكانت كافية لإزهاق روحه لحظات قليلة فقط بعد نقله إلى مستشفى السانيا.
لكن خلال المحاكمة، حاول المتهم إيجاد مبرر قوي لفعلته تلك، ولم تكن في اعتقاده أكثر من تأليفه رواية جديدة، مفادها أن مرافق الضحية المسمى بلال كان أقرضه مبلغ 500 دج، وقبل الواقعة طالبه بإرجاع المال، لكنه عجز عن السداد، معتبرا الضحية هو من حرضه على ذلك، مثلما زعم أيضا أنه شاهد هذا الأخير وصديقه يحملان أسلحة بيضاء عند خروجهما من المطعم في تلك الليلة، فاعتقد أنهما يضمران له الشر، ليقدم على ما فعل بنية الدفاع عن نفسه حسب زعمه، نافيا تماما نية القتل العمدي، مثلما أنكر قصة السترة التي أجمع على حدوثها كافة الشهود، فيما أكدت والدة الضحية أن القاتل وشريكه بالرغم من صغر سنيهما، إلا أنهما كانا يعيثان في الحي فسادا، ويقومان بترويع سكانه، ولا يترددان في التخطيط لسلب ممتلكات الغير بالعنف والترهيب متى وجدا لذلك من سبيل، وقد التمست النيابة العامة في مرافعتها حول قضية الحال، تسليط عقوبة المؤبد في حق القاتل، قبل أن يتم تخفيفها بعد المداولة إلى الحكم المذكور أعلاه.
خ. غ