-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الشروق العربي في ضيافة الفنانة المصرية القديرة هناء الشوربجي

منذ الطفولة وأنا أعشق التقليد وأحب أن أفعل كل ما تفعله سعاد حسني

طارق معوش
  • 2240
  • 0
منذ الطفولة وأنا أعشق التقليد وأحب أن أفعل كل ما تفعله سعاد حسني
تصوير: محمود شرف الدين

تعتبر الفنانة، هناء الشوربجي، واحدة من الفنانات اللاتي أثرين الفن المصري بأعمال فنية هامة، تنوعت ما بين السينما والمسرح والدراما التليفزيونية، محققة نجاحاً كبيراً أمام كبار الفنانين والمخرجين، منذ بداية مشوارها الفني، مع بداية فترة السبعينيات. كما تعد أيضا واحدة من أفضل فنانات الكوميديا على الساحة الفنية. وقد برزت موهبتها بشكل كبير مع الفنان القدير محمد صبحي، في عدد من الأعمال المسرحية والتليفزيونية. وكان من أهم المحطات في مشوارها الفني مساهمتها بفرقة رضا للفنون الشعبية، قبل أن تعتزل الرقص وتتجه إلى التمثيل. «الشروق العربي» أجرت حوارا مع الفنانة، هناء الشوربجي، تحدثت فيه عن بداياتها الفنية وعلاقتها بفرقة رضا للفنون الشعبية وذكرياتها الجميلة معها. كما فتحت قلبها أيضا لتسرد قصة حبها وزواجها من الفنان الكبير، حسن عفيفي، الذي كان زميلا لها في الفرقة.

تصوير: محمود شرف الدين

منذ الطفولة وأنا أعشق التقليد، وأحب أن أفعل كل ما تفعله سعاد حسني

بداية، حدثينا عن الفنان حسن عفيفي، وقصة تعرفك عليه وزواجك منه، وكيف نشأت قصة الحب بينكما؟

 تعرفت على حسن خلال فترة انضمامي إلى فرقة رضا. فكان زميلي في الفرقة وأعجبنا ببعضنا، ونشأت بيننا قصة حب. وحسن كان شخصية جميلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فقد كان لطيفا و«جنتلمان» في تصرفاته معي. وفي بداية تعارفنا كنا نقدم عروضا بالإسكندرية، وكنت أدرس بمعهد الفنون المسرحية بالقاهرة، وكنت أسافر للامتحان في القاهرة، ومن ثم أعود مرة أخرى إلى الإسكندرية لتقديم عروض فرقة رضا. وكان حسن دوما يأتي معي، ولا يتركني بمفردي، فكان يسافر معي. أما عن الزواج، فأهم ما ميز حسن، أنه صاحب مؤهل عال، فعائلتي كانت تشترط في من يتقدم للزواج مني أن يكون صاحب مستقبل، والفن بالنسبة إليه هواية، وكان حسن كذلك، وعند تخرجه في كلية العلوم عمل بوزارة الصناعة، لمدة عشر سنوات، قبل أن يتفرغ للفن.

 ماذا تذكرين من تجربتك مع (فرقة رضا)؟

 منذ الطفولة وأنا أعشق الرقص، الحركة، حب التقليد، وأحب أن أفعل كل ما تفعله سعاد حسني، من هنا دخلت فرقة (محمود رضا) الاستعراضية.

لقد شجعتني على ذلك أمي، وأعتقد أن تجربة (فرقة رضا) كانت أجمل أيام عمري، مليئة بالذكريات الجميلة، التي أرى أن أهمها أننا كنا نسافر إلى كل بلاد العالم، ما أكسبنا خبرات عديدة وثقافات مختلفة، فضلا عن الالتزام

وعشق الفن دون مقابل. وأعتقد أن عودة الفرقة إلى ما كانت عليه مستحيلة، فلو عادت (أم كلثوم) ستعود (فرقة رضا)، فالناس أصبحت تنظر إلى الرقص على أنه عيب.

ا لماذا لا نرى الآن سينما استعراضية برأيك إلا بمصر أو حتى بدول عربية أخرى؟

صعب؛ لأن التكلفة أصبحت مرتفعة جدا، فقد كان أجري في الفيلم آنذاك 100 جنيه. أما الآن، فالراقص أجره كبير في اليوم الواحد.. إذن، فالتكلفة من المستحيل أن تساعد على وجود أفلام مثل فيلم (غرام في الكرنك). وبالمناسبة، فإن الرقص لم يكن هدفي الأول في الفن، وقد لاحظ ذلك (محمود رضا)، الذي شجعني على دخول معهد التمثيل، لكن لم يكن في مسرحيات (صبحي) استعراضات، كذلك لم أجد عند زوجي (حسن عفيفي) مصمم الاستعراضات، أي تشجيع على الاشتراك في الاستعراضات. وبالتالي، انتصرت هناء الممثلة على الراقصة، على الرغم من كوني رقصت طوال 15 عامًا في (فرقة رضا)، لكن، للأسف الشديد، لم تعرض عليَّ أدوار استعراضية كان يمكنني من خلالها توظيف مواهبي آنذاك.

لم أُحرم من النجومية لكن لكل شيء ضريبة..

 بصراحة.. هل عدم خروجك من عباءة محمد صبحي حرمك النجومية في السينما؟

لم أُحرم من النجومية، لكن لكل شيء ضريبة، فأنا قررت اختيار المسرح، ولم أجد أفضل من مسرح صبحي؛ لأكمل مشواري خلاله، فكل ما يحدث لأي فنان من اختياره، وأنا سعيدة بوجودي في حيز محمد صبحي؛ لأنه حيز واسع جدا.

ما الفارق بين مسرح (صبحي) والمسارح الأخرى؟

لكل مسرح نظامه المستقل، فنحن نعمل في مسرح (صبحي) دون ملقن؛ لذا، يجب أن نكون قد حفظنا المسرحية بنسبة 100%، قبل بداية البروفات، كما أنه لا يوجد مدير للمسرح يُذكّر الفنان بموعد دوره على خشبة المسرح. والصعوبة تكمن في مواجهة الجمهور في الأيام الأولى من العرض؛ لأنها تقلل من نسبة الحفظ لدى الممثل.

 وما الفارق بين نجوم الكوميديا قديمًا وحديثًا؟

نجوم الكوميديا، حاليا، يتمتعون بخفة ظل عالية، لكن أعمالهم ليست كلها جيدة، والسبب، في ضعف النصوص التي تُقدم إليهم.

 لماذا لا تستطيعين مقاومة صبحي على المسرح وتضحكين على جمله؟

لأن عنصر المفاجأة يضحكني، وكان (محمد صبحي) يتعمّد أن يفاجئني كل يوم بـ(إفيهات) جديدة، خاصة في مسرحية (الجوكر). وبالتأكيد، هو أكثر فنان يضحكني في حياتي، ومن بعده عادل إمام، وسمير غانم، رحمة الله عليه.

لم أستوعب رحيل سمير غانم ولم أتجاوز حزني على زوجي حتى الآن

على ذكر الراحل سمير غانم، كيف تلقيت خبر وفاته؟

صدقني، إلى حد الساعة، لم أستوعب وفاته.. ربما، لأننا نعلم جميعا أن سمورة محب للحياة، وهو دائما مبتسم، رغم كل شي. ويمكن أن وفاته جاءت بسرعة، ولا اعتراض لقضاء الله عز وجل.

 قوّتك تكمن في إيمانك، هل هذا ما ساعدك على تجاوز محنة فقدانك زوجك حسن عفيفي؟

ونِعم بالله، لكنني لم أتجاوز حزني على زوجي إلى الآن، وما زلت أتحسّر عليه وأبكي لفقدانه..

أيّهما الأفضل لك، تكريمات الماضي أم الحاضر؟

لا مجال للمقارنة، تكريمات الماضي أفضل بكثير، لأنها كانت معدودة ولا تُمنح إلا للمميزين. في الماضي لم يكن في وسع أي فنان أن يحصد جائزة أو لقباً فنيا إلا بعد أن يقدّم مئات الأعمال الدرامية. أما اليوم، فمن السهل على الفنان الحصول على لقب أو جائزة، بمجرد أن يقدّم عملاً عاديا.

 لماذا لم تخلفك فنانة في المسرح حتى الآن؟

لأنني صادقة وأؤمن بما أقوم به، ولا أكذب على نفسي أو على الآخرين، هذا، فضلاً عن “الكاريزما” التي يهبها الله- سبحانه وتعالى- لمن يشاء. أضف إلى هذا، أحترم سؤالك، ولكن.. هذا لا يعني أن سيدة المسرح الأولى ومن دون منازع، سميحة أيوب، التي اعتبرها قدوتي الفنية ورمزا من رموز الفن المصري.

ماذا يمثّل لك المسرح؟

المسرح هو حبّي الأول والأخير، هو حياتي وعالمي الخاص، وسجّلت من خلاله تاريخاً مشرّفاً. أنا خرّيجة المعهد العالي للفنون المسرحية، ووقفت على خشبته كممثلة في سنّ السادسة عشرة، وعشت أجمل أيام حياتي فيه.

قد يكون عملي هو سبب استمراري في هذه الحياة بإذن الله..

من يلفت انتباهك من الفنانين الشباب؟

أحمد حلمي. فهو في رأيي فنان ذكي جدا، ويعرف كيف يختار أعماله، وزوجته الفنانة الجميلة منى زكي، والرائع كريم عبد العزيز. وكذلك، أعجبني كثيراً أداء محمد رمضان المميز في مسلسل موسى.

بمَ تنصحين الجيل الجديد؟

بالصدق.

رصيدك من الشائعات “صفر”، كيف استطعت تحقيق ذلك في وقت لا تسلم فيه أي فنانة قديماً أو حديثاً من الشائعات؟

 أؤمن بأنه لا توجد حياة خاصة وحياة عامة، فكوني قبلت أن أكون شخصية عامة فحياتي أصبحت كتابا مفتوحا لكل الناس. ودائما أقول: “إن اللى مش هعمله أمام الناس مش هعمله أمام ربنا، لأن ربنا شايفنا طول الوقت”.

ما هي الرسالة التي توجهينها إلى جمهورك بعد مشوارك الفني الطويل؟

العمل هو الذي يضفي المعنى على حياة أي إنسان، يعطي القيمة لوجوده، ربما لو اعتزلت التمثيل منذ فترة لما استطعت الوقوف على قدمي حتى الآن، بل قد يكون عملي هو سبب استمراري في هذه الحياة بإذن الله. رسالتي إلى جمهوري وإلى كلّ محبّ، هي السعي والاجتهاد في العمل، طالما لديك القدرة على القيام به، مهما بلغ بك العمر، وإذا أصررت على ذلك فستجد نفسك تنجز أشياء لا يقدر عليها الشباب، لأن المسألة تتعلق بالإرادة والعزيمة وحب الحياة، أكثر من كونها تعتمد على عدد سني العمر.

المرأة خلقت لتكون زوجة وأما ناجحة، وبعد ذلك تمتهن أي مهنة تريدها

 ألم يراودك الاعتزال في أيّ لحظة؟

أعمل في مهنة التمثيل منذ نعومة أظافري. وخلال هذا المشوار، قابلت العديد من المواقف الحزينة والسعيدة، نشأت وترعرعت على المسرح والشاشة وأمام أعين الجمهور، ومرّت السنوات كذلك، ولم أخجل مرّة من عمري أو التجاعيد التي ظهرت على وجهي، ولم أفكر في أي وقت من الأوقات في الاعتزال أو الابتعاد عن الجمهور، لأنني كبرت معهم، كما نجحت معهم، تعلقوا بي مثلما تعلّقت بهم، أصبحوا جزءا مني لا يمكن أن أستغني عنه أبداً، مثل روحي التي لو فقدتها أكون رحلت عن الحياة.

 ماذا أخذ منك الفن، وما الذي أعطاه إياه؟

 أعطاني الفن الكثير من حب الناس واحترامهم. لم يأخذ مني إلا ما أردت إعطاءه إياه. فأنا مؤمنة بأن المرأة خلقت لتكون زوجة وأما ناجحة، وبعد ذلك تمتهن مهنة التمثيل أو الصحافة أو أي مهنة تريدها، وإذا وجدت أن العمل أخذني عن بيتي، أخلع ثوب النجومية بمجرد دخولي المنزل وأبدأ في ممارسة أعمالي كأي ست بيت

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!