الجزائر
15 ألف وفاة سنويا والأطباء يدقون ناقوس الخطر

منع التدخين في الأماكن العمومية.. المجتمع يتحرك في انتظار الحكومة

الشروق أونلاين
  • 3222
  • 15
ح. م

شرّعت الجزائر منذ الاستقلال القوانين التي تمنع التدخين في الأماكن العمومية، إلا أنها بقيت مجرد حبر على ورق، صاحبتها ارتفاع في عدد الوفيات جراء التدخين الذي يحصد ببلادنا أكثر من 15 ألف شخص سنويا، رغم القوانين الردعية الخاصة بالتدخين التي لم تطبق بعد، بداية بقانون 1985 وصولا إلى قانون 2001 إضافة إلى عقوبات تسلط على المدخنين داخل المستشفيات ومن ثم المدخنين في الأماكن العمومية ضمانا لسلامة المواطن

وبهذا الخصوص كشف المختصون عن مخاطر التدخين، إذ تفيد المعطيات أن 90 ٪ من مرضى السرطان سببهم التدخين واستهلاك السجائر وما يتحسر عليه البدن، بعد الحالة المؤسفة التي آل إليها مجتمعنا برؤية أطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات يحملون سجائر بينما كان الشباب من الأجيال السابقة يتسترون عن أهاليهم ويدخنون خفية، الأمر الذي يعتبره البعض نذير خطر في الجزائر.

ويرجع السبب الرئيسي إلى سهولة اقتناء السجائر وتوفرها بكثرة، ناهيك عن مشاهدة الأطفال لمن هم أكبر منهم سنا من أفراد العائلة يدخنون، خاصة الآباء الذين هم المثل الأعلى لأبنائهم في سن الطفولة إضافة إلى المشاكل النفسية التي يكون أساسها الحياة الاجتماعية من تغيير السكن أو الحي وتغيير المدرسة ورفقاء السوء، رغبة إظهار الرجولة لدى المراهقين أو حتى الأطفال وغيرها.

أما عن النساء فتؤكد الإحصائيات أن حصيلة الموت لديهن بسبب التدخين أصبحت لا تبتعد كثيرا عن نظيرتها لدى الرجال، إذ أن أكثر من مليون امرأة يتوفين عالميا من جراء التدخين كون الدخان الذي يتسرب عن السيجارة المحترقة يضر بالدرجة الأولى المحيطين بها في الغرفة فمستنشق دخان السيجارة هو الأكثر تضررا من مدخنها، حيث أن المدخن يستهلك 15 ٪ من النيكوتين فيما يستهلك مستنشقها كل النسبة المتبقية وهو ما يعرف بالتدخين السلبي وهي النظرية التي أثبتت بتجربة أجريت في كندا أفضت إلى أن الإنسان الذي لا يدخن ويعمل في حانة يكثر فيها مستهلكو السجائر يجد نفسه آخر النهار الأكثر تضررا، معناه أن كل ما تم استهلاكه من سجائر الحانة يذهب مباشرة إليه.

 هذا وحذر المختصون، الآباء من تكليف أبنائهم بشراء السجائر لأن هذا يعمل على إنشاء قابلية التدخين لدى الطفل بنسبة 90 ٪ متوجهين بنصيحة إلى المدخنين بالابتعاد عن إزعاج من حولهم بالتدخين الذي يقوم بتحطيم كل أعضاء الجسم عبر مراحل، كما أنه يساهم بالدرجة الأولى في تبلور وتطور الأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم وكذا السرطان.

هذا وركز آخرون على خطورة التدخين على الأعضاء والذي من شأنه إتلاف الخلايا والألياف الحساسة في الجسم مبينين أن درجة حرارة السيجارة عند احتراقها تبلغ 100 درجة مئوية العدد الذي يضرب في 37 وهي درجة حرارة الإنسان العادي، هذه المعادلة التي ينجم عنها احتراق بطيء للألياف والخلايا الحساسة للجسم مع مرور الزمن لتظهر في الأخير على شكل أورام تتبلور إلى خلايا سرطانية عادة ما تستهدف الرئتين والشفتين وحتى الحنجرة، التي تعتبر من السرطانات الشائعة لدى المدخنين والتي تتطلب استئصال الحنجرة وإجراء ثقب فيها عن طريق عملية جراحية تجرى على مستوى الرقبة لتسمح بخروج الصوت وبمساعدة الأدوية والتمرينات المستمرة وتكون نهايتها الموت.

وكما يبدو فإن المجتمع المدني لم يقف مكتوف الأيدي إلى الأبد أمام سجائر تقتل المئات سنويا، وتتربص بهم في كل الأمكنة في الشارع والمقهى والإدارات ووسائل النقل والمدارس والمصانع، حيث لم تعد حملات التوعية تكفي أمام هذا الدخان الذي يغير لونه وشكله وحجمه حتى ينفذ إلى الناس من كل المنافذ، وفي هذا الظرف تبدو الحاجة ماسة إلى إجراءات تهم السياسات العمومية وأول الغيث يأتي بتطبيق القوانين التي من شأنها أن تحمي على الأقل المواطنين غير المدخنين.

مقالات ذات صلة