-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من‮ ‬برباروس‮.. ‬إلى‭ ‬غوانتنامو

الشروق أونلاين
  • 1337
  • 0
من‮ ‬برباروس‮.. ‬إلى‭ ‬غوانتنامو

عبد‮ ‬الناصر

نتفق جميعا على أننا شاركنا في عجن الأزمة الأمنية والإجتماعية والإقتصادية وطهي خبزها الأسود.. لأجل ذلك جاء الوئام المدني والمصالحة الوطنية كاعتراف من الدولة ومن الشعب بتورط الجميع في تمكين أسباب اللهب، وضرورة مشاركة الجميع في إطفاء هذا اللهب.. ونتفق أيضا على أن السجون والمعتقلات هي سياسة غربية في تاريخها وجغرافيتها وكل أنواع التعذيب والإعدامات هي من إبداع هذا الغرب الذي ثار ضد أحكام طالت ممرضات بلغاريات متورطات في زرع فيروس الإيدز في أجساد البراءة. وثار ضد سلاح مقاومة قابع في غمده إلى حين العدوان، ولا تحركه هاته‮ ‬التجاوزات‮ ‬التي‮ ‬يتجرع‮ ‬علقمها‮ ‬أبناؤنا‮ ‬في‮ ‬مواطن‮ ‬غربية‮.‬مشكلتنا أننا نسينا أن المحجوزين في غوانتنامو من الجزائريين هم أيضا معنيون بالمصالحة، وقبل ذلك يجب بذل أي شيء لأجل فك قيودهم وتحريرهم كما فعلت استراليا مع مواطنها الذي زجت به أمريكا في غياهيب غوانتنامو فأعادته استراليا إلى أراضيها حتي لا يتعرض إلى ألوان العذاب التي يتفنن فيها زبانية غوانتنامو على أجساد ومعنويات الجزائريين..

فالتاريخ الإسرائيلي الحديث جدا يشهد على أن الدولة العبرية أقامت حرب لبنان 1982 التي لم تقعدها لحد الآن، لأن أحد دبلوماسييها تعرض للإغتيال، ويشهد حاضرها على أنها أشعلت المنطقة نارا في الصائفة الماضية بعد اختطاف جنديين من قواتها، كما حركت بريطانيا كل أساطيلها دفاعا عن بحاراتها المحتجزين في الحفظ والصون في إيران، ولم يغمض لها جفن إلا بعد إطلاق سراحهم، أما عندنا فقد جاوز الظالمون المدى من الإعتقال بلا محاكمة إلى التعذيب في حالة المرض النفسي.. هل نبقى في انتظار تحرك الغرب وحتى الأمريكان لأجل إغلاق معتقل غوانتنامو الذي يقبع فيه سجناء ولدوا في الجزائر ودرسوا في الجزائر وسيعودون إلى الجزائر وسيموتون في الجزائر، هم الذين صنعوا حجارة وحديد ونار ومشانق برباروس والكدية وأبو غريب وغوانتنامو ونحن دائما كنا‮ ‬ومانزال‮ ‬النزلاء‭ ‬بدون‮ ‬تهم‮ ‬وبدون‮ ‬محاكمة‮ ‬والأدهى‭ ‬والأمر‮ ‬بدون‮ ‬محامين‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!