-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ما لا يقال

من أعراب لورانس إلى عرب أوباما ( 2 )

من  أعراب  لورانس  إلى  عرب  أوباما  ( 2 )

لقد حمل العرب والمسلمون مع انتشار الإسلام فكرة الجهاد في مواجهة العدو الافتراضي وهو ” الآخر ” المناهض للفكر الإسلامي والمسلمين .

  • وكان العدو الافتراضي للعالم العربي الإسلامي خلال الخلافة الإسلامية بقيادة تركيا هو “الغرب المسيحي” لكن مع دخول لورانس على الخط العربي صار العدو الافتراضي هو “الأتراك”، وبعد تفكيك العالم العربي والإسلامي على خريطة (سايس بيكو) وقيام الكيان الصهيوني صار الحكام  العرب  حلفاء  الغرب  المسيحي،  والعدو الحقيقي  للشعوب  العربية  الإسلامية  هو  إسرائيل  ومن  يقفون  وراءها .
  • من  الخطر  الصهيوني  إلى  الخطر  الإيراني؟ !
  • استيقظت الشعوب العربية والإسلامية على “دُمَّل” مغروس في جسدها ولا تستطيع استئصاله وهو عدو حقيقي وليس افتراضيا، لكن مساجد السعودية حولته إلى عدو افتراضي بـ (لعن الشيوعية والصهيونية) خلال خطب الجمعة.
  • وبالرغم من اختلاف الزعماء العرب فإنهم من المرحوم فيصل وعبد الناصر وحافظ الأسد إلى معمر القذافي استمروا في تكريس العدو الافتراضي للعرب والمسلمين وهم الصهاينة، في الوقت الذي بدأت فكرة تحطيم جدار العداوة تتكسر على “أهرامات أنور السادات” وملوك آخرين.
  • وأصبح العِداء الشعبي في مصر وبقية الأقطار العربية للكيان الصهيوني مصدر قلق وهاجس خوف للغرب بقيادة أمريكا بعد سقوط جدار برلين والتحاق روسيا ودويلاتها بأوروبا. وكانت أحداث الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 خطا أحمر بين العالم الغربي المسيحي بقيادة أمريكا والعالم العربي الإسلامي بقيادة إيران، فالغرب كشف عن عداوته للإسلام والمسلمين؛ فالحروب الاستباقية لأمريكا والغرب في العالم الإسلامي والعربي زادت من حدة الصراع، والقطبية الثنائية الإشتراكية والرأسمالية تحولت إلى قطبية ثنائية إسلام ومسيحية، مما جعل المخابر الأمريكية والغربية تبحث عن بدائل لمحو العداوة لإسرائيل والكيان الصهيوني وأمريكا، فكانت أحداث الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 “صناعة أمريكية” لوضع حد لما يسمى بـ (الصحوة الإسلامية)، وكانت بداية “التحريض” على الإسلام والتذكير بالحروب الصليبية. وشارك في الحملة زعيم الفاتيكان، وكانت  الضحية  هي  أفغانستان  ثم  العراق  بعد  جره  إلى  حرب  مع  إيران  وتوريطه  في  غزو  دولة  الكويت .
  • كشفت الحروب التي قادتها أمريكا ضد الدول الإسلامية والعربية عن وجود “ثغرة” في المذاهب الدينية قد تسهل مهمة التناحر بين المسلمين؛ فمشروع “الدولة الإسلامية” في بلاد الإسلام وضعته كـ “مطلب عاجل” لدى الأعراب من “الأمراء الجدد” الذين تنكروا لأوطانهم ودافعوا عن “وهم ” ” الأممية  الإسلامية ” لمواجهة  ما  يسمى  بـ ( أعداء  الإسلام  من  المسلمين ) أو  الطغاة  ممن  ينتمون  إلى  الدولة .
  • ولأن “القاعدة” هي الوجه الثاني لأمريكا الذي لم تحققه بـ (العقيدة الليبرالية) فقد اختلقت حربا ضدها. فالقاعدة أساسها اختلاف الأجناس والأعراق وقاعدتها هي الإسلام، وأمريكا هي اختلاف الأجناس والأعراق والديانات وقاعدتها هي القوة بمفهومها العقدي على المستوى العسكري والاقتصادي والمالي، والخيط الرابط ما بين القاعدة وأمريكا هو “الدولة اليهودية” التي تتكون من مختلف الأجناس والأعراق على الطريقة الأمريكية “والقاعدية”، ولكنها تسعى إلى استئصال الشعب الفلسطيني. وهذا “الثلاثي” أمريكا وإسرائيل والقاعدة هو “الثالوث المحرم” في  الفكر  الجديد،  لأنه  لا  يعترف  بـ  ( حق  الإنسان  في  الحياة ) فالجرائم  الإنسانية  هي  التي  تجمع  بين  أمريكا  وإسرائيل والقاعدة .
  • حين كانت الكنيسة هي التي تعطى “صكوك الغفران” في الغرب، وجد الفكر الغربي في الفكر الإسلامي ما جعله يتحرر بنقل الصراع إلى داخل الكنيسة بين الكاثوليك والبروتستانت، وكانت النتيجة انفصال الكنيسة عن نظام الحكم وقيام “دولة الفاتيكان”.
  • واليوم  يعود  الغرب  إلى  الكنيسة  ليقود  ” حربا  مقدسة ” ضد  الإسلام  بالرغم  من  أن  صورة  الكنيسة  ارتبطت  بالشذوذ  الجنسي،  والجمعيات  المناهضة  لما  يجري  في  الكنائس أكبر  شاهد  على  ما  أدعيه .
  • وقصة الاعتداء على طفلة لم تتجاوز 15 سنة في مكة أثناء العمرة ليست بعيدة عن محاولة تدنيس المقدسات الإسلامية بـ (الشذوذ)، ولا أستبعد أن تكون وراء ما حدث لـ “سارة بن ويس الخطيب” يوم الأربعاء 15 سبتمبر 2010 “شبهة” الشذوذ الجنسي بهدف القيام بحملة لمناهضة من يشرفون على البيوت المقدسة، باعتبار أن الإعتداء الأمريكي على المساجد والإرهاب المسلط على المصلين في المساجد، وما قام به سلمان رشدي، وما قامت به أنجيلا ماركل بتكريم من حاول برسومه أن يسيئ إلى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، وفكرة إحراق المصاحف في أمريكا وغيرها،  هي  ” سلوكات ” مبرمجة  في  الأجندة  الغربية  الأمريكية .
  • صحيح  أن  ذلك  عزّز  وحصّن  المسلمين  وجعل  المواطن  الغربي  يكتشف  قوة  الإسلام  في  مواجهة  التعذيب  في  غونتانامو  و ” أبوغريب ” والسجون  العربية .
  • ولعل  هذا  ما  جعل  المخابر  تجتهد  في  عدم  ” الأقليات  الدينية ” وخاصة  المسيحية  في  الوطن  العربي  والعالم  الإسلامي،  واستغلال  ” الإسلام ” في  المنابر  الدولية  الغربية .
  • لقد وجدت أمريكا في الصراع الموروث بين الشيعة والسنة “ثغرة” للتسلل إلى العراق، وفضل أوباما مخاطبة العرب والمسلمين من منبر “القاهرة” وأن تكون زيارته الأولى للسعودية لدعم المشروع الجديد وهو “الخطر الإيراني القادم”.
  • ( يتبع )
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!