-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من الحزب إلى الكتيبة

الشروق أونلاين
  • 4560
  • 2
من  الحزب  إلى  الكتيبة

ترى ما العلاقة بين ما تقوم به فرنسا هذه الأيام من تدخلات عسكرية مباشرة وغير مباشرة في منطقة الساحل الإفريقي ومحاولة الدفع ببعض بلدانه كموريتانيا إلى التدخل والاعتداء على جيرانها بدعوى مكافحة الإرهاب والعمليات الاستباقية وملاحقة الخاطفين، وبين الزيارات المكوكية الكثيفة التي يقوم بها الفرنسيون من كل الآفاق السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية إلى الجزائر بدعوات وبدون دعوات؟

  • الجواب هو أن فرنسا أصبحت تتصرف تجاه الجزائر وكأن هناك جزائر سياسية وجزائر اقتصادية وجزائر ثورية وجزائر ثقافية وجزائر أمنية وجزائر في الجنوب وأخرى في الشمال.. مستغلة في ذلك حالة التشرذم والوهن والفرقة الداخلية التي تعيشها الجزائر في علاقتها مع فرنسا حتى أصبح الفرنسيون يختارون ما شاؤوا من القطاعات التي يريدون الاستحواذ عليها بدون قيد أو شرط، أو الخضوع للشروط والمقاييس التي تفرضها القوانين الجزائرية كعدم المرور بالمناقصات، ولذلك فهم لا يختارون الاستثمار إلا في القطاعات ذات الربح السريع كالتجارة أو بيع السلع الفرنسية في الأسواق الجزائرية، أو الاستحواذ على قطاعات الخدمات والتسيير مثلما استحوذوا على مؤسسات توزيع المياه عبر التراب الوطني وعلى المناصب الإدارية الحساسة في مركب الحجار وشركات الهاتف والاتصالات وبعض مصانع الاسمنت..
  • وفي الوقت الذي ترفض فيه الجزائر زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بناء على تصريحاته التي ربط فيها تحسن العلاقات الفرنسية الجزائرية لرحيل جيل الثورة من الحكم في الجزائر، تفتح الأبواب على مصراعيها لبقية المسؤولين الفرنسيين وحتى للأقدام السوداء يجوبون الجزائر طولا وعرضا بحثا عن المصالح الاقتصادية وغير الاقتصادية من خلال ممارسة المضاربة والتضليل والخلط في المواقف والتصريحات مثلما فعل وزير الدفاع الفرنسي الأسبق بيار شوفنمان الذي بدا في محاضرة ألقاها أول أمس بالمركز الثقافي الفرنسي في الجزائر، وكأنه مناقض للوزير كوشنير المرفوض، ولكنه في حقيقة الأمر مكمل له وللسياسة الفرنسية ككل وجاء الجزائر في إطار اقتسام المسؤولين الفرنسيين لمهمة نفخ الساخن والبارد تجاه الجزائر ومحاولة إقحامها حتى في متاهات السياسة الداخلية في فرنسا، فتحدث عن قضية منع ارتداء البرقع في فرنسا وكأنه يعني الجزائر بالدرجة الأولى مع أن الجزائر لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بهذا الهندام سواء في الداخل أو في الخارج، وتحدث عن قضية اعتراف فرنسا بجرائم استعمارها للجزائر وكأنه صديق للثورة الجزائرية وللشعب الجزائري ولكنه قال إنه لا يمكن لفرنسا أن تعترف بما اقترفت، لأن ذلك سيؤدي حتما إلى محاكمة الأفراد.. وفي قضية الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي والرهائن تحاول فرنسا استدراج الجزائر إلى الاندماج في المشروع الفرنسي المشكوك فيه في مكافحة والتخلي عن مبادئها والتزاماتها مع البلدان المعنية مباشرة في المنطقة، مستعملة في ذلك التصريحات الملفقة للمسؤولين الجزائريين العاجزين عن الرد أو الدفاع عن أنفسهم، وهذا في نفس الوقت الذي تقوم فيه فرنسا بدفع المغرب يوميا إلى التحرش بالجزائر في قضية الصحراء الغربية والحدود المغلقة بين البلدين.
  • ولكن ما كان هذا ليتحقق لفرنسا لولا اللوبي الفرنسي من الجزائريين العاملين من أجل التمكين لفرنسا في الجزائر بشكل مطلق وشامل، حتى أن الحديث القديم عن حزب فرنسا في الجزائر بكل ما تحمله كلمة حزب من معاني الرقي السياسي والعمل الشفاف بالوسائل السلمية، أصبح حديثا غير لائق تماما ولا يفي بالغرض في وصف الوضع الجزائري مع فرنسا، والصحيح هو الحديث عن كتيبة فرنسية من اللفيف الأجنبي والصبايحية الجدد مدججة بكل أنواع الأسلحة وتعمل على بث الدمار الشامل وتغذية التفكك الحاصل في صفوف الجزائريين.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • بدون اسم

    C'est ce genre d'article qu'on veut
    Enfin le niveau est élevé.
    Bonne continuation

  • عبد القادر مباركي

    خير الكلام ما قل ودل و قولك يا سي سالم زاوي :"والصحيح هو الحديث عن كتيبة فرنسية من اللفيف الأجنبي والصبايحية الجدد مدججة بكل أنواع الأسلحة وتعمل على بث الدمار الشامل وتغذية التفكك الحاصل في صفوف الجزائريين."
    هذه هي الحقيقة باقي الكلام عن الجزائر و فرنسا ماهو إلاتضييع للوقت و ذر للرماد في العيون و تضليل للشعب و تحويله عن سبب مشاكلنا كلها.