-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من المسؤول؟!

الشروق أونلاين
  • 1946
  • 0
من المسؤول؟!

نسيم لكحل
nassim219@yahoo.fr

قد يكون تحرك وزارة التربية من أجل تدارك الخطأ الفادح في النشيد الوطني الجزائري، بمثابة أضعف الإيمان الذي كان يجب أن تقوم به، وستبقى هذه الخطوة مبتورة ومنقوصة إذا لم تتبعها خطوات أخرى تتعلق تحديدا بمعاقبة المتسببين في هذه الأخطاء التي تمس بهوية هذا الشعب وتكشف عن أوجه تآمر بعض الجهات التغريبية التي لا ترضى أن تبقى ساعة الحساب قائمة مع فرنسا إلى يوم الدين فلم تجد سوى أن تحذف ذلك المقطع المهم من السلام الوطني الجزائري الذي يذكر الفرنسيين بجرائمهم في حق هذا الشعب العظيم.لو كان مسؤولو القطاع يحسون حقيقة بجسامة هذا الخطأ الذي يدخل في خانة الأخطاء غير المغتفرة فقد كان عليهم أن يسحبوا الكتاب من الأسواق وليس تنقيحه بمطويات قد لا يبقى عند التلاميذ طويلا أو قد لا تصل الكثيرين منهم، ولكن ما دام الحال على هذا المنوال فالأخطاء من هذا النوع سوف تبقى تتكرر وتتكرر ما دام أن البعض يفعلها مع سبق الإصرار والترصد.
السؤال المطروح هو لماذا تسعى وزارة التربية الوطنية التي تعنى بمهمة الحفاظ على هوية هذا الشعب، إلى تبسيط حجم الخطأ ولا تبحث عن المتسببين لمنع حدوث مثل هذه المؤامرات مستقبلا أن هؤلاء المسؤولين مقتنعون بأن هذه الأخطاء لا تختلف في شيء عن أي خطأ مطبعي أو نحوي عادي لا يؤثر على الهوية ولا على معنى الكلام، أم ما سر هذا الخنوع في التعامل مثل هذه الحوادث المقصودة؟.
قد يسخر بعض هؤلاء المسؤولين من هذا التساؤل وقد يضرهم هذا الكلام أكثر مما ضرهم ذلك الخطأ الذي ارتكبوه في كتب تكوين الناشئة وجيل الغد من الجزائريين، ولكن يجب أن يتذكروا أن فرنسا انتظرت قرابة الخمسين سنة كاملة لتتكرم علينا مؤخرا بخريطة انتشار الألغام التي نشرتها إبان الفترة الإستعمارية، في خطوة استفزازية لا أكثر ولا أقل، لأنهم تأخروا كثيرا في تقديم هذه الخرائط التي قد تكون فقدت صلاحيتها خاصة مع التغيرات المناخية وحركة التربة التي حدثت طوال نصف قرن من الزمن..
عندما يدرك المسؤلون في المقام الأول مدى خطورة التلاعب بالتاريخ، ويحرصون على قطع الطريق أمام المتلاعبين بذاكرة هذا الشعب، هنا فقط يمكن أن نثق في عدم تكرر مثل هذه الأخطاء الفادحة.. أما المضي في سياسة تهوين الأمور والبحث عن أسهل الحلول فتلك هي المسخرة الحقيقية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!