-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سفيرة الطبخ الجزائري الشاف ياسمينة سلام

من دار العلم إلى دار جدي.. 30 سنة كفاحا

فاروق كداش
  • 1408
  • 0
من دار العلم إلى دار جدي.. 30 سنة كفاحا

امرأة، بثغر بشوش، يعكس قلبها المرهف.. حياتها تدريس وتدريب، وعشقها طبخ وطهي، وبحث في تاريخ المطبخ الجزائري. ليست صاحبة مطعم، بل المضيفة في دار جدها، التي تمنحك رحلة عبر القرون، تجعلك تعشق تراثك، أكثر من ذي قبل. الشروق العربي، تكرم سفيرة الطبخ الجزائري الحقيقية، عبر هذا البورتريه، وقد ننسخ مثلا شهيرا لوصفها: “أقرب طريق إلى قلب ياسمينة، لا يمر إلا عبر حبها الجزائر”.

بعد ثلاثين عامًا من التدريس، في المدرسة العليا للتعليم العالي والمعهد الوطني للهندسة الزراعية، تخلت ياسمينة سلام، وهي مهندسة زراعية، حاصلة على درجة ماجستير في حماية الطبيعة، عن مهنة التدريس، لترتدي مئزر الطبخ، وتكرس نفسها لأكثر شيء تحبه “الطبخ العضوي والنظام الغذائي، بالنكهات المحلية”. في عام 2011، افتتحت الشاف ياسمينة مطعهما الخاص، في منزلها في بوشاوي، الذي أطلقت عليه اسم “دار جدي”، وأرادته تجربة شخصية، ودعوة حميمية إلى تذوق الأطباق المحلية. لكن، في ديكور عائلي دافئ. شاركت في العديد من برامج الطبخ، في مشوارها، أهمها ماستر شيف، الذي بثته قناة الشروق.. ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف نشاطها. فهي الطباخة الدؤوب والباحثة في فن الطبخ. في 2016، أطلقت سلسلة من المنتجات العضوية، التي تمكنت حتى من تصديرها، بعد مشاركتها في معرض خاص بميامي الأمريكية. وتستحضر الشاف ياسمينة هذه التجربة بابتسامة عريضة: “أمضيت الليلة مع زوجي وابني، ونحن نحاول ملء ملعقة بعصير الزنجبيل، الذي حصلت عليه من وصفة من وصفات جدتي”.

عام 2019، توجت جهودها في هذا المجال، بافتتاح متجر “التوابل الرهيفة”، في سعيد حمدين بالعاصمة.

وقد استمدت ياسمينة وصفاتها من المنتجات المحلية، لتصميم هذه المستحضرات العضوية، المعروضة للبيع، كالخل، والهيدرولات، والثوم الأسود، والطماطم المجففة، والمربى.. ويضم محلها حاليًا نحو ستين منتجًا متاحًا، ولكنها، قد تتمكن من زيادة العدد إلى ما يزيد عن 200 منتج عضوي جزائري”.

تقول الشاف ياسمينة عن تجربة الطهي: “من السهل مزج الطعام والمكونات، من خلال تطبيق الوصفات للطهي”. وتضيف: “لكن معرفة الأطعمة التي نأكلها، وفهم الطريقة التي نطبخها بها، تؤثر على مذاقها. والأهم، هو كيفية الحصول على فوائد هذه الأطعمة لأكل صحي”.

تؤكد الشاف ياسمينة أن الطبخ الجزائري تأثر بحضارات كثيرة، أولها المطبخ الروماني. ولكن أكثر المطابخ التي وضعت بصمتها على وصفاتنا المذهلة، هما المطبخان العباسي والعثماني، من خلال الفتوحات الإسلامية والإيالة العثمانية في الجزائر.. والدليل، أن لدينا العديد من الأكلات التي تشبه ما يأكله المشارقة والأتراك.

الطبخ الجزائري عالمي

أثمرت مساعي الشيف ياسمينة سلام، في المحافظة على الطبخ الجزائري، بحصولها على العديد من الميداليات والألقاب، التي قد يكون آخرها الجائزة الأولى في الطبخ “غورماند كوكبوك أواردس”، التي تنظمها السويد، عن كتابها، “ذاكرة فن الطبخ الجزائري”، عن فئة تاريخ فن الطبخ. وقد تنافس على هذه الجائزة أكثر من 100 ألف كتاب، من 230 دولة ومنطقة.

وقد اتبعت الشيف باسمينة، في كتابها، منهجا علميا بحتا. واعتمدت مراجع تاريخية، وقطعت الشك بالحجة القاطعة، عن تاريخ الوصفات الجزائرية. وأخذت القارئ في رحلة عبر الزمن، وأجلسته إلى موائد الأجداد، وأسالت لعابه أمام الدجاج النوميدي العريق، والتمر المحشي، الذي ذكره أبيسيوس، وأذاقته الكسكس الأصيل والسفيرية و”روز البراطل”.. وتعرضت للعديد من الوصفات المندثرة، كحلوى العنب والتفينة وبيسيس أرغان.. ووضعت الأكلات الشعبية في إطارها، مثل المرقاز، الذي سرقه لصوص التراث، ونسبوه إليهم، غير أنه جزائري محض. ولم تنس الشاف ياسمينة أن تخص الشاي بالياسمين الجزائري، بلفتة، في كتابها المكون من 110 صفحة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!