-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مدرب الفريق المحلي الجزائري مجيد بوقرة:

من صمام الدفاع في المنتحب الأول إلى مهندس في المنتحب المحلي

صالح عزوز
  • 1233
  • 0
من صمام الدفاع في المنتحب الأول إلى مهندس في المنتحب المحلي

مسيرة كروية ناجحة كلاعب، وهو أمر لا يختلف فيه عاقلان، واليوم يقف على خط التماس كمدرب الفريق المحلي الجزائري، الذي حقق معه إلى حد الساعة، نتائج طيبة، وبداية التأسيس لمشوار مدرب من طينة الكبار، رغم اختلاف الآراء في طريقة تسييره للفريق، وقدرته على تسيير هذه التوليفة من لاعبين مهاريين في كل المستويات.. لكن الأهم من هذه التعليقات، هو ما صنعه إلى حد الساعة، مع فريق يقف على العارضة الفنية له منذ بضع مقابلات. إنه “الماجيك”، وأنه صخرة الدفاع، وأنه المدافع الذي يقف أمام عرين الفريق الوطني بالأمس، وقد كان رقما مميزا، في الكثير من المقابلات، إنه اللاعب السابق للفريق الوطني، المدرب الحالي للفريق المحلي الجزائري، مجيد بوقرة.

طفل في ثوب بطل

بالعودة إلى المسيرة الرياضية التي رسمها هذا اللاعب، منذ أن استهوته الكرة، وأراد أن يكون رقما مميزا فيها، فقد أمضى مع فريق “قوينون” كأول عقد احترافي له، قادما من فريق “فيتمي”، لأقل من 14 سنة، لكنه وكغيره من اللاعبين الجزائريين، لم يلق ذلك الدعم المرجو منه، من طرف المحيط الذي يلعب فيه، رغم مهارته وقوته الفنية وكذا الجسدية، ويقال إنه بسبب تمسكه بالصيام، وهو الأمر الذي لم يهضمه القائمون عن شؤون هذا الفريق في فرنسا، واعتبروه تجاوزا لتعليمات المدرب والقانون الداخلي للفريق. لذا، كان واجبا عليه تغيير المناخ والوجهة، ليحط الرحال بعدها خارج فرنسا في فريق “ألكسندرا”، من الدرجة الثالثة في إنجلترا، ثم التحول إلى “شيفيلد وينزداي” ويمر على فريق “تشارلتون أثليتيك”، ليصل إلى المحطة الأهم في حياته الرياضية، وهو نادي “غلاسغو رينجرز”، ويمضي له ويرسم على مسيرة رياضية هناك، وصفت بالرائعة من طرف كل من تتبع أثر هذا اللاعب، الذي خرج من فرنسا وهو في أوج العطاء، وتحولت بذلك أنظار الجماهير الجزائرية نحو هذه البطولة، بحثا عن “الماجيك” الذي أسال العرق البارد، للكثير ممن كانوا يعتقدون أنهم يتقنون فن تجاوز المدافعين، وكان بالفعل، خير سفير للكرة الجزائرية هناك، لا يزال إلى حد الساعة يلقى الشكر والمدح من طرف عشاق الفريق الأزرق هناك.

من أسكتلندا العريقة إلى دوري النجوم بقطر

بعد مسيرة وهاجة وكبيرة في الفريق الأسكتلندي، بحيث كان من بين صناع تاريخ وأمجاد هذا النادي في تلك الفترة، بشهادة كل من عرفه ووقف على فنياته وتمرسه، وكل ما واجهه في ميادين الكرة، غيّر الوجهة مرة أخرى، لكن اختار هذه المرة دوريا عربيا، وإلى فريق الخويا القطري بالضبط، وكان له شأن كبير هناك، حيث ساهم وبشكل كبير في فوز الفريق بالدوري القطرية 2012/2013، لم يكن المدافع فحسب بل سجل العديد من الأهداف في تلك الفترة، التي قضاها في هذا الفريق، ليكون بذلك المدافع الشرس والصخرة الصلبة أمام المهاجمين، وفي نفس الوقت المهاجم قناص الأهداف، وهي الميزة التي كان يتميز به في كل مشواره الرياضي، حيث سجل أهدافا كان وزنها من ذهب، ورجحت الكفة في الكثير من المناسبات.

صمام الأمان في المنتحب الوطني

كان مجيد بوقرة، مفتاح الكثير من المقابلات بعد التحاقه بالمنتحب الوطني سنة 2003، فقد لعب له 39 مقابلة رسمية، سجل ثلاثة أهداف كانت فاصلة، خاصة الهدف الثالث الذي سجله في مشواره مع الفريق الوطني، ضد فريق ساحل العاج، الذي أعاد الجزائر من بعيد، واستطاعت الجزائر بعدها، أن تتجاوز فريق الفيلة وتتأهل للنصف النهائي.

أرقام جماعية وفردية عديدة

يحمل اللاعب السابق للمنتحب الوطني، المدرب الحالي للفريق المحلي الكثير من الألقاب، تبقى شاهدة على مسيرة رياضية ناجحة على طول الخط، وتبقى ذكرياته محفورة في ذاكرة كل من أحب هذا اللاعب، سواء في الفريق الوطني أم في الفرق التي لعب لها.

وبالعودة إلى أرقام “الماجيك” التي نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر، فقد تحصل على كأس أسكتلندا الممتازة سنة 2009، وكذا كأس الرابطة الأسكتلندية 2010.2011، أما على مستوى نجوم قطر، فقد نال الدوري مع فريقه الخويا في موسمين سنة 2011 – 20012 وكذا 2013 -2014، بالإضافة إلى كأس سمو ولي عهد دولة قطر سنة 2013.

أما على المستوى الفردي، الذي يعكس بحق مجهودات مجيد بوقرة في الميدان، فقد نال العديد من الجوائز، التي ستبقى شهادة اعتراف وإشادة من طرف الكثير من الهيئات الرياضية، سواء هنا في الجزائر، أم خارج الجزائر في الدول العربية أو الأوروبية، وهي كل المساحة التي شغلها خلال مشواره الرياضي، على غرار جائزة أفضل لاعب عربي: 2009 – 2010 من طرف مجلة “الحدث الرياضي” اللبنانية، بالإضافة إلى الكرة الذهبية لأفضل لاعب جزائري في موسم 2009 -2010، نال كذلك مكانا في التشكيلة المثالية لسنة 2010 في كأس إفريقا في أنغولا، وأفضل لاعب عربي 2009 من طرف موقع “العربية.نت”، كما تحصل على لقب، أفضل لاعب عربي محترف في الدوريات الأوروبية سنة 2010، من برنامج صدى الملاعب لقناة “أم بي سي”، وكذا الكرة الذهبية لموقع “دي زاد فوت” 2009، 2010.

هي بصمات لاعب ناجح في عالم المستديرة، استطاع أن يفرض نفسه في الكثير من لمحطات، وأن يكون من بين أفضل اللاعبين، سواء في الأندية التي لعب لها، وكذا في الفريق الوطني الجزائري، وهاهو اليوم يبصم على مسيرة تدريبية ناجحة إلى حد الساعة، رغم ما يقال على بعض اختياراته، بالرغم أن الحكم سابق لأوانه. فهل سيعلق اسمه في يوم ما إلى جانب اسم جمال بلماضي مدرب الفريق الأول، ويضم اسمه إلى أحسن المدربين في تاريخ الكرة الجزائرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!