-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجمة الدراما السورية نبال الجزائري لمجلة الشروق العربي

من فشلي تعلمت ألا أستكين وكما للحصان صحوة له كبوة

طارق معوش
  • 1200
  • 0
من فشلي تعلمت ألا أستكين وكما للحصان صحوة له كبوة
تصوير: داوود الشامي

ضيفتنا فنانة تملك مقداراً كبيراً من قوة الشخصية والثقة بالنفس، فهي تعرف ما تريد بدقة وتسعى لتحقيق طموحاتها بدأب عن إيمان بفنها وبما تقدم من أعمال.

دخلت مجال الفن عن حب فنوّعت خياراتها وانطلقت تعبّر عن ذاتها عبر أدوار مختلفة رافضة التقوقع ضمن نمط معين من الشخصيات نذكر منها دورها بمسلسل يوميات جميل وهناء ومسلسل عيلة 8 نجوم – نساء صغيرات – جواد الليل – البيوت أسرار – كوابيس – أشواك ناعمة ومسلسل صبايا والعديد من الأعمال الدرامية الأخرى

هي نجمة الدراما السورية نبال الجزائري، في لقاء خاص لمجلة الشروق العربي

فكرة الاعتزال غير مطروحة بالنسبة إلي

الشروق: أخبار من هنا وهناك تؤكد اعتزال نبال الجزائري الفن..

– فكرة الاعتزال غير مطروحة بالنسبة إلي، بل على العكس من ذلك، أنا بصدد التحضير لعمل درامي هام قريباً، بالإضافة إلى انتظار الفرصة المناسبة واللائقة تمثيلياً للعودة إلى وطني سوريا، لأني حاليا مقيمة بإيطاليا.

الشروق: من السبب برأيك وراء انتشار هذه الشائعة؟

– الكثير وأولهم أعداء النجاح، أضف إلى ذلك، الصفحات الفنية غير الاحترافية والمهنية عبر الـ”سوشيال ميديا”، لأستغل الفرصة وأشدد على دور الصحافة في محاربة هذا النوع من “الاعتداء على المهنة”.

الشروق: نلاحظ أن جيلكم وجيل الشباب من الممثلين في سوريا متناغمون جدا.. فما سر هذا التناغم؟

– هناك برأيي احترام بين الجيلين ولا عداوات، لا نطلق عليهم اسم الجيل الجديد أو أي صفة اعتباطية ولسنا الجيل القديم من وجهة نظرهم.

هم متأثرون بنا لأننا نحن من أسس هذا الفن، قبلنا وقبل جيلنا لم يكن لهذا الفن وجود إطلاقا في سوريا، نحن أسسنا بطريقة جدية لذلك هناك احترام من قبل جيل اليوم لهذا التأسيس.

شاركت في أول أعمال درامي وهو مسلسل ”تل الرماد”، وكانت المشاركة الأولى لي بمثابة تثبيت لقدمي على الساحة الفنية وحافز كبير ودفعة للأمام لزيادة الثقة والتقدم للمزيد من النجاح والتفوق، ووقتها وجدنا من هم سبقونا بالتمثيل ولم نتجرأ بكلمة نحن جيل اليوم وكلامي واضح.

الشروق: بصراحة مَن يلفتك من الجيل الحالي من الممثلات؟

– للأسف، الأسماء قليلة جداً.. ولهذا أمتنع عن الإجابة.

الشروق: بعد كل هذا الغياب.. ألا تجدين منافسة لكِ؟

– لا، وليس الأمر غروراً، ولكن لأنني لا أفكر بهذه الطريقة. أنا أنافس نفسي وإمكانياتي وعندي أشياء كثيرة لم أقُم بها بعد، ولا أريد أن يراني الكتّاب والمخرجون المرأة القوية فقط، بل أن يلتفتوا إلى جوانب كثيرة في موهبتي لم تُكتشف بعد مثل الكوميديا والأكشن وغيرها…

أتمنى من كل الفنانين أن يعودوا إلى سورية.. موالين ومعارضين

الشروق: في حوار سابق صرحت نبال بأن سبب ثباتها فنيا هو نجاحها وفشلها معا… كيف تفسرين ذلك؟

– من فشلي تعلمت ألا أستكين وكما للحصان صحوة له كبوة، وخلال أكثر من عقد عملت وتعبت ولا أقول كغيري من الفنانين إني ضحيت وأستفيض بتضخيم الأمر، فالفنان لا يضحي، لأن تضحيته من أجل نفسه وشهرته، وأما الذي يضحي من أجل إسعاد الآخرين، الجندي والأم، هما من يضحيان، ولكني من نوع لا أحب أن أرى شخصا أفضل مني، لذلك أبذل قصارى جهدي لأتمكن من أدواتي الفنية، فسهرت الليالي، وأنا أقرأ المسرح العالمي، وأتعلم النحو والصرف والعربية الفصحى، وبحثت دائما عن تحريك تاء التأنيث الساكنة، وأنا أعشق عملي، وأحترمه بالاطلاع المستمر، ومواكبة كل جديد.. وهذا لضمان الاستمرارية.

الشروق: وكيف صقلت السنون خبرتك في مجال التمثيل؟

– الدورات التي خضعت إليها هي دورات في التمثيل السينمائي. في السينما، الممثل هو مارد بالنسبة إلى الجمهور، لذا على الانفعالات أن تكون مدروسة وحقيقية وغير مبالغ فيها. الخبرة التي اكتسبها كممثلة أكثر هي من قصص الحياة التي أصادفها وألتقطها من هنا وهناك، وأستعيد ردود فعلها في دور محدّد أو موقف درامي معيّن من الواقع وتحوّلاته، أركّب أدواري، ومن الانفعالات الحقيقية التي رصدتها. النضج والخبرة يجعلني أختار من مخزوني الشخصي، ردّ الفعل المناسب والتفاصيل المكمّلة لكلّ شخصية.

الشروق: ما أهمّ ما تعلّمته عن التمثيل؟

– تعلّمت ألاّ أُعجب بنفسي عندما أشاهد الدور الذي قدّمته على الشاشة، بل تراني أبحث عن أخطائي كي أصحّحها ولا أعود إليها في التمثيل كما في كلّ مهنة أخرى.

الشروق: كيف تقيّمين دراما بلادك؟

– لا يمكنني تقييمها الآن، فسورية لم تتعافَ بعد، ولا تزال في أجواء الحرب، وفي قلب الأزمة، لكن المهم أنها استطاعت أن تحافظ إلى حد ما على وجودها رغم هذه الحرب الكونية، وطبعاً هجرة بعض الفنانين خارج سورية

وظهور نجومها في مسلسلات درامية عربية مشتركة أثّرا سلباً في وجودها وفي كيانها. الفن لم يستطع أن يحمي أهله بسبب عدم التكاتف كمؤسسات وأفراد وجهات فنية. وأتمنى من كل الفنانين أن يعودوا إلى سورية، موالين ومعارضين، وأظنّ أن جميع الفنانين السوريين يحبّون بلدهم كلٌ على طريقته.

أعترف بأنني لستُ شقراء ولا أملك عينين زرقاوين.. ومع هذا فأنا أعتبر نفسي ملكة جمال

الشروق: يقال إن كل فنان لا بد وأن يمر بمنعطف حاسم في حياته الفنية بفضل عمل ما، فما هو العمل الذي تعتقدين أنه حقق لك نقلة نوعية في مسيرتك؟

– مسلسل يوميات جميل وهناء اعتبره نقلة، خاصة وهذا العمل جاء بعد نجاحي في مسلسل عيلة 7 نجوم وهناك أعمال كثيرة من الصعب إحصاؤها أو تحديد اسم مخرج واحد، إذ إن لكل مخرج بصمته في مرحلة من المراحل.

الشروق: إجابتك تعود بي إلى مسلسل «كوابيس منتصف الليل » الذي قدمك بشخصية الفتاة غير الجميلة.. اليوم كيف تنظرين إلى هذا العمل؟

أعتبر مشاركتي في هذا العمل فرصة عمري، ففيه اشتغلتُ بكل عفوية وإيمان ورغبة في اغتنام الفرصة التي أتتني على طبق من ذهب، وكنتُ أجزم بأن عملي فيه سيكون إما البداية الحقيقية للانطلاق في عالم الفن الذي أحبه، أو التوقف وليس فقط العودة إلى الوراء، وما ساعدني في اجتياز هذا الاختبار الصعب أنني أحببتُ الدور كثيراً لأن فيه الشيء الكثير مني كنبال على مستوى الظلم الذي عانيتُ منه.

الشروق: وهل هذا ما جعلك تصرحين في أحد حواراتك: «ظُلِمتُ كثيراً»؟ وما هو الظلم الذي وقع عليك من الوسط الفني؟

– ظُلِمتُ كثيراً، وخاصة في بداياتي حين تعامل معي البعض وفقاً لشكلي، وأنا أعترف بأنني لستُ شقراء ولا أملك عينين زرقاوين أو خضراوين، ومع هذا فأنا أعتبر نفسي ملكة جمال، لأن الجمال شيء نسبي، وأنا لستُ ضد الجميلات، وعظيم جداً إن كانت الفنانة جميلة وموهوبة، ولكن مع الأسف فإن توزيع الأدوار -أحياناً- يخضع لمقاييس معينة لا علاقة للموهبة بها.

أعاني من نوعية الأدوار التي تُعرض عليّ الحياة لا تتوقف عند سنّ محدّدة.. وكفى ظلماً للمرأة

الشروق: مؤخرا أطلقت صرخة عتب في وجه المجتمع والمنتجين الذين يحصرون المرأة التي تجاوزت سن الخمسين بدورَي الأم والجَدّة، ما هي دوافعك في هذا التوقيت؟

– منذ فترة وأنا أعاني من نوعية الأدوار التي تُعرض عليّ، التي تتشابه في المضمون، فهذا جعلني أشعر بالاختناق، وكنت أتساءل في قرارة نفسي: لماذا يصنّفون المرأة بعد بلوغها سنّ الخمسين في خانة “سنّ اليأس”؟ تُرى، من أقرّ هذه التسمية؟! أتمنى أن تواجَه هذه الجملة بالاعتراض، لأن الحياة لا تتوقف عند سنّ محدّدة، وكفى ظلماً للمرأة.

الشروق: ما هو عتبك على الدراما العربية بشأن المرأة؟

– إذا قارنّا بين الدراما التركية والعربية، نجد أن في تركيا يضيئون على دور الأم ويُبرزون شخصيتها في الأعمال الدرامية، ويكون دورها محورياً ومؤثّراً في الأحداث، وليس هامشياً كما يحصل في الدراما السورية والعربية في الإجمال.

الشروق: على الأرجح أنتِ من الممثلات السوريات القليلات اللواتي لم يخضن “الدراما المشتركة” بمعناها السائد كقالب تسويقي لا بمعناها الفني… ما السبب، وما رأيك بهذه الفئة؟

– أوافقك الرأي، أنا خضتُ “الدراما المشتركة” بالمعنى الفني مراراً. ولكن كي أتلافى الخوض في هذا المصطلح غير الثابت حالياً، فإن معايير قبولي لأي عمل واحدة لا تتغير، سواء عمل مشترك أم لا. في الحالتين، يجب أولاً أن يستوفي النص الشرط الفني من كل جوانبه، إضافة إلى توقّع النجاح المبدئي، مع توافر المخرج القدير وشركة الإنتاج اللائقة. أما في ما يتعلق برأيي بـ”الدراما المشتركة” بمعناها التسويقي، فأظنّ أن لها جمهورها العريض، بدليل استمرارها وانتشارها وإقبال الشركات على إنتاجها.

الشروق: البعض يصفك بصاحبة الإطلالات الأجرأ بين الممثلات السوريات… ما تعليقك؟

– لا أحبّذ كثيراً صيغة الإطلاق في الوصف. نعم، بعض إطلالاتي كانت جريئة، ولكن الأهم أنني حين قدّمتها لم أكن أعوّل على الجرأة، لا سبباً ولا نتيجةً، بل كنت في صدد البحث عن المختلف وغير السائد، إضافة إلى تقديم صورة بعيدة عن تلك التي أظهر بها في أدواري. فمثلاً، هذا الموسم أطللتُ بشخصية من دون تغيير كبير في الشكل الخارجي، فخضعتُ لجلسة تصوير في الاتجاه المعاكس. وهنا لا بد من التنويه إلى شركائي في جلسة التصوير، وهم مصمّم الأزياء، والمصوّر، وخبراء الشعر والمكياج، والذين يشاركونني القرار.

الشروق: ما هي اتجاهاتك في الموضة، وكيف تعتمدين خياراتك؟

– أتّبع ما يليق بي حصراً، ولا أواكب الرائج إذا لم يكن يلائمني. وفي المجمل، أختار الألبسة البسيطة والمريحة في الحياة اليومية، ولا مشكلة لدي في أن أخرج بالملابس الرياضية، كما أحب كثيراً سراويل الجينز، وأحياناً أدمج بين الـ”كاجوال” والـ”فورمال”… وأعتمد في المناسبات على مصمّمي الأزياء الذين أثق بهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!