جواهر
الخلافات واكتشاف حقيقة الزوج وراء ذلك

من قاعات الأعراس إلى قاعات المحاكم!

سمية سعادة
  • 9333
  • 22
ح.م

إذا كان البعض يتندر بالقول أن الصيف للأعراس والشتاء للمحاكم تعبيرا عن النفس القصير للزواج الذي تختنق أنفاسه في بداية الطريق، فإن بعض الزيجات حققت الرقم القياسي في الطلاق بما لا يترك مجالا لهذه المقولة للصمود طويلا أمام واقع جديد تحكمه مقاييس جديدة لا يراعى فيها إلا الشكل الاجتماعي للزواج الذي تنفرط حباته بمجرد عودة”المعروضين”إلى بيوتهم.

ومن باب التوضيح، فإن الطلاق الذي نقصده لا يكون بالضرورة طلاقا فوريا نظرا للإجراءات التي تستغرق وقتا طويلا في المحاكم، بل نقصد به كل زواج يأخذ طريقا مسدودا يكون فيه الطلاق هو الحل الأخير والحتمي.

طلاق قبل الزواج

لعل ما يكشف عدم نجاح الزواج وموته وهو”جنين”، تلك الاضطرابات التي تسبق يوم الزفاف وأيا كان سببها ومهما بلغت حدتها، فإن ما يؤزم الوضع أكثر، هو أن بعض المخطوبين يسارعون إلى عقد القران قبل الدخول وهي مشكلة أصبحت مطروحة بحدة هذه الأيام بما يجعل ساحة الزواج ملغمة كليا وتنتظر أي خطوة في غير مكانها لتنفجر على أصحابها الذين لن يخرجوا بغير خسائر، لأن ختم الطلاق سيوشح أوراقهم ويفرض عليهم واقعا جديدا محفوفا بالمشاكل والأقاويل التي يتسع لها المجال لتتوقع أي شيء، ولاشك أن المرأة هي التي تدفع الفاتورة الأعلى في مجتمع يحاسبها بينما يلتمس الأعذار للرجل.

ومن ذلك حالة كريمة التي بلغها أن الزوج الذي ستنتقل للعيش معه بعد يوم واحد مصاب بالجنون فاضطر أهلها إلى إلغاء العرس في ساعاته الأخيرة وإبلاغ أهل العريس بذلك الذين لم يمنعهم هذا القرار من إرسال موكب من السيارات إلى بيت العروس في اليوم الموالي لإقامة الحجة عليهم، غير أن هذه السيارات عادت فارغة كما جاءت لأن العروس فضلت الطلاق على أن تتزوج بمجنون.

طلاق بعد شهرين من الزواج

لاشك أن الزواج المؤسس على الغش والكذب سرعان ما تنكشف أوراقه وتتداعى أركانه ليبقى الطرف المتضرر من هذا الزواج يجتر الخيبة التي لا يمكن أن تنسى بسهولة، سيما إذا تم الانفصال بعد شهرين من الزواج، وهذا ما حدث مع كنزة التي سرعان ما لاحظت تصرفات غريبة على زوجها لذلك لم تنتظر إلا مدة قصيرة وهي عازمة عزما أكيدا على الطلاق منه متهمة إياه بالحنون، وتبين فيما بعد أن هناك أوراق أخرى لم تكشفها إلا للقاضي، في حين اتخذت من قضية الجنون المشجب الذي علقت عليه رغبتها في الطلاق.

وآخر بعد يومين من الزواج

بلغ أهل العريس أن الفتاة تزوجها ابنهم سبق لها الزواج والإنجاب، وحتى تداري هذا الأمر أقامت عرسها في بيت آخر غير بيتهم حتى لا يفضح الجيران حقيقة أمرها التي لم تكشفها إلا للعريس الذي لم يسبق له الزواج وكان على علاقة بها، واتفق معها على عدم إخبار أهله بطلاقها حتى لا يقفوا في وجه هذا الزواج باعتباره أعزبا، ولكن الوشاة استطاعوا أن يصلوا إلى أهل العريس وأخبروهم بالحقيقة ما جعلهم يطردونها من البيت شرد طردة دون مراعاة لمشاعرها أو ما سوف يفكر فيه الناس لدى عودتها إلى أهلها بعد يومين من الزواج، بينما رضخ زوجها لرغبة والديه، خاصة وأنه ينتمي إلى بيئة ريفية محافظة.

النتيجة الحتمية

لا يختلف إثنان أن أي زواج لا يحقق المودة والرحمة ولا يؤسس على قاعدة رصينة تراعى فيها جملة من الشروط الأخلاقية والشرعية سوف ينتهي به الأمر لا محالة إلى الطلاق وإن طال به المقام ويبدو أن هذا النوع من الزواج الذي يفتقد إلى هذه العناصر الأساسية أصبح هو السائد في مجتمعنا، كيف لا وعرسان هذا العصر  “الإلكتروني” يدخلون الحياة الزوجية كمن يدخل إلى ساحة حرب، فأنى لهذا الزواج أن ينجح؟.

 

مقالات ذات صلة