جواهر

من قال أنها تريد زوحا فقط؟!

نادية شريف
  • 14240
  • 38
ح.م

تداول أفراد مجتمعنا في السنوات الأخيرة القول بأن المرأة أصبحت لا تريد في حياتها إلا زوجا، وبأن النساء على “رؤوسهن” بالمجان، وأعرّ الرجال يستطيع أن يتخيّر ويختار مادامت العنوسة تضرب بأطنابها في عمق المجتمع وتزعزع الإحساس، ومادامت الإحصائيات توقف النبض وتكتم الأنفاس..

وقد تغنى بهذه السيمفونيات رجال كثر ظنوا حقا بأن “البضاعة” رخصت ـ على حد تعبيرهم طبعا ـ وبإمكانهم الحصول على ما يريدون ومن يتمنون بتكلفة ضئيلة أو حتى بدون تكلفة تذكر، ولما تقدموا وجدوا أنفسهم في مواقف محرجة، لأنهم اصطدموا مع واقع آخر.. واقع مفاده أن “الباطل يبطل” ولا يوجد من تقبل بزوج فقط دون تبعات !!!

إن الكثيرين ممن تقدموا بطلبات الزواج تيقنوا بأن المرأة لا تريد زوجا يحبها ويسترها ويحفظها فقط، بل تحتاج أشياء أخرى لا طاقة له على احتمالها، فبعدما تضمن بأنه يحبها تورطه مع أهلها وتنفتح شهيتها لتقديم الطلبات تلوى الطلبات..

إن المرأة اليوم كما يقول المختصون لم تعد تريد زوجا يخنقها بأوامره ونواهيه، ولم تعد تحلم بفارس يأخذها على حصان أبيض لعالم لذيذ تشتهيه.. إنها لا تريد تأسيس أسرة وربط نفسها بعدد لا بأس به من الأطفال.. لا تريد شيئا غير التحرّر من جميع قيودها والعيش مع رجل يقبل بجميع شروطها..

امرأة اليوم أضحت تدرك جيدا كيف يجب أن تسير، وبأي منطق لا بد أن تتصرف.. هي تحفظ عن ظهر قلب قوانين لعبة الإيقاع بالعريس، وتجيد بمهارة نصب الشباك، وبالمختصر هي تعرف جيدا كيف “تتمسكن حتى تتمكن”!!

لقد قالها أحد الحكماء صراحة منذ عشرات السنين.. قال أن “المرأة لا تريد إلا زوجا فإذا حصلت عليه طلبت منه كل شيء” والواقع يثبت صدق هذا التخمين، فالمرأة وحتى أهلها أصبحوا يغرون العريس بعبارة “نطلبوا الهنا” و”اكسي وادي” وحين يعقد القرآن تبدأ عملية “تعريته” من كل ما يملك والله المستعان!!!

وبالرغم من استنكار الرجل للوضع إلا أنه لا يستطيع التراجع لأنه في الغالب يكون قد قطع شوطا كبيرا في طريق العطاء ويكون قد صرف عليها دم قلبه وشقاء عمره، فكيف يتركها ومن سيعوضه خسائره كلها؟؟؟

مقالات ذات صلة