-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من نجوم الكرة إلى نجوم الملاهي: لا عبون يعشقون الويسكي والليالي الحمراء

الشروق أونلاين
  • 7511
  • 1
من نجوم الكرة إلى نجوم الملاهي: لا عبون يعشقون الويسكي والليالي الحمراء

يضعون خارطة طريق خاصة بهم، يكتبون تعريف الشهرة والتألق في الملاهي على وقع الأنغام الصاخبة، يوظفون أموال منح المباريات والشطر الأول والثاني في سبيل كسب ود جميلة اصطادوها في قاعة شاي تقدم عروض المصاحبة عوض المشروبات وقطع الحلوى..قد يحتاج الأمر إلى ذكر الأسماء أو الوظيفة، لكن الكلمات العابرة في السطور الأولى قد أوصلت الفكرة إليك سيدي القارئ ، إنهم لاعبو كرة القدم في كل بقاع العالم، وفي الجزائر نقف عند الظاهرة، ليس رغبة في إلصاق الفضيحة بأحد، ولسنا متقمصين لدور الواعظ، لأن الجزائر بلد يفترض أنه يعتمد الإسلام دينا بحكم المادة الثانية من الدستور وعربي فبحكم اللغة وأمازيغي بحكم التاريخ والجغرافيا.وكل هذه العوامل تصنف السهر واللهو في خانة الموبقات المحرمة، وإذا تغاضينا عن رأي الدين يحق لنا التساؤل عن مصير لاعب يقضي نهاره في التدريب المغشوش‮ ‬وأول‮ ‬ليله‮ ‬راقصا‮ ‬ثملا‮ ‬وفي‮ ‬حضن‮ ‬دافئ‮ ‬آخر‮ ‬الليل‮.‬

إنهم يصنعون الفرجة في الملاعب ويلهبون المدرجات، تتصدر صورهم صفحات الجرائد، ومع ذلك، فإن حياتهم بعيدا عن الميدان تبقى رمزا للانحراف، وتتناقض مع كل القيم التي تحملها الرياضة، إنهم نجوم الملاعب الذين يتحولون ليلا إلى أهم زبائن الملاهي والكباريهات المعروفة… إنه‮ ‬الوجه‮ ‬الآخر‮ ‬لبعض‮ ‬نجوم‮ ‬الكرة‮ ‬الجزائرية‮ ‬بعيدا‮ ‬عن‮ ‬كاميرات‮ ‬التصوير‮ ‬والصحافيين‮.‬

من‮ ‬أجل‮ ‬فتاة‮ ‬الملهى
إنهم زبائن من الطراز الرفيع، يقول صاحب أحد الملاهي العاصمية المعروفة ونحن نسأله عن مجموعة من اللاعبين أخذوا مكانا في أقصى القاعة، حيث تنعدم الإنارة بشكل شبه كامل. وأضاف أنهم يفضلون دائما نفس المكان، لأنه منعزل نوعا ما، فهم يتفادون أن يتعرف عليهم رواد الملهى. ومع ذلك، فالكل يعلم بحضورهم، فهم مشهورون والتبراح بأسمائهم من طرف الزبائن يتواصل حتى بعد ذهابهم، إنهم نجوم الملهى الآن.. كانت ليلة خاصة، فقد صادفت عيد ميلاد أحد الحاضرين من أصحاب “الشكارة” ولأجله خرج اللاعبون من منطقة الظل وصنعوا الفرجة في ساحة الرقص، حيث قاموا بالتبراح طيلة السهرة بمبالغ ارتفعت بعد أن فقد اللاعبون ما بقي من عقولهم مع آخر قارورة “ويسكي” تم فتحها على شرفهم، ومع الساعات الأولى للصباح كان اللاعبون المحترمون قد تحولوا إلى مسخرة وهم يصرخون ويضحكون بشكل هستيري ولولا ذكاء رجال أمن الملهى لكان الأمر قد انتهى إلى جريمة قتل بعد أن تشابك أحد اللاعبين مع أحد الزبائن بسبب فتاة في الملهى، فاضطر رجال أمن الملهى إلى إخراج اللاعبين بعد أن تحايلوا عليهم بسبب حالة السكر الشديد التي كانوا فيها.

‮(‬ع‮ ‬وع‮) ‬قصة‮ ‬مطرب‮ ‬المداحات‮ ‬واللاعب‮ ‬المشهور
إنه النجم الأول لكل الكباريهات في العاصمة أو في وهران أين تجمعه صداقات كثيرة مع مطربي أغنية الراي، ومن كثرة تردده على الملاهي صار يعشق أحد مطربي الراي المعروف باسم مطرب المداحات، علاقة اللاعب بالمطرب تحولت في المدة الأخيرة إلى حكايات طويلة وعريضة يتناقلها كل الوسط الفني، فقد كان اللاعب الذي ينتمي لنادي عاصمي عريق يقطع مسافة العاصمة – وهران حتى يسهر برفقة صديقه المطرب الذي كان آنذاك يعمل بملهى “المرجاجو” ولأن العلاقة بين الإثنين صارت أقوى مع الوقت ولأن اللاعب كاد يطرد من فريقه بسبب تغيبه المستمر عن الحصص التدريبية، فقد قام المطرب بعقد اتفاق صار يغني بموجبه ثلاث مرات في الأسبوع بملهى “الياسمين” بالعاصمة لأجل عيون اللاعب الذي تجاوز في المدة الأخيرة كل حدود المعقول بعد أن صار يجالس صديقه المطرب بطريقة خادشة للحياء أمام كل رواد الملهى الذين أصبحوا يرددون قصة (ع وع‮) ‬وهي‮ ‬القصة‮ ‬التي‮ ‬وصلت‮ ‬مسامع‮ ‬كل‮ ‬أفراد‮ ‬الفريق‮ ‬الذي‮ ‬يلعب‮ ‬به‮ ‬ومع‮ ‬ذلك‮ ‬مازال‮ ‬يقول‮ ‬إن‮ ‬تلك‮ ‬حياته‮ ‬الخاصة‮ ‬ويفعل‮ ‬بها‮ ‬ما‮ ‬يشاء‮.‬

عندما‮ ‬يقضي‮ ‬عشق‮ ‬الغواني‮ ‬على‭ ‬الموهبة‮ ‬الكروية
هو واحد من شباب الكرة الجزائرية الواعدين، كانت حياته تتركز على مستقبله قبل أن يكتشف عالم “الملاهي والقلب الزاهي”، ولأن حياته السابقة كانت محافظة جدا، فقد اكتشف لذة حياة الكباريهات التي يباح فيها كل شيء، المشكلة الأكبر أنه وقع في حب إحدى فتيات الليل، من المترددات على الملاهي التي استغلته أبشع استغلال بعد أن تأكدت من صدق مشاعره نحوها، قصة الحب التي قلبت حياة اللاعب رأسا على عقب، فصارت قارورة الخمر لا تبارحه حتى في النهار، حيث كان يخفيها داخل سيارته، وبعد أن تطورت الأمور وتفطن اللاعب أنه صار يدعى داخل الملهى باسم “عبد الحليم”، نسبة إلى سذاجته وعواطفه، فحاول الاعتداء على الفتاة داخل الملهى، وهو الأمر الذي انتهى به إلى مكتب الشرطة، وهو اليوم، ممنوع من دخول الملهى.. ومع ذلك مازال يتردد على ملهى آخر بغابة الأقواس بمقام الشهيد، رغم أنه أقسم أمام بعض زملائه بأنه أنهى‭ ‬علاقته‮ ‬بالملاهي‮.‬

ويسألونك‮ ‬عن‮ ‬اللهو
ألعن القانون وأكفر به في هذه اللحظات، لأنه يكبلني ويمنعني من ذكر الأسماء، أسماء اللاهين العابثين بمصير أندية كرة القدم، حولوا شهرتهم إلى سجل تجاري لاصطياد الجميلات واستغلوا ثراءهم الفاحش -على حساب المناصر المسكين- في رسم معالم الليالي الحمراء والوردية تعزف موسيقاها التصويرية على وقع “التبراح” و”الرشقة” والبطل في كل المشاهد لاعب نجم لا يهمه حجم التدريب ولا سمعة ناديه، يقطع كل صِلاته بكرة القدم ليلبس ثوب الأمير من زمن ألف ليلة وليلة يأمر وينهى والجواري الحسان تحت خدمته -عفوا في خدمة جيبه- يتهافتون لإرضائه.لن أعلن أسماءهم خوفا من اللعنة القانونية واحتراما لعين القارئ الذي يحبهم ويعشق فنياتهم في الميدان لكنه لا يدري كيف يتحولون إلى نجوم للمجون بكل أنواعه حاملين جواز السفر الدبلوماسي -لاعب كرة قدم- ينسون أن المواطن يحرم أولاده من خبز وحليب لكي يؤمن ثمن التذكرة لمشاهدتهم، ينسون إنهم سفراء للثقافة الرياضية وقدوة لرجال المستقبل، لكن اللوم لا يقع عليهم وحدهم ما دامت أغلبية الملاهي ملك لرؤساء أنديتهم والمدربون يمنحون لهم الضوء الأخضر للقيام بطقوس السهر واللهو بحجة أن الميدان هو الحكم، فعن أي حكم يتكلمون ويتحدثون؟عندما يسألونك عن اللهو لا تفكر في الإجابة ووجه سائليك نحو الملاعب سيجدون الأبطال وكتاب السيناريو وحتى “الكومبارس” من أشباه المسيرين والأنصار الذين يتغنون بمصاحبة هذا النجم الكرتوني أو ذاك في الملاهي.

العربي‮ ‬محمودي

تعب‮ ‬التدريبات‮ ‬لا‮ ‬يلغي‮ ‬السهرة
إذا كان تدين اللاعبين في الجزائر، قد بدأ يأخذ في الآونة الأخيرة شكل الظاهرة، فإنه في مقابل هذه الظاهرة، بدأت ظاهرة السهر في الملاهي الليلية، أو في بعض الأماكن المشبوهة، في التراجع بشكل واضح، على الأقل مقارنة بسنوات الستينيات والسبعينيات، أيام كانت مثل هذه الأمور‮ ‬تبدو‮ ‬من‮ ‬صميم‮ ‬الرجولة‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تقبل‮ ‬التنازل‮ ‬أو‮ ‬حتى‮ ‬النقاش‮!‬ولما كانت الحياة عامة والحياة الرياضية بصورة أخص لا تعترف بالمطلق، فإن حالات من سنوات الستينيات والسبعينيات لازالت موجودة ونحن في بداية الألفية الثالثة، لكن بدافع آخر غير دافع تلك السنوات ولأسباب أخرى غير أسباب تلك الحقبة من الزمن.

علاوة‮ ‬الفوز‮.. ‬من‮ ‬جيب‮ ‬الرئيس‮ ‬إلى‭ ‬طبق‮ ‬البراح
بعض اللاعبين في الجزائر ومنهم من تقمص الألوان الوطنية، لا يجد أي حرج في السهر بين الفينة والأخرى، خصوصا أيام توالي انتصارات نواديهم، أيام تكثر علاوات الفوز وتتعدد العطايا، ليستغل هؤلاء فترة توقف البطولة للقيام بنزهة إلى مدينة أخرى، عادة ما تكون أبعد عن المدينة التي يمثلها هذا اللاعب أو ذاك في البطولة، لسبب واحد هو تحاشي الالتقاء بالأنصار أو بعض المسؤولين، “فالسترة مطلوبة” عند هؤلاء حتى لا تتأثر سمعتهم التي كثيرا ما تكون على كف عفريت أيام اللقاءات الصعبة، خصوصا إذا لم يكن المردود لائقا، فالأنصار يعرفون كل تحركات‮ ‬لاعبيهم،‮ ‬حتى‮ ‬وإن‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬بالدقة‮ ‬الكافية،‮ ‬لكنهم‮ ‬يعرفون‮ ‬من‮ ‬هو‮ ‬الملتزم‮ ‬ومن‮ ‬هو‮..!‬

أسماء‮ ‬لاعبين‮ ‬في‮ ‬أشرطة‮ ‬الراي‮.. ‬لا‮ ‬ضرر‮!‬
في وهران مثلا، يوجد بعض اللاعبين المعروف عنهم هذا السلوك، فأسماؤهم وأسماء نواديهم تملأ الأشرطة الصادرة من “الكورنيش الوهراني” دون أدنى حرج، فتارة يكون الاسم ضمن سياق الأغنية وتارة أخرى يكون موضوع تبريحة بـ200 دج أو أكثر. وفي جميع الحالات، فإن اللاعبين موضوع الحديث لا يتعرضون لأية مضايقة أو ملاحظة من مدربيهم ومسؤوليهم، عكس العشريات الماضية، التي كان المدرب يؤدي فيها دور المربي ويتحرى البحث في سيرة اللاعب الذي كان يتعرّض للعقوبة بمجرّد سهرة بريئة، لكن للأسف لم تكن هذه السياسة‮ ‬تمس‮ ‬جميع‮ ‬اللاعبين،‮ ‬فالأسماء‮ ‬الكبيرة‮ ‬كان‮ ‬بعضها‮ ‬يؤدي‮ ‬المقابلات‮ ‬الرسمية‮ ‬وآثار‮ ‬الخمر‮ ‬لازالت‮ ‬تلعب‮ ‬برأسه‮!‬

‮.. ‬وللمسؤولين‮ ‬نصيب
وليت الأمر يتوقف عند حد اللاعبين هذه الأيام، فكثير من المدربين ورؤساء النوادي لا يجدون حرجا من السهر والارتماء في أحضان حسناوات ورائدات الملاهي، ففي هذا الصدد، ثار أحد رؤساء نوادي فرق الغرب في وجه صحفي من وهران في إحدى المناسبات السابقة، حين كتب هذا الزميل مقالا كشف فيه سهرة هذا الرئيس رفقة بعض أعضاء مكتبه بملهى الشمس الحمراء بعنابة بمناسبة نهائي كأس الجزائر الذي جمع فريقه بفريق آخر، في الوقت الذي كان فيه اللاعبون والطاقم الفني ينامون بفندق السيبوس، وكتب هذا الزميل ما مفاده أن الكأس أفلتت في الأخير من هذا الفريق‮ ‬الذي‮ ‬فضل‮ ‬مسؤولوه‮ ‬السهر‮ ‬في‮ ‬الشمس‮ ‬الحمراء‮ ‬بدل‮ ‬قيام‮ ‬الليل‮ ‬في‮ ‬الدعاء‭ ‬والتضرع‮ ‬لله‮ ‬عز‮ ‬وجل‮ ‬لتسهيل‮ ‬مهمة‮ ‬الفريق‮!‬

قصة‮ ‬رئيس‮ ‬الاتحادية‮ ‬ومدير‮ ‬جريدة‮!‬
وفي وهران، لم يتوقف الأمر عند حدود اللاعبين والمدربين ورؤساء النوادي، بل تعداهم جميعا ليمس شخصيات رياضية تتبوأ مناصب عليا في القطاع، وقد ثارت ثائرة أحد رؤساء الاتحادية الجزائرية لكرة القدم من السابقين، حين خصصت له إحدى الجرائد مساحة لرسم كاريكاتوري تضمن اسمه‮ ‬وهو‮ ‬يرقص‮ ‬وسط‮ ‬فتيات‮ ‬مفترضات،‮ ‬وعلق‮ ‬الرسام‮ ‬الكاريكاتوري‮ ‬على‭ ‬الصورة‮ ‬بالقول‮ “‬إننا‮ ‬هنا‮ ‬لخدمة‮ ‬كرة‮ ‬القدم‮ ‬الجزائرية‮ ‬وسعيا‮ ‬للنهوض‮ ‬بها‮”. ‬ونذكر‮ ‬أن‮ ‬رئيس‮ ‬الاتحادية‮ ‬إياه،‮ ‬اتصل‮ ‬بمدير‮ ‬الجريدة‮ ‬وطلب‮ ‬منه‮ ‬اعتذارا‮ ‬عما‮ ‬ورد‮ ‬في‮ ‬الجريدة‮ ‬وكذا‮ ‬معاقبة‮ ‬الرسام‮ ‬ورئيس‮ ‬القسم‮ ‬الرياضي،‮ ‬لكن‮ ‬لا‮ ‬شيء‮ ‬من‮ ‬ذلك‮ ‬حدث‮.‬

ر‮. ‬مختار

هواري‮ ‬الدوفان‮.. ‬الشيراطون‮.. ‬والمولودية
قبل مواجهة مولودية وهران الأخيرة أمام وداد تلمسان، أطلقت إدارة ملعب أحمد زبانة صوت الميكروفون عاليا على أنغام هواري الدوفان “ندي عمري للشيراطون.. نبغيها تتقلش علي”، ورغم أن المناسبة لم تكن حفلا، بل كانت حربا حقيقية بين اللاعبين انتهت بـ5 بطاقات حمراء وأكثر من 13 أخرى صفراء، إلا أن مناصرا حمراويا وجد العلاقة بين الأغنية والمقابلة، أو بالأحرى بين الأغنية والمولودية، على خلفية أن فندق شيراطون وهران عادة ما يكون هو المكان الذي تعسكر فيه المولودية قبل كل مواجهة تلعبها في وهران.. والفاعل الذي “يدي عمره للشيراطون”‮ ‬معروف‮ ‬عند‮ ‬هذا‮ ‬المناصر‮ ‬الذي‮ ‬أكد‮ ‬أنه‮ ‬جباري‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يتأخر‮ ‬كل‮ ‬مرة‮ ‬في‮ ‬أخذ‮ “‬عمره‮ ‬المولودية‮” ‬إلى‭ ‬أفخم‮ ‬الفنادق،‮ ‬رغم‮ ‬تواضع‮ ‬النتائج‮ ‬الحمراوية‮ ‬هذا‮ ‬الموسم‮.‬

ر‮. ‬م

لاعبون‮ ‬دخلوا‮ ‬السجن‮ ‬وهم‮ ‬في‮ ‬قمة‮ ‬عطائهم
لاعب كرة القدم مثل محترف بقية المهن معرض لكل مشاكل الحياة، فكما يسمع عن طبيب أو محامٍ أو رئيس بلدية أو مهندس يرتكب الجرائم نسمع ايضا عن لاعبين يدخلون دائرة الممنوع فيقعون في شراك المشاكل التي تجرهم الى المحاكم وحتى الى السجون، ومما رواه لنا لاعب شباب بلوزداد الدولي الشهير عبد الرزاق دحماني أن نجمه انطفأ عندما اختار اللعب في وداد تلمسان في بداية التسعينيات، كان حينها دحماني ظاهرة كروية وحلم حياته أن يشارك في مونديال أمريكا عام 1994 رفقة المنتخب الوطني الى أن غرق في ورطة أخلاقية واتهم بفضيحة مع فتاة تلمسانية، ولم يجد دحماني من يقف الى جانبه فانتهى به المطاف محتجزا مقيدا، ولم يعد الى كرة القدم إلا بصعوبة بعد أن تذوق علقم الحبس، وبرغم شجاعته إلا أن ما تعرض له كان نهاية للاعب طلبته عدة فرق تونسية وعربية وأوروبية ولم تحقق هدفها ولم يحقق هدفه. أما في شرق البلاد، فإن لاعب شباب قسنطينة الحالي وابن مدينة عين البيضاء (الشهير جدا بلعبه الحماسي) داود حرنان، ذاق هو أيضا من ليالي السجون في قضية تزوير وثائق عندما تقمص ألوان الموك واستمعت الشرطة حينها لعدد من لاعبي مولودية قسنطينة مثل طارق طلحي كشاهد، وأغرب ما في حكاية حرنان، اللاعب الذي لا يعترف بالمستحيل، أنه عندما أُطلق سراحه من السجن في شتاء 2004 وجد نفسه على بعد بضع ساعات فقط عن الداربي الكبير ما بين الموك والسنافير وطلب من رئيس الموك نبيل زغدود المشاركة بحجة أنه كان يتمرن في السجن وأنه كان بريء من التهمة‮.. ‬وحماس‮ ‬اللاعبين‮ ‬الذين‮ ‬تذوقوا‮ ‬طعم‮ ‬السجن‮ ‬للعب‮ ‬الثانية‮ ‬يعود‮ ‬الى‮ ‬إدراكهم‮ ‬بأن‮ ‬حياة‮ ‬اللاعب‮ ‬قصيرة‮ ‬جدا،‮ ‬ومن‮ ‬ظلم‮ ‬النفس‮ ‬أن‮ ‬يقضي‮ ‬بعضا‮ ‬منها‮ ‬في‮ ‬السجن‮ ‬حتى‮ ‬ولو‮ ‬لأيام‮ ‬قليلة‮.‬للأسف السجن يطال بالخصوص رؤساء الأندية الذين يغرقون في منظومة كروية فوضوية فيجد رئيس النادي نفسه مجبرا أحيانا على منح شيكات على بياض لنجوم الكرة في غياب السيولة المادية، ومع أول سوء تفاهم يلجأ اللاعب الى توريط (الرئيس) في قضية شيك من دون رصيد كما حدث الأسبوع الماضي مع رئيس شباب قسنطينة السابق حمودي غوالمي الذي حكمت عليه محكمة عين تيموشنت بستة أشهر سجنا غير نافذ بعد شكوى من اللاعب الدولي السابق علي مصابيح الذي يشهد الجميع على أنه لم يلعب إلا بضع دقائق وأراد الحصول على حوالي ربع مليار. وكان رئيس السنافير الذي أهدى الشباب أول لقب في تاريخه عام 1997 محمد بوالحبيب قد دخل السجن كما دخله رئيس الموك عبد الحق دميغة على خلفية شيك من دون رصيد به رقم (مجهري) مع مصالح البريد (فاتورة هاتف ثابت).. وصورة رؤساء المولودية، اتحاد العاصمة، اتحاد البليدة وشبيبة‮ ‬القبائل‮ ‬وهم‮ ‬يصطفون‮ ‬أمام‮ ‬باب‮ ‬محكمة‮ ‬البليدة‮ ‬تؤكد‮ ‬أن‮ ‬رؤساء‮ ‬الأندية‮ ‬أقرب‮ ‬إلى‮ ‬السجن‮ ‬من‮ ‬اللاعبين،‮ ‬لأن‮ ‬خزينة‮ ‬النادي‮ ‬ما‮ ‬بين‮ ‬أيديهم،‮ ‬والمعروف‮ ‬أن‮ ‬الخزينة‮ ‬هي‮ ‬أقرب‮ ‬طريق‮ ‬إلى‭ ‬السجن‮.. ‬وللأسف أيضا توجد وقائع تشير إلى أن بعض الرؤساء يمتلكون ملاهي وآخرون يقضون فيها لياليهم مع (البابيشات) ويطلبون من لاعبيهم أن يكونوا جادين في أدائهم، وإذا كان رب (الفريق) للدف ضاربا فإن اللاعب يصبح بالتأكيد راقصا و(خابطا) ومدمنا على كل الموبقات، وصورة كرتنا التي ترفض التقدم في السنوات الأخيرة هو نتاج انعدام الصرامة نهائيا من عالم كرتنا، التي اهتزت في أواسط السبعينيات من القرن الماضي عندما كان المنتخب الوطني الذي ضم حينها عددا من النجوم مثل مداني »بلكور« وإيغيل »النهد« وڤموح »الموك« كان هذا المنتخب في جولة إلى‮ ‬ألمانيا‮ ‬الديمقراطية‮ ‬وتورط‮ ‬بعض‮ ‬لاعبيه‮ ‬في‮ ‬سرقة‮ ‬الأروقة‮ »‬سوبرمارشي‮« ‬ولحسن‮ ‬حظ‮ ‬المنتخب‮ ‬تم‮ ‬دفن‮ ‬الفضيحة،‮ ‬لأن‮ ‬العلاقات‮ »‬الاشتراكية‮« ‬ما‮ ‬بين‮ ‬الجزائر‮ ‬وألمانيا‮ ‬الشرقية‮ ‬كانت‮ ‬تطلب‮ ‬ذلك‮..‬‮ ‬أما‮ ‬عن‮ ‬صور‮ (‬السهرات‮) ‬خلال‮ ‬تربصات‮ ‬الخارج‮ ‬في‮ ‬بولونيا‮ ‬والتشيك‮ ‬للاعبين‮ ‬ينسحبون‮ ‬ليلا‮ ‬من‮ ‬الفنادق،‮ ‬فهي‮ ‬كثيرة،‮ ‬والدليل‮ ‬على‭ ‬ذلك‮ ‬عودتهم‮ ‬باللا‮ ‬شيء‮ ‬من‮ ‬رحلات‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ ‬مجازا‮ ‬تربص‮.‬

ب‮. ‬ع‮ ‬

رأي‮ ‬الجمهور
مستفيدات‮ ‬يهللن‮ ‬وأنصار‮ ‬ناقمون
انطلقت رحلة البحث عن رأي الجمهور في ظاهرة تردد لاعبي كرة القدم على الملاهي الليلية من الوسط الطلابي صدفة، لكن في اليوم الموالي لتكليفي بالمهمة كنت في كلية الحقوق والعلوم الإدارية ببن عكنون وارتأيت أن تكون العينة من الطلبة والطالبات، لكن بعد دردشة قصيرة وصلت‮ ‬إلى‮ ‬قناعة‮ ‬تضطرني‮ ‬إلى‮ ‬الحديث‮ ‬مع‮ ‬نوع‮ ‬من‮ ‬الطالبات‮ ‬اللواتي‮ ‬يملكن‮ ‬معلومات‮ ‬وافية‮ ‬عن‮ ‬الموضوع‮.‬

افتخار‮ ‬بمصاحبة‮ ‬النجوم
قالت (د.س) سنة رابعة حقوق قادمة من إحدى الولايات الداخلية، إنها تمتعت مع العديد من لاعبي الأندية العاصمية في الملاهي الليلية، لأنها تحب كرة القدم وتعشق مصاحبة اللاعبين، ووجدت الأمر سهلا بالنسبة لها “يتردد معظم اللاعبين على قاعات الشاي والمطاعم القريبة من الحي‮ ‬الجامعي‮ ‬الذي‮ ‬أقيم‮ ‬فيه،‮ ‬لذلك‮ ‬الارتباط‮ ‬مع‮ ‬أحدهم‮ ‬سهل‮ ‬جدا،‮ ‬ومفيد‮ ‬لي،‮ ‬وأستطيع‮ ‬القول‮ ‬إني‮ ‬قضيت‮ ‬مرحلة‮ ‬طويلة‮ ‬من‮ ‬فترة‮ ‬دراستي‮ ‬صاحبة‮ ‬لأحدهم‮ ‬نتردد‮ ‬على‮ ‬الملاهي‮ ‬ونقضي‮ ‬وقتا‮ ‬جميلا‮”.‬وتابعت “بالنسبة لي الأمر مقترن بقضاء حاجتي، لكن بالنسبة إلى اللاعب فإنه يضيع وقته في أمر يؤثر على لياقته وحياته الكروية، لكن لا يهمني، وإذا غاب اللاعبون عن الملاهي فليس هناك من يوفر لي الفرصة، لأن إمكانياتي المالية شبه معدومة”.وعلى نفس الطريق، قالت (م.و): “يظهر لاعبو كرة القدم في صورة النجوم في الملاعب، لكنهم أمامنا ضعفاء ويوفرون لنا كل ما نريد، ومعي أنا قائمة طويلة من نجوم الأندية العاصمية الذين فتحوا لي طريق السهر واللهو بالملاهي الليلية، ومنهم من يشرب الخمر ومنهم يكتفي بالسجائر والرقص على الأنغام الصاخبة، لكني لن أقدر على ذكر أسمائهم، أنا مستفيدة فاتركوني وشأني” وظهر عليها نوع من النرفزة وكأنها تقول “لا تفضحوا أصحابنا إنهم في خدمة مجوننا ما دمت أعين الرقابة بعيدة عنا”.

أنصار‮ ‬متذمرون
لم نغادر كلية الحقوق، لكن غيرنا العينة وقصدنا مجموعة من الشباب، تجاذبنا معهم الحديث عن كرة القدم الجزائرية، فظهرت ميولهم إلى النوادي التي يحبونها، فهذا يعشق العميد والآخر يتغنى بالكناري، ومنهم الذي يناصر بلوزداد وآخر اتحاد العاصمة، كانت آراؤهم جريئة وفيها من التذمر الكثير، والبداية كانت من سمير “السهر في الملاهي حياة شخصية لا يجب التطرق إليها، لكن عندما يكون الشخص ملكا لنفسه وليس شخصية عمومية مثل اللاعبين الذين يحرم عليهم دخول الملاهي وحتى السهر إلى وقت متأخر في البيت، لأن ذلك معناه التأثير على أدائهم مهما بلغت درجة الموهبة، وهو الواقع الحاصل مع معظم لاعبينا، حيث تؤكد جميع المعطيات أن أغلبهم يرتاد الملاهي الليلية، وإذا أردت أن تعرف الحقيقة أدلك على الفتيات اللائي يصاحبن أبرز اللاعبين في البطولة الوطنية”.وأوضح زميله عيسى “لو كانت أنديتنا منظمة بشكل جيد لعاقبت المذنبين والمتقاعسين عن العمل ولما فتحت المجال أمام اللاعبين لارتياد الملاهي، إننا ندفع التذكرة لمناصرة فرقنا وهم يستفيدون من الامتيازات المالية لصرفها في السهر واللهو”.وتحدث البقية (علي، توفيق وفريد) بصوت واحد وبعبارات غير منظمة مؤكدين أن ارتياد اللاعبين للملاهي لم يعد خافيا عن أحد، وليس هناك حل إلا الحزم من المسيرين ولا أظنهم يفعلون ذلك لأنهم يشتركون معهم في نفس الأمر.

ارحمونا‮ ‬يرحمكم‮ ‬الله
عدت إلى قاعة الشاي التي تعودت الجلوس فيها مع مجموعة “الأشرار” واستأذنت بعض الجالسين في طاولة في ركن بعيد يدل على رغبة مجموعة الشباب في الاستمتاع بالحديث إلى بعضهم دون الاكتراث بغيرهم، لم يفهموا طلبي، لكني سارعت إلى الإعلان عن هويتي والموضوع الذي أريد الحديث‮ ‬فيه،‮ ‬فسمحوا‮ ‬لي‮ ‬بالجلوس‮ ‬على‮ ‬شرط‮ ‬أن‮ ‬أكتب‮ ‬بصراحة‮ ‬ودون‮ ‬رقابة،‮ ‬إنهم‮ ‬أربعة‮ ‬فاقت‮ ‬أعمارهم‮ ‬الـ‮ ‬30‮ ‬سنة‮ ‬يشتغلون‮ ‬في‮ ‬المقاولات‮ ‬ولهم‮ ‬ارتباط‮ ‬وثيق‮ ‬بكرة‮ ‬القدم‮ ‬يناصرون‮ ‬كلهم‮ ‬نادٍ‮ ‬عاصمي‮ ‬عريق‮.‬بدأ وحيد بالحديث قائلا “كرهت النتائج السلبية لفريقي رغم الإمكانيات المالية التي يتوفر عليها، والسبب واضح، هو الكم الكبير من اللاعبين الساقطين في وحل السهر واللهو وأشياء كثيرة منبوذة في تقاليدنا وديننا، إنهم يضيعون وقت الراحة والاسترجاع في اللهو، وينعكس ذلك‮ ‬على‮ ‬أدائهم،‮ ‬وبالتالي‮ ‬تنهار‮ ‬الفرق‮”.‬ولم يطل حميد الكلام واكتفى بالقول “ارحمونا يرحمكم الله” أما جلال وجمال فلم يضيفا الكثير وساندا صديقهما في الدعاء على اللاعبين، لأنهم سئموا من التردد على الملاعب لمشاهدة لاعبين منهارين بدنيا ومفلسين فنيا.

ع‮. ‬م

العميد‮ ‬ليس‮ ‬فيه‮ ‬المؤذن‮ ‬والإمام‮ ‬فقط
هناك‮ ‬كذلك‮ ‬صخب،‮ ‬سكر‮… ‬و‮”‬تبراح‮” ‬إلى‮ ‬الصباح
يروي‮ ‬أنصار‮ ‬المولودية،‮ ‬ومن‮ ‬عايشوا‮ ‬الفريق‮ ‬في‮ ‬السنوات‮ ‬الأخيرة،‮ ‬أن‮ ‬سنوات‮ ‬التسعينيات‮ ‬أدخلت‮ ‬الفريق‮ ‬في‮ ‬الإنعاش،‮ ‬وأفسدت‮ ‬كل‮ ‬القيم‮ ‬التي‮ ‬بني‮ ‬عليها،‮ ‬وجبل‮ ‬عليها‮ ‬لاعبو‮ ‬هذا‮ ‬النادي‮.‬ورغم‮ ‬ما‮ ‬عرفت‮ ‬عنه‮ ‬هذه‮ ‬الأعوام‮ ‬بـ‮ “‬سنين‮ ‬الجمر‮” ‬إلا‮ ‬أن‮ ‬ذلك‮ ‬لم‮ ‬يمنع‮ ‬عددا‮ ‬من‮ ‬لاعبيها‮ ‬على‮ ‬ارتياد‮ ‬الملاهي‮ ‬الليلية‮ ‬وقضاء‮ ‬ليال‮ ‬حمراء‮.‬في نهاية التسعينيات، وحينما كان يسير الفريق رويدا رويدا نحو التتويج باللقب، كان أحد أحسن لاعبي الفريق (د.ف) واسمه على مسمى، يرتاد الملاهي ليل نهار ثملا بالخمر ليلا ولاعبا على المستطيل الأخضر، ورغم ذلك فإنه قاد الفريق إلى التتويج باللقب، وكان أبرز عناصر المولودية‮.‬وفي‮ ‬موسم‮ ‬2000؛‮ ‬أي‮ ‬في‮ ‬العام‮ ‬الموالي،‮ ‬شهدت‮ ‬تشكيلة‮ ‬المولودية‮ ‬تغييرا‮ ‬جذريا،‮ ‬وكان‮ ‬من‮ ‬نتيجة‮ ‬ذلك‮ ‬استقدام‮ ‬ثلاثة‮ ‬لاعبين‮ ‬من‮ ‬غرب‮ ‬البلاد،‮ ‬ورغم‮ ‬مواهبهم‮ ‬الكروية‮ ‬الكبيرة‮ ‬إلا‮ ‬أنهم‮ ‬لم‮ ‬يقدموا‮ ‬شيئا‮ ‬للفريق‮.‬وضم‮ ‬الفريق‮ ‬اللاعب‮ (‬م‮.‬ع‮) ‬لاعب‮ ‬المنتخب‮ ‬الوطني‮ ‬وأبرز‮ ‬لاعب‮ ‬آنذاك،‮ ‬ومعروف‮ ‬ببنيته‮ ‬المورفولوجية‮ ‬وحسه‮ ‬التهديفي،‮ ‬غير‮ ‬أن‮ ‬حياة‮ ‬البذخ‮ ‬والسهر‮ ‬كانت‮ ‬وراء‮ ‬إضاعته‮ ‬لمجد‮ ‬كروي‮.‬وظل اللاعب يرتاد الملاهي ليلا، ويتجاوب على أنغام الشابة خيرة “ويبرح” بملايين السنتيمات في الملهى الذي كانت تمتلكه هذه المغنية رفقة زوجها آنذاك الهواري الدوفان بـ “ملهى مزغنة” والذي أغلقته السلطات فيما بعد.والتحق‮ ‬به‮ ‬زميله‮ (‬ش‮.‬ب‮) ‬المشهود‮ ‬له‮ ‬بمواهبه‮ ‬الكروية،‮ ‬بالإضافة‮ ‬إلى‮ ‬حب‮ ‬السهر،‮ ‬حيث‮ ‬كان‮ ‬يصطحب‮ ‬إلى‮ ‬جانبه‮ ‬زميله‮ (‬ع‮.‬ج‮) ‬المعروف‮ ‬بدماثة‮ ‬الخلق‮.‬في‮ ‬المواسم‮ ‬الأخيرة‮ ‬تحسن‮ ‬حال‮ ‬الفريق‮ ‬كثيرا‮ ‬فلم‮ ‬يعد‮ ‬هناك‮ ‬لاعبين‮ ‬مدمني‮ “‬السهر‮” ‬و‮”‬الصخب‮” ‬باستثناء‮ ‬حالات‮ ‬شابة،‮ ‬يعرفها‮ ‬الجميع‮.‬وتردد الصحف الرياضية في مختلف أعدادها ارتياد أحد عناصر المولودية الملاهي الليلية، آخرها في تنقل الفريق إلى بجاية، حيث فضل السهر خفية قبل موعد مباراة هامة، بل وشوهد مرة أخرى بملهى “ياسمينة” بالعاصمة.وتبقى‮ ‬هذه‮ ‬الحالة‮ ‬شاذة‮ ‬في‮ ‬فريق‮ ‬المولودية،‮ ‬صعب‮ ‬على‮ ‬المسيرين‮ ‬معالجتها،‮ ‬خاصة‮ ‬وأنها‮ ‬تتعلق‮ ‬بالحياة‮ ‬الشخصية‮ ‬لهؤلاء،‮ ‬بيد‮ ‬أن‮ ‬ذلك‮ ‬لا‮ ‬يؤثر‮ ‬على‮ ‬الخلق‮ ‬القويم‮ ‬لأغلبية‮ ‬عناصر‮ ‬التشكيلة‮.‬

يوسف‮. ‬ب

شراد‮ ‬موهبة‮ ‬حطمها‮ ‬السهر‮ ‬والقمار
كان الجميع يتنبأ للمهاجم الجزائري مالك شراد بمستقبل زاهر جدا، خاصة بعد تألقه اللافت في صفوف نادي نيس، وهو ما دفع المدرب رابح سعدان ليوجه له الدعوة لتقمص الألوان الوطنية، حيث تألق بشكل لافت في أولى مبارياته مع “الخضر” ووقع ثلاثة أهداف ضد النيجر.في‮ ‬شهر‮ ‬مارس‮ ‬2004،‮ ‬وبعد‮ ‬مشاركته‮ ‬في‮ ‬كأس‮ ‬إفريقيا‮ ‬والمشوار‮ ‬الإيجابي‮ “‬للخضر‮” ‬في‮ ‬نهائيات‮ ‬تونس،‮ ‬كان‮ ‬الجميع‮ ‬يتنبأ‮ ‬بخطف‮ ‬اللاعب‮ ‬لصفقة‮ ‬احترافية‮ ‬كبيرة‮ ‬ضمن‮ ‬أقوى‮ ‬الأندية‮ ‬الأوروبية‮.‬بيد‮ ‬أن‮ ‬اللاعب‮ ‬توارى‮ ‬عن‮ ‬الأنظار‮ ‬في‮ ‬شهر‮ ‬مارس،‮ ‬وغادر‮ ‬ناديه‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬هدد‮ ‬رئيس‮ ‬الفريق‮ ‬موريس‮ ‬كوهين‮ ‬بالقتل‮ ‬في‮ ‬حادثة‮ ‬شهيرة‮ ‬تناولتها‮ ‬مختلف‮ ‬وسائل‮ ‬الإعلام‮ ‬المحلية‮ ‬والدولية‮.‬القضية تعود إلى أن اللاعب دأب على قضاء سهرات صاخبة في أكبر الكازيونيهات بمدينة نيس، وحينما أفلس لإدمانه القمار، طلب أموالا إضافية من رئيس النادي، فرفض، ما دفعه تحت ضغط عائلته يختفي عن الأنظار، رفقة زوجته ايلودي، وابنه الرضيع ادم، ليكتشف بأنه متواجد بفندق الشيراطون‮ ‬بالجزائر‮.‬وتعاطف‮ ‬معه‮ ‬رئيس‮ ‬الاتحادية‮ ‬آنذاك‮ ‬محمد‮ ‬روراوة،‮ ‬وكان‮ ‬وراء‮ ‬صفقة‮ ‬انتقاله‮ ‬الى‮ ‬الترجي‮ ‬التونسي،‮ ‬ثم‮ ‬استدعائه‮ ‬مجددا‮ ‬للمنتخب‮.‬ويبدو‮ ‬أن‮ ‬اللاعب‮ ‬قد‮ ‬حفظ‮ ‬الدرس،‮ ‬لكن‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬بلغ‮ ‬26‭ ‬من‮ ‬عمره،‮ ‬حيث‮ ‬يلعب‮ ‬لنادي‮ ‬باستيا‮ ‬حاليا،‮ ‬وبمستوى‮ ‬متواضع،‮ ‬بينما‮ ‬كان‮ ‬الجميع‮ ‬يتكهن‮ ‬له‮ ‬بأن‮ ‬يكون‮ “‬فان‮ ‬باستن‮ ‬الجزائر‮”.‬

ي‮. ‬ب

علم‮ ‬الاجتماع‮: “‬الملاهي‮ ‬خطر‮ ‬على‮ ‬رياضيي‮ ‬النخبة‮”‬
في تحليل الظاهرة من الناحية الاجتماعية يقول الأستاذ نصر الدين جابي في اتصال لـ “الشروق” إن “ارتياد الملاهي هو ظاهرة خطيرة على رياضيي النخبة، يتعارض وممارسة الرياضة، التي تتطلب مجهودا بدنيا وفكريا في آن واحد”.واعتبر‮ ‬الباحث‮ ‬الاجتماعي‮ ‬أن‮ ‬صخب‮ ‬الملاهي،‮ ‬والبذخ‮ ‬في‮ ‬صرف‮ ‬الأموال‮ ‬يهدد‮ ‬مستقبل‮ ‬الرياضي،‮ ‬رغم‮ ‬أن‮ ‬الموضوع‮ ‬في‮ ‬الوهلة‮ ‬الأولى‮ ‬يمكن‮ ‬تصنيفه‮ ‬كحرية‮ ‬الحياة‮ ‬الشخصية‮ ‬للرياضي‮.‬بيد‮ ‬أن‮ ‬للظاهرة‮ ‬تأثيرات‮ ‬على‮ ‬المجتمع‮ ‬بغض‮ ‬النظر‮ ‬عن‮ ‬الجانب‮ ‬الأخلاقي‮ ‬والديني،‮ ‬فالرياضي‮ ‬مطالب‮ ‬بالقيام‮ ‬بتدريبات‮ ‬شاقة‮ ‬وبذل‮ ‬مجهودات‮ ‬كبيرة،‮ ‬ونمط‮ ‬عيش‮ ‬يحدد‮ ‬مدة‮ ‬الساعة‮ ‬التي‮ ‬يجب‮ ‬استغراقها‮ ‬في‮ ‬النوم‮.‬وفي تعميق أكثر في الموضوع يقول جابي “في الجزائر هناك نوع من الفوضى الاجتماعية، فهناك مهن غير محترمة”. ويضيف “المعروف عن الملاهي الجزائرية أنها تختلف عن تلك في أوروبا، ففيها يكثر الخمر والفسق وحتى المجون، مثلما يردده عامة الناس، وهو ما يجعله منبوذا في الوسط‮ ‬العام‮ ‬وحتى‮ ‬الرياضي‮”.‬وفيما إذا كانت الملاهي مكانا للترفيه والهروب من الضغط، قال محدثنا “البعض من الشباب يرى الترفيه في ارتياد الملاهي، لكن بالنسبة للرياضيين، فإن ما هو شائع أن هذه الأماكن للإرهاق والتعب، والكثير من الأمور السلبية”.

ي‮. ‬ب

من‮ ‬نكت‮ ‬الملاهي: الدجاج‮ ‬المذبوح‮ ‬والسهر‮ ‬المباح
من‮ ‬الشائع‮ ‬في‮ ‬الوسط‮ ‬الكروي‮ ‬بخصوص‮ ‬تفضيل‮ ‬اللاعبين‮ ‬للملاهي‮ ‬الليلية‮ ‬للترفيه،‮ ‬نكتة‮ ‬يقال‮ ‬عنها‮ ‬واقعية‮ ‬حدثت‮ ‬لفريق‮ ‬بلوزداد‮ ‬حينما‮ ‬تنقل‮ ‬إلى‮ ‬الكوت‮ ‬ديفوار‮ ‬في‮ ‬مشاركته‮ ‬الإفريقية‮ ‬في‮ ‬السنوات‮ ‬الأخيرة‮.‬ويشاع‮ ‬أن‮ ‬بعض‮ ‬اللاعبين‮ ‬كانوا‮ ‬يقضون‮ ‬ساعات‮ ‬طويلة‮ ‬في‮ ‬السهر،‮ ‬حتى‮ ‬أن‮ ‬الفريق‮ ‬تعرض‮ ‬هناك‮ ‬إلى‮ ‬هزيمة‮ ‬قاسية‮ ‬بنتيجة‮ ‬سبعة‮ ‬أهداف‮ ‬لواحد‮.‬ويقال إن عناصر الفريق رفضوا تناول وجبة العشاء، بحجة أن الدجاج غير مذبوح على الطريقة الشرعية، ولا يحل أكله، فرد المدرب نور بن زكري بنرفزة على لاعبيه “السهر في الملاهي إلى الصباح ليس حراما، وأكل الدجاج غير مباح، ستأكلون ذلك عنوة”.. صحيح أن بن زكري قالها مازحا،‮ ‬لكنه‮ ‬بالمقابل‮ ‬وجه‮ ‬رسالة‮ ‬واضحة‮ ‬للاعبيه‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬يتواطأوا‮ ‬عليه‮ ‬ويتعرضوا‮ ‬لهذه‮ ‬الهزيمة‮ ‬القاضية‮ ‬ليتم‮ ‬فيما‮ ‬بعد‮ ‬إقالة‮ ‬المدرب‮.‬

مدرب‮ ‬جزائري‮ ‬شوهد‮ ‬يرقص‮ ‬مع‮ ‬لاعبيه‮ ‬ثملا‮ و‬الأندية‮ ‬تفضل‮ ‬التستر‮ ‬على‮ ‬لاعبيها‮ ‬المنحرفين‮ ‬
على الرغم من أن كل الأندية الجزائرية، على غرار مثيلاتها في مختلف البلدان العريقة في لعبة كرة القدم، تنص قوانينها الداخلية على قواعد زجرية للاعبين الذين يثبت عليهم إدمانهم على تعاطي المسكرات والتردد على الملاهي، إلا أنه لم يسبق أن أقدمت إدارة فريق ما على معاقبة لاعب لها، أثبت عليه أنه من رواد المراقص والملاهي وتناول المسكرات، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول الأسباب التي تجعل من مسؤولي أنديتنا يحجمون على معاقبة هؤلاء اللاعبين المدمنين على تلك الطباع التي تتنافى والمبادئ التي تقوم عليها الرياضة، والتي من الواجب على الرياضي التحلي بها حتى يكون جاهزا للعطاء، بل في غالب الأحيان تجد الأندية تتستر على لاعبيها المنحرفين، رغم علمها بكل تصرفاتهم، على عكس ما هو قائم من تقاليد في الأندية الأوروبية العريقة التي لا تتهاون أبدا في الضرب بيد من حديد على كل من يثبت عليه تلك التصرفات حتى وإن كان من نجوم الفريق، والأمثلة على ذلك عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، إقدام إدارة نادي ليفربول على معاقبة النجم السينغالي حاجي ضيوف في أكثر من مرة، بسبب إدمانه على الشرب والملاهي قبل أن تتخلى عن خدماته لما يئست من عدم إقلاعه‮ ‬عن‮ ‬تلك‮ ‬الآفة‮.‬والأدهى من ذلك أن هناك بعض المدربين الجزائريين الذين لايزالون يشرفون على بعض الأندية، مدمنون بدورهم على شرب الخمر والسهر حتى مع بعض لاعبيهم، ويحدث ذلك خاصة في التربصات السنوية التي تقام خارجيا، فقد التقطت عدسة بعض الزملاء المصورين الموسم الماضي، ببولونيا مدرب‮ ‬أحد‮ ‬الفرق‮ ‬العاصمية‮ ‬سبق‮ ‬له‮ ‬الإشراف‮ ‬على‮ “‬الخضر‮” ‬يرقص‮ ‬مع‮ ‬لاعبيه،‮ ‬وهو‮ ‬في‮ ‬حالة‮ ‬اللاوعي‮ ‬نتيجة‮ ‬إسرافه‮ ‬في‮ ‬الشرب‮.‬

حسين‮. ‬ق‮ ‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • بدون اسم

    roh taati kad mamsha lkalb hafiane