الجزائر
يعانون من التضييق في الدول التي يقيمون بها

مهاجرون يؤخرون عطلتهم ليشاركوا عائلاتهم الإحتفال بعيد الأضحى

زهيرة مجراب
  • 2917
  • 14
أرشيف

فضل الكثير من أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج العودة إلى أرض الوطن لمشاركة ذويهم وعائلاتهم احتفالات عيد الأضحى، فالأجواء الاحتفالية داخل الوطن لا تنسى ولا تكرر في أي بلد آخر، هذا وقد أصبح تزامن موسم الأعياد مع العطلة الصيفية فرصة للمهاجرين الذين يفرون من التضييق الممارس في الدول الأوروبية.
يعد قضاء الأعياد بعيدا عن الأهل والأقارب غصة في حلق المهاجرين تزعجهم وتقلق راحتهم وتفقد المناسبة فرحتها وبهجتها، ويزداد الأمر صعوبة إذا كانت المناسبة تتعلق بعيد الأضحى المبارك، حين يصطدمون بجملة من العراقيل والقيود القانونية التي تحول دون ممارستهم السنة النبوية، وهو ما يدفع بالبعض منهم إلى المغامرة باقتناء الأضحية من إحدى المزارع في البلد الذين يقيمون فيه، ثم جلبها إلى المنزل لنحرها في الحمام، وهناك من يتفقون على أماكن يلتقون فيها بمعارفهم ويشاركونهم الأضحية، بينما هناك من ينصاع إلى القوانين فيتوجهون إلى المذابح.
وتعد مواقع التواصل الاجتماعي همزة الوصل بين المغتربين وأرض الوطن، حيث يتبادلون من خلالها الصور ومقاطع الفيديو بل وحتى يشاركونهم مقاطع البث المباشر، بينما أجبر الحنين إلى الوطن جل أفراد الجالية على العودة إلى الوطن خلال السنوات الأخيرة، لما تصادف مع فصل الصيف بات بإمكانهم الاحتفال مع ذويهم على عكس السنوات الماضية التي كان فيها العيد يتزامن مع أيام العمل.
وحول طقوس الاحتفال بعيد الأضحى في المهجر، كشف النائب عن الجالية نور الدين بلمداح، في اتصال لـ “الشروق”، أن المهاجرين في بعض الدول المتطرفة يواجهون بعض العراقيل في إيطاليا واليونان، ففي تلك الدولة لا تستطيع السلطة منع الاحتفال بعيد الأضحى المبارك بشكل مباشر، لذا يعمدون إلى بث رسائل مضادة من خلال وسائل الإعلام حتى يحرضوا المزارعين على عدم التعامل مع الجالية المسلمة والبيع لهم، ليضيف المتحدث أن بعض المهاجرين يحبون الاحتفال بالعيد في شكل جماعي حتى يسترجعوا ذكريات الوطن وأجواء العيد داخله، فيختارون مكانا معينا يلتقون فيه لينحروا الأضاحي مثلا في إحدى الغابات ويعملون على تنظيفه وطبخ الطعام بشكل جماعي.
وأكد المتحدث أن غياب المنع الرسمي للاحتفال بالعيد في الخارج يقابله صعوبات وعراقيل على أرض الواقع كمنع عملية الذبح داخل البيوت، وإلزامهم بالتوجه إلى المذابح “الباطوار” غير أن أفراد الجالية يبدون تفهما للقوانين ويلتزمون بها تفاديا للصدامات.
وبخصوص أسعار الأضاحي كشف محدثنا أن بعض المزارعين الأوروبيين ينتهزون فرصة عيد الأضحى المبارك، لرفع الأسعار فتصل حتى 80 أورو وهو مبلغ ليس مرتفعا، غير أن غالبية الأضاحي هناك صغيرة الحجم مقارنة بالمحلية ويحرص المهاجرون على الالتزام بنفس أجواء العيد المحلية من طريقة طبخه وتقسيم الأضحية، كما اعترف بلمداح بحرص غالبية أفراد الجالية على القدوم إلى الجزائر لتمضية العيد، خصوصا أنه بات يتزامن في السنوات الأخيرة مع عطلة الصيف، وهو ما يناسب خروج معظمهم في العطلة السنوية.

مقالات ذات صلة